ميثم المبرقع
الطريقة التي جرى فيها تشكيل مجالس المحافظات عبر تحالفات جانبية وثنائية استبعدت قوى كبيرة وفاعلة هذه الطريقة تعبر عن تأسيس خطير ينذر بالفشل الكبير ونحن في بدايات التجربة الجديدة لمجالس المحافظات وفي دورتها الثانية بعد التغيير الكبير في العراق. وهذه اول خطوة للفشل والتخطيط له والاصرار عليه والتمسك به.ما جرى في الموصل وانفراد قائمة الحدباء بتشكيل كل مواقع مجلس المحافظة ربما أثار الكثير من الشركاء والمشاركين في انتخابات مجالس المحافظات مع ان الاستحقاق الانتخابي قد يفرض للحدباء التصرف بهذه الطريقة الخاطئة وان كانت ديمقراطية لكنها خالفت اساس التوافقات الجارية في البلاد عبر اشراك اغلب القوى الفائزة بما ينسجم مع التعددية والتنوع العراق السياسي والديني والمذهبي والقومي.
لكن ما جرى في مجالس المحافظات في الوسط والجنوب كان الأسوأ وكشف عن نفوس تسعى الى التسلط والبقاء ولو على معاناة الناس وباي ثمن والامارة ولو على حجارة كما كان يقول بعض الحكام في العصر الاموي.عندما تفقد بعض القوى مصداقيتها وتتراجع عن التزاماتها سيكون لها تداعيات على سمعة الاسلاميين الوطنيين الذين كانوا يطالبون بالمشاركة ونبذ الاقصاء والالغاء والتهميش في عراق لا يحتمل او يتحمل سوى المشاركة وحدها وفقا للاستحقاق الانتخابي والتنازل قليلاً من استحقاقاتنا والتراجع عن انانيتنا من اجل عراق واحد وموحد.مشكلة بعض القوى التي أستأثرت بالمواقع الادارية في الحكومات المحلية انها اندفعت بغرائزية سلطوية لم نرها الا في التجارب الاستبدادية المقيتة وكانت هذه القوى التي هيمنت على اغلب المواقع تتفق نهاراً مع شركائها وتنقض اتفاقها ليلاً وتظهر خلاف ما تضمر وتخفي عكس ما تبدي وربما واحدة من الاتفاقات البديهية التي لا يمكن نقضها او القفز عليها هي القناعة الاجماعية بان يكون المحافظ موضع اتفاق ووفاق بين القوى المشاركة ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن هذه الثوابت البديهية.لا نريد ان ننكأ الجراح ونكشف كل ما حصل من انقلاب على الاتفاقات والتعهدات ولكن ما يهمنا هو ان الذين لم يصدقوا مع شركائهم ويتنصلوا عن التزاماتهم كيف سيصدقون في شعاراتهم وبرامجهم التي اطلقوها قبل الانتخابات.. ليطلع شعبنا على حقيقة ما جرى لكي لا يدفع الثمن باستمرار.
https://telegram.me/buratha