الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
لاشك أن ما نسمَعُه ونشاهِدُه بين الحين والآخر على بعض شاشات القنوات الفضائية المأجورة والمتمثل بتكفير بعض طوائف المسلمين، شيء يبعث بالقلق الكبير والخطير ويجعل أصحاب العقول والمخلصين لدين الإسلام من العلماء والدعاة والوعاظ والكتاب والباحثين يقفون جادين للحيلولة دون اتساعٍ لهذه الخطابات الطائفية التحريضية التي تصب في مصلحة المشروع العدائي للإسلام المتمثل بالصهيونية العالمية التي بدأت تغزو عالمنا الإسلامي على مستوى تنفيذ وتطبيق المخططات التي رسمت وقرئناها ببرتوكولات حكماء صهيون. وخطاب الكلباني الذي عين إماما للحرم المكي في شهر رمضان الماضي من عام 1429هجرية والذي ظهر قبل أيام على قناة البي بي سي المعروفة دعمها وهو يتحدث عن أسئلة يوجهها له مقدم البرنامج المسمى.....(بالصميم ) وإذا بالشيخ يتحدث بلهجة طائفية شديدة وهذا هو احد الخطابات التي تألب هذا الطرف على ذاك وتزرع الأحقاد بين المسلمين فماذا بقي من الإخوة الإسلامية المرجوة بعد أن قال للمذيع أن علماء الشيعة كفرة وقد يُعذر أتباعهم!!! فهذه الخطابات التي تتعرض لها امة الإسلام في فترات متفاوتة تحتم علينا أن نقف عدة وقفات مصيرية ونعتبر هذه الوقفات منهج عمل نطبقه في حياتنا اليومية :الوقفة الأولى : هذه التصريحات الطائفية لم تصدر من إمام بمستوى اعتيادي فهو لا يعتبر كسائر الأئمة في بعض المساجد أو الحسينيات وإنما يمثل مؤسسة إسلامية مهمة جدا حيث يلتف حولها ملايين المصلين يوميا في الكعبة المشرفة حيث إدارة الحرم المكي الشريف وهي مؤسسة كبيرة تعنى بإدارة الحرم المكي الشريف فإذا صدر خطاب من أحد هؤلاء الأئمة يمس بأحد الطوائف الإسلامية فهنا على العقلاء أن يرفضوه وعلى العلماء أن يدينوه وخاصة إذا كان الخطاب لتفرقة المسلمين وتمزيقهم .الوقفة الثانية : هذه التصريحات الطائفية تأتي للأسف الشديد متناغمة مع ما يطرح في بعض القنوات الفضائية كقناة المستقلة مثلا أو قناة الأنوار لأننا حينما نسمع في بعض الأحيان من هاتين القناتين إنما نسمع خطابا طائفيا بغيضا مرفوضا فهذا يكفر طائفة الشيعة كلهم وذاك يكفر طائفة السنة كلهم وهنا أتساءل من المستفيد من تكفير طوائف المسلمين وهل مصلحتنا وعملنا ودورنا كرجال دين وخطباء أن نلقي بعباد الله في قعر جهنم وإذا نحن نقرأ هذه الخطابات لتأجيج الشارع الإسلامي بعضه على بعض وهو يدخل ضمن مخطط كبير يستهدف جميع المسلمين حتى يشغلهم عن أمر دينهم ودنياهم .الوقفة الثالثة : لابد للخطاب الوحدوي( دعاة التقريب ) أن يأخذ دوره في المجتمع الإسلامي باعتبار أن خطاب الوحدة يواجه مضايقة من دعاة التكفير والتفريق والتمزيق وهم متمكنون من المال والسلطة وذلك على المستوى المحلي والدولي وهذه المضايقة هي لغرض إضعاف الصوت الوحدوي وإسكاته ولكي يطغى علي الساحة خطاب الفرقة والتكفير وطبعا الخطاب الوحدوي هو المتمثل في مؤتمرات التقريب التي تعقد هنا وهناك من بلاد المسلمين وخاصة في العراق .الوقفة الرابعة : هذه التصريحات هي نقض لكل المواثيق والعهود التي توقع بين علماء المسلمين وعلى سبيل المثال وثيقة مكة التي وقعت قبل ثلاثة أعوام بجوار بيت الله الحرام وهي توصي باحترام كافة الطوائف الإسلامية وآخرها ما اتفق عليه العلماء في مؤتمر الشارقة قبل أيام من إقرار المذاهب الخمسة وجواز التعبد بها أم أن هذه المؤتمرات هي حبر على ورق.الوقفة الخامسة : إننا في العراق نجد آثار هذه الخطابات الطائفية المسمومة على الساحة العراقية وخاصة ما حدث خلال هذه الأيام المنصرمة من دوامة عنف ضربت العاصمة بغداد وبعض المدن العراقية وكان من أبرزها التفجير الذي استهدف زوار الإمام الكاظم ( رضي الله عنه ) وقبلها بأيام استهداف المصلون في مسجد بمنطقة الضلوعية .سادسا : لابد للمؤسسات الحكومية الدينية (الوقف السني والشيعي ) أن تأخذ دورها الكامل في التصدي لمثل هذه الخطابات وان لا تصمت لأي سبب كان ونحو أي طرف يسيء لطوائف المسلمين ولأن هذه المؤسسات الحكومية تملك التخصص والمؤهلات والأموال التي تستطيع أن توظف جهدها للوقوف بوجه هذه الخطابات والتصريحات الطائفية. وأخيرا دعوتي لعلماء المسلمين عامة ولعلماء العراق خاصة أن ينتبهوا لهذه المخططات العدوانية التي تريد أن تفرقهم وتديم الصراع بين أبناء الدين الواحد وان نتعاون جميعا فيما بيننا لتضييق الخناق على مثل هذه التخبطات الكلبانية !!!!الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوبالجمعة، 14 جمادى الأولى، 1430 ،2009-05-08
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha