نوال السعيد
كشفت المفاوضات بين بعض القوى والكيانات السياسية حول مناصب المحافظين ورؤوساء مجالس المحافظات على ضوء نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي جرت قبل ثلاثة اشهر ونصف، عن ظاهرة بعيدة كل البعد عن الاخلاق والسلوكيات الاسلامية، وقريبة الى حد كبير من المنهج الميكيافيلي القائم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
والمعروف ان ما يميز القوى والتيارات والاحزاب الاسلامية-الدينية عن القوى والتيارات والاحواب اللادينية هو ان الاولى تحكمها معايير مستنبطة من المنهج الاسلامي القائم على اساس الصدق والايفاء بالوعود وعدم التدليس والكذب والوضوح والشفافية، واستخدام الطرق والوسائل السليمة لتحقيق الاهداف التي من المفروض ان تكون منسجمة مع المنهج الاسلامي، وتنصب على تقديم الخدمات وكل ما من شأنه ان يعود بالنفع والفائدة على افراد المجتمع. بينما النوع الثاني من القوى والتيارات والاحزاب، لايتورع عن اللجوء الى كل الاساليب والوسائل بصرف النظر عن صحتها او عدم صحتها، وبصرف النظر عن توفر الجانب الاخلاقي فيها او عدم توفره.قصة المفاوضات بين قائمة ائتلاف دولة القانون وقائمة شهيد المحراب بأعتبارهما حققتا المركزين الاول والثاني في معظم المحافظات، تعكس الصورتان المتناقضتان لسياقات ومنهجيات التعامل.
وبحسب ما سمعت ان قياديي قائمة ائتلاف دولة القانون نقضوا الاتفاقات التي تم ابرامها مع قائمة شهيد المحراب اكثر من مرة، حصل ذلك في محافظة ذي قار ، وحصل في الديوانية، وحصل في بابل، وحصل اخيرا في النجف الاشرف. ان نقض الوعود والعهود التي اطلقت من قبل قيادات ائتلاف دولة القانون ، والحجج والذرائع غير المقبولة ولا المنطقية التي طرحوها، تنم عن اشكالية كبيرة في التعاطي السياسي، وطعن بالثقافة الاسلامية الصحيحة، وتفرض التوقف عند الحديث النبوي الشريف (ايات المنافق ثلاث، اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف ، واذا اؤتمن خان).
نوال السعيدالعراق-بابل
https://telegram.me/buratha