بقلم : ساجدة حيران الفيلي
اخوتي في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث احييكم على هذا المشروع الكبير واحي شجاعتكم التي تدل على طهارة اصولكم وعلو اخلاقكم وشدة ارتباطكم بوطننا العزيز , طلبي اليكم ان تنشروا قصتي وآلامي ليطلع عليها الناس علهم يتذكروا الجرائم البعثية التي لايمكن نسيانها .
القصة :
لم نكن مؤيدين فكرة زواج اخي من ابنت احد البعثيين من سكنة محلتنا , الا ان الهوى والعشق حال دون رغبتنا واسقطنا في ما كنا نحذره , فحصل ان تزوج اخي الاكبر من ابنة امين سر منظمة حزبية تابعة لفرقة سعد بن ابي وقاص لحزب البعث العربي الاشتراكي في بغداد وبعد اتمام الزواج وانتهاء الضجيج صار والد زوجة اخي كثير الزيارة والتعلل عندنا في البيت وبما ان العوائل سرها واحد وكما هي تربيتنا في العراق كان صاحبنا يستدرجنا الى احاديث الثورة الايرانية والامام الخميني وكنا نصرح بأراءنا بكل وضوح وكذلك استنكارنا الشديد لاعدام مفجر الثورة العراقية الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رض
وهكذا كان ضيفنا يسجل كل كبيرة وصغيرة كنا نتكلم بها , وبعد ثلاثة اشهر من زواج اخي اختلق نسيبنا البعثي مشكلة وعلى اثرها اعاد ابنته الى بيته مع انها كانت رافضة لتصرفات والدها وبعد ذلك بأقل من اسبوع جاء الامن الى بيتنا وامرنا بالتهيئ للرحيل خارج الحدود العراقية وبالتحديد الى ايران لاننا نخالف توجهات الحزب والثورة وفي تلك الليلة من يوم 17 / 11 / 1980 حملونا في سيارة حمل ورمونا على حدود مدينة ( بنجوين ) بين الجبال والوديان وصوت المدافع وصواريخ القتال سرنا برحلة مع مجموعة من العوائل يقدر عددنا جميعا ب ( 182 ) فرد بين طفل وامرأه وشيخ كبير وطبعا فصلوا عنا 53 شاب وكان اخوتي الاربعة من ضمن من بقي في العراق محجوزا في زنازين البعث العربي الاشتراكي .
سرنا بين الجبال والوديان وبكاء الاطفال لم يهدأ من شدة الجوع حيث لم يكن مسموح لنا جلب اطعمة وقد جردونا مما كنا نحمله من مصوغات ذهبية واموال وحتى الاغطية التي جلبناها للوقاية من البرد قد اخذوها منا وفي تلك الليلة الشديدة الظلام لم نكن نعلم الاتجاه المناسب لسيرنا فمنا فضل المكوث في مكانه الى ان يطلع الفجر ومنا من فضل السير لاجل ان يتخلص من البرد بحرارة المسير وكنا قد فضلنا المكوث الى الصباح وما ان طلع علينا الفجر بدأت السماء تمطر مطرا لم نشهده في كل حياتنا وتحولت الوديان الى بحيرات استمر المطر الى الظهيرة وبعد ان هدأ المطر بدأنا نسير بأتجاه المخافر الايرانية واثناء الطريق وجدنا الحاج رمضان حميد عبود ميتا وقد تخشب جسمه فتوقفنا لتجهيزه ودفنه في تلك الجبال غريبا وبعد ان تقدمنا مسافة اقل من 300 متر وجدنا الحاجة بهية كريم غضبان وهي في اخر انفاسها حاولنا ان نعينها فلم نستطع وضعت رأسها في حجري وانا ابكي وهي لا تستطيع الكلام فقط ارى دموعها تنزل من عيونها وهي تلفظ انفاسها الاخيرة وبعد اقل من نصف ساعة تكلمت بثلاث كلمات قالت ( هما كاس علي كوي ) اي ( اين انت ياوحيدي ياعلي ) وتقصد بذلك ولدها الذي تركته محجوزا في العراق وعرجت روحها الى السماء فقمنا بدفنها في ذلك المكان الموحش ثم سمعنا صراخ طفل من منطقة قريبة منا فهلعنا اليه فرأينا السيدة زكية طالب مشهدي ميتة بسبب سقوطها الى الخلف على حجرة وقد تهشم رأسها وولدها بين يديها يصرخ ....
الله يشهد على كل كلمة دونتها بهذه الورقة لم ازد شيئا الا اني تركت الكثير من التفاصيل التي تدمي القلوب الرحيمة قمنا بنزع ولدها من بين يديها بقوة حيث تجمدت يديها حول ولدها الرضيع وايضا قمنا بدفنها فأقبل الليل علينا ونحن مشغولين بدفن الاموات فسرنا على عجل لكي نصل الى المخفر الايراني وطول الطريق كنا نسمع صراخ من جهات مختلفة ورغم بحثنا عن اماكن الصراخ الا انا لم نعثر على احد وبشروق الشمس من اليوم التالي اقتربنا من المخفر الايراني , رأينا الجنود الايرانيين يصيحون علينا ويشيرون علينا بالسير الى جهة اخرى الا انا لم نكن نفهمهم اقتربنا اكثر فأكثر والايرانيين يزيدون من صراخهم الى ان انفجر لغم تحت اقدام الحاج سليم عساف داوود فقطعت اقدامه الاثنين وقتلت الشابة منى جليل سوادي وجرحت الحاجة جليلة باران محي حيث اصيبت بيدها , عندها عرفنا سبب صراخ الايرانيين الذين لم نكن نفهم لغتهم الفارسية فلملمنا جراحاتنا وحملنا الجرحى وجثة الشابة واتجهنا الى حيث اشار علينا الايرانيون فوصلنا اليهم وكانوا قد جهزوا لنا غرف خاصة في المخفر وقاموا بعلاج الجرحى الى ان جلبوا لنا سيارات عسكرية نقلتنا الى مدينة مريوان وهناك تم تعداد من وصل منا فكان العدد ( 169 ) فرد اي ان من مات في الطريق او ظل عن القافلة هو 13 شخص
وبعدها تم ترحيلنا الى مدينة باختران وتم توزيعنا على مخيمات اللاجئين وقدمت لنا المساعدات الطبية وغيرها من وسائل تعيننا على مقاومت البرد اضافة الى الملابس والطعام كنا نعيش في تلك المخيمات ونتجرع سموم الغربة وآلامها كل غروب للشمس كنا ننظر بأتجاه العراق ونرسل السلام على من تركنا من الاحباب ونتجرع غصص الفراق وننتظر اخبار الوطن ونتلمسها من كل زائر يدخل المخيم او مسفر جديد قادم من العراق حتى الطائرات التي كانت تأتي للقصف كنا ننظر اليها بحرقة والم لا بسبب ماتحمله من متفجرات وقنابل بل بسبب انها تحمل رائحت العراق الحبيب ضلت والدتي تأن لفراق اولادها الاربعة الذين لم نعثر على اثر يدلنا عليهم الى هذه الساعة
واما زوجة اخي فقد حرقت نفسها منتحرة عندما تأكدت من ان والدها كان سبب التقرير الذي تسبب بتسفيرنا الى ايران كما اخبرتنا والدتها والى هذه الساعة توجد مئات العوائل العراقية المسفرة في مخيمات اللجوء الايرانية لم يصالحها احد ولم يزرها من المسؤولين الحكوميين على مدى ثلاث حكومات في العهد الجديد بعد سقوط الجرذ صدام , ترى مالذي فعلناه لكي نرى هذا الصدود وهذه الجفوة من حكومة تريد ان تصالح البعثيين ولا تفكر بأن تصالح ضحايا الاجرام البعثي . وما الذي فعله اخواني الاربعه والآلاف من شباب الكرد الفيلية ليقتلوا بدم بارد ولا احد من قادة الجامعة العربية يسأل عنهم . الشكوى الى الله والعاقبة للاخيار الذين سيبقون متمسكين بعداء دائم للبعث والبعثيين .
https://telegram.me/buratha