المقالات

فساد في فساد


احمد عبد الرحمن

نسمع بأستمرار من يقول ان الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة يفوق في خطره خطر الارهاب، ومثل هذا القول صحيح الى حد كبير، ان لم يكن صحيحا بالكامل. فأذا كانت اثار ونتائج ومعطيات الارهاب تبرز واضحة وجلية بصورة دموية واجرامية بشعة، حيث تتمثل بدماء تراق، وارواح تزهق، ومباني تدمر، واموال وممتلكات تخرب، فأن اثار ونتائج ومعطيات الفساد الاداري والمالي لاتظهر بنفس الدرجة من الوضوح، بل قد تبقى لفترة طويلة من الزمن غير ماثلة للعيان وبعيدة عن دائرة الرصد والتشخيص، فضلا عن المعالجة، وهو ما يعني تراكم الاثار والنتائج الكارثية لها.

وخلال الاعوام الستة الماضية التي اعقبت الاطاحة بنظام صدام، فأن المليارات من اموال البلاد راحت الى جيوب وارصدة المفسدين، وعدد غير قليل منهم اشخاصا تبوأوا مواقع عليا في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، ولانه لاوازع اخلاقي ولا ديني لديهم، ولارقابة وقوانين صارمة تخضعهم للمحاسبة والمساءلة فأنهم لم يتورعوا عن النهب والسلب. وكل ذلك انعكس على الواقع الحياتي للملايين من ابناء الشعب العراقي، فعدم توفر الطاقة الكهربائية، والمياه الصالحة للشرب، والمدارس، وانتشار البطالة في صفوف اعداد هائلة من اصحاب الشهادات والكفاءات، وتفشي العوز والفقر والحرمان في اوساط وشرائح اجتماعية كثيرة، كل ذلك وغيره من نتائج ومعطيات عمليات السلب والنهب المنظمة التي جرت وتجري بطرق ووسائل مختلفة.

وجزء كبير من العمليات الارهابية تقع نتيجة تفشي تلك الافة، التي من خلالها يسهل اختراق دوائر ومؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والادارية، واستدراج ذوي النفوس الضعيفة، لقتل الناس الابرياء، وتخريب وتدمير كل مظاهر ومعالم الحياة الطبيعية للناس. ان النجاح الحقيقي على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية لايمكن له ان يكتمل وان يتبلور وينعكس على الواقع العام للبلاد الا من خلال تصدي الدولة بكل مؤسساتها لافة الفساد الاداري والمالي في اي مكان وموضع كان لها وجود، وتجاه اي شخص مهما كان موقعه او وظيفته، اذ ينبغي الا تكون هناك حصانة لاي مؤسسة ولا لاي شخص في هذا الجانب.

ومجلس النواب العراقي، بأعتباره الجهة الرقابية الاعلى هو مسؤول مسؤولية حقيقية عن التصدي لتلك الظاهرة والافة الخطيرة، والحكومة هي الاخرى معنية، اذا ارادت بالفعل ان تتقدم الى الامام وتعالج الاخطاء والسلبيات وان تعزز النجاحات والمكاسب المتحققة سياسيا وامنيا واقتصاديا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الدجيلي
2009-05-10
المشكله ان الفساد الاداري والمالي بدعم مباشر من حكومة المالكي والا اين هي الاجهزه الرقابيه 0 انظروا الى مؤسسات الدوله وخصوصا التي يقودها حزب الدعوه للاسف هذا الحزب العريق الذي انقلب على قيم العدل حتى اصبحت قادته مفسدون اداريون بالدرجه الاولى انظروا الى ما يسمى دكتور خلف عبد الصمد مسؤول مؤسسة الشهداء والتفافه على حقوق الشهداء وانظروا الى الوزاراة التابعه لهذا الحزب كيف تتاجر بمقدرات ابناء المضحين الذين نذروا انفسهم في مقارعت الطواغيت العفلقيه فهل يا ترى تبنى هذا الحزب ستراتيجية البعث بوجه اخر
ابن الجنوب
2009-05-09
بارك الله فيك ان كل ماقلته هو عين الصواب لكن لو كانت سلطة القانون هي اعلى من اي شئ ولاتهاب اوتخاف من تهديد اي جهة لما وصلنا الى هذا الحال من الفساد في الدول المتقدمة هناك قوانين صارمة ويعاقب كل من يخالفها بفرض غرامات او عقوبات قد تكون معنوية مثلا الشخص المخطئ يعاقب بأن يعمل على صبغ البنايات الحكومية مثلا لمدة ستة اشهر وبدون اجر وكل من يراه يعرف ان مخطئ وهذه العقوبة التي نالها كما ان الحكومة استفادت في نفس الوقت من صبغه للبنايات وتم اقتصاد النفقات من اجور ونفقات السجن؟؟ فلنستفيد من خبراتهم !!
جد الصراحه وعم العدل المهجر تهديدامن الارجاس
2009-05-09
بسمه تعالى يا اخانا ان ممثلك سرق وهجر ودفن وفجر وتأيهم وهدم ولطم وتداين وتعودل وسكت صم بكم عمي عن أرجس وأدنس وأقذر من سجلهم الزمكان وها نحن لهم مشاهدون؟ حاشا الاطياب طبعا وكل يعرف نفسه وكلنا الشعب نعرفهم؟؟ ان من مهازل دهرنا ان من تتوقع منهم الرقابة وهم من امتنعوا عن رفع الحصانة عن أجرم الخلق وأرجسهم وهم مستمرون فأي رقابة والدايني يمثلنا ويا ريت وحده؟؟؟ خلهه سنطه ليزعل الدكتور وجماعته المتكتلون وما يصالحون؟؟ وما الله بغافل عما يعمل الظالمون فهل ستغفل عنهم وزارة المهجرين والنزيهون؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك