بقلم : سامي جواد كاظم
الشريعة الاسلامية لم تدع شيء فيه منفعة للانسانية الا وحثت عليه سواء كان مادي او اخلاقي كما وانها منعت وحرمت كل ما يسيء للانسان سواء كان مادي او معنوي . في بعض الاحيان هنالك احكام اقر بحليتها الشارع الاسلامي ولكنه قرنها وفق ظروف معينة فالحلال قد يكون مكروه او حرام اذا ما اختلفت الظروف والعكس صحيح ، من خلال هذه الفجوة يحاول البعض التلاعب بالاحكام الشرعية فيعطي للفعل كل جوانب الحلال ويتجنب الحرام ولكن الصيغة النهائية للفعل تكون شبهة ، بل وقد نتحاشى ما يثير الشبهة او ياول الى الجانب السلبي .
في الشرع يقال عنها حيل شرعية بحيث انها تبدو للوهلة الاولى حرمتها واذا ما تفحصنا حيثياتها وجدناها خالية من الحرمة وبالرغم من ذلك فالافضل تجنبها ، كما يستعان بالضميمة في التجارة للمواد الغذائية الموزونة ومن صنف واحد حتى نتجنب الربا . ولا يخفى على العاقل اللبيب انه في بعض الاحيان وللاحكام الضرورية قد يحلل الحرام لدفع الضرر عن النفس فقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ترك اكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الاضطرار ومات فله النار خالدا مخلدا ـ طب النبي (ص) ص74 .
الفقاع الاسلامي او ماء الشعير والبعض يسميها بيرة اسلامية ، هذا الشراب الذي له فوائد صحية للبشر واهمها احتوائه كميات كبيرة من الاحماض الامينية الضرورية للجسم ،هذا الشراب خلط الامور على من يبغي الالتزام بالاحكام الشرعية . الاجمال في الكلام هو اذا ثبت خلوها من الكحول فهي حلال والعكس حرام وهذا امر معروف ولكن الذي يستحق الوقفة والتعقيب هو تداعيات هذا الشراب .
اللافت للنظر هو طريقة تعبئة هذا الشراب وكيفية استخدام قناني زجاجية او بلاستيكية او علب معدنية تشبه طبق الاصل قناني الخمور المحرمة وهنا الحيرة لماذا هذا النمط من التعبئة ؟ ان كانت الغاية فائدة الشراب فمن الممكن استخدام الف نوع من التعبئة يختلف عن تعبئة المحرمات فلماذا لا تعبأ كما يحلو لهم تسميتها تعبئة اسلامية على غرار بيرة اسلامية ام ان هنالك قصد اخر من هذه التعبئة ؟ انا اتحدث عن التأويلات ولا اتحدث عن حرمة التعبئة ولكن هذا الاسلوب يجر الحديث والراي الى الجانب السلبي اذا ما شوهدت في بلد اسلامي وها هي اليوم تكثر في البلدان الاسلامية ومنها العراق ورحم الله امرئ جب الغيبة عن نفسه .
الامر الاخر في هذا الشراب هو طريقة شربه من قبل الشباب حيث نفس الاسلوب الغربي في شرب الخمور بل حتى يعدون جلستهم لمائدة الشرب وما تحويه من مقبلات هي بعينها ما يحدث في الملاهي ولو تبحرنا في موجودات هذه المائدة نجدها كلها حلال ولكن الشكل العام مقزز لانه يوحي لجلسة سكارى . كما وان حتى الكتابة على العلب والقناني تكون بنفس الخط الذي تكتب على قناني الخمور ، لماذا هذا التقليد بهذا المنكر ؟ هل حقا عجزت الشركات الإعلانية عن إيجاد إعلان يتلاءم والذوق الإسلامي ؟ وطالما ان الغاية من ماء الشعير هو الفوائد الصحية لماذا لا يعبأ في علب دوائية حتى توحي على الصحة والدواء ؟ ولكن طالما اختاروا الشكل الأقرب للمنكر فان هذا له دلالة غير سليمة على نوايا أصحاب الشركات المنتجة لذلك .
https://telegram.me/buratha