بقلم سامي جواد كاظم
المعارضة العراقية وعلى مر الحكومات بل وحتى الخلفاء الذين حكموا العراق كان لها دور مشهود بين السرية والعلنية وبين النضال داخل العراق او خارجه ولم تحكم العراق حكومة استطاعت ان تجعل من المعارضة شريك لها في الحكم بل القمع والابادة مورست بشتى صنوفها كما وان هنالك بعض الحركات والثورات التي قامت بها المعارضة قد اتت ثمارها من خلال نجاحها او وضع حجر الاساس للمعارضة الثورية .الجاسوسية والتآمر هو منهج اتخذته كل اغلب الحكومات العراقية في التجسس والاطاحة بالمعارضة من خلال الاعتقال او الاغتيال ، وفي العصر الحديث ونحصر الكلام في حكم البعث العباسي كانت المعارضة خارج العراق بعد ما قدمت الكثير من التضحيات نتيجة قساوة وظلم البعث ، فمن الطبيعي تكون الارضية الملائمة للمعارضة هي الدولة المعادية لحكم البعث وفي حالة العراق كانت ايران وسوريا هي الاوفر حظا في احتضان المعارضة العراقية واما الاردن والتي هي محور حديثنا كيف كانت علاقتها مع المعارضة؟ .هنا لنعود الى الخلف ايام ملك حسين ومن ثم نعرج الى ايام ابنه ملك عبد الله ، اغلب القيادات اختارت سوريا وايران وكانتا نعم الضيافة نعم فد تكون لدوافع سياسية بحكم الخلافات مع حكم صدام الا انهما لم يخونا المعارضة حالما ذاب الثلج في علاقتهما مع العراق ، اما القيادات التي اختارت الاردن فان لسوء حظها او لعدم اطلاعها اطلاع بما فيه الكفاية عن علاقة ملك حسين بصدام كان مصيرها عرضة للتامر الاردني البعثي .أي معارض لم يتعرض للملاحقة في تلك الفترة فاعلموا ان له اتصالات مع بعث صدام وهذا لا يتم الا بعلم المخابرات الاردنية ، حيث الذي لا علاقة له مع مخابرات صدام مصيره الاعتقال والتسليم الى حكومة صدام ،لنستعرض بعض هذه القيادات في المعارضة التي لم توفق في دراسة السياسة الاردنية ، القيادي في حزب الدعوة محمد عبد الهادي السبيتي لبناني الجنسية وازيدكم فهو سبط السيد العلامة عبد الحسين شرف الدين صاحب الصولات والكتابات التي يشهد لها التاريخ العربي في مقارعة الاحتلال والافكار الضالة ، هذا القيادي كان يعمل بين الاردن ولبنان وبعد رحلته الغامضة الى امريكا وعودته الى الاردن قامت مخابرات ملك حسين باعتقاله في 9 آيار 1981، بسبب نشاطاته مع بعض المعممين في الاردن ولبنان، وكانت مخابرات صدام قد طلبت تسليمه اليها، وفعلاً سلمته السلطات الاردنية الى الحكومة العراقية، فتنقل بين عدة معتقلات، حتى اختفى اثره ولا يُعلم الى اليوم تاريخ اعدامه. نموذج اخر والذي استطاع ان ينفذ بجلده من سلطات الاردن انه الدكتور احمد الجلبي والذي حالما علمت الاردن باتصالاته مع الحكومة الامريكية وباقي قيادات المعارضة في المنفى وبطلب ايضا من مخابرات صدام باعتقاله وارساله العراق الا انه علم بالمخطط ذلك من خلال تهمة بنك البتراء فاستطاع الهرب الى سوريا ومن ثم الى امريكا .نموذج اخر احد تجار بيت بنيه وهو في ندوة لدراسة الاوضاع التجارية في العراق اثناء الحصار مع تجار اردنيين تطرق الى سبب تدهور التجارة في العراق هو تدخل عدي ابن المقبور صدام بالاسواق فما كان من المخابرات الاردنية الا ابلاغ مخابرات صدام حيث لقي حتفه حالما اجتاز طريبيل .قصة حسين كامل هذا الغادر والمغدور الذي الكل اعتقد بهروبه الى الاردن بانه سيصبح ند قوي لصدام بحكم القرابة والنسابة والمعلومات التي تتوفر لديه عن التصنيع العسكري كل هذا باء بالفشل وعاد الى العراق برجله ليلقى مصيره كما لقى عمرو بن سعد قائد جيش يزيد ضد الحسين عليه السلام مصيره ، وعودة حسين كامل هي ليست بارادته ولا بغبائه أي انه صدق بالعفو الذي منحه له صدام لانه يعلم من هو صدام ولكن بسبب المخابرات الاردنية التي سوف لم ولن تدعه يغادر الاردن الا بامر صدام .اما الاحزاب والتحالفات التي اعلنت عن نفسها في الاردن كمعارضة ولم تتعرض لشيء فهي وجه اخر من وجوه الاستخبارات الصدامية للتجسس على المعارضة الحقيقية واختراقها ولا يسعني ان اذكر امثلة على بعض تلك التنظيمات ولكن اذا ما قرأتم ان التنظيم الفلاني تاسس في الاردن او مقره الاردن فاعلموا يقينا انهم توابع لصدام ، حتى ان هذه التيارات المعارضة اذا ما تاسست فما عليها الا ارسال نسخة اصلية من قرار التاسيس الى الخارجية الامريكية لتعلمها بذلك حيث تتخذ السي أي ايه اجراءاتها بقبولها وشمولها بالمساعدات ، وهنالك وثائق منشورة بهذا الصدد البعض منها في كتاب خيانة النص لميثم الجنابي حيث وثيقة سعد صالح جبر المعنونة الى الخارجية الامريكية تعلمه بتاسيسه تيار الحر الديمقراطي اعتقد .ولو سالت أي مواطن عراقي او عربي هل يمكن لاحد ان يثق بالجانب الامريكي واطلاعه على سره من غير ان تستخدم ذلك الادارة الامريكية بسوء نية طبقا لمصالحها ومصالح عملائها ؟ فالجواب البديهي وعلى الفطرة كلاواؤكد لكم ذلك ، اليوم اين معارضة الحكومة العراقية من البعثيين اليوم ؟ اين مكان بنات صدام اليوم ؟ الم تظهر وسائل الاعلام علاقة رغد بالتمويل للارهابيين في العراق ؟ كما وان هيئة الدفاع لصدام وازلامه تواجدهم الى اليوم هو الاردن ، حارث الضاري ملاذه وامانه في الاردن حيث من عمان يقود نشاطات القاعدة في العراق وحتى ان الاردن في اخر مرة وضعت بعض الرتوش لغرض التمويه حيث اعلنت انها تدرس استبعاد الضاري من عمان ، وهذا لا يمكن له ان يكون .المطلك اين مقر اقامته ؟ انها عمان ومنها يقود كتلته في البرلمان ، خلف العليان قبل مجيئه الى العراق كان مقره الاردن لما فيها من التمويل والامان والاتصال ببقية قيادات المعارضة العراقية الارهابية .حتى سعدون لولاح ( سعدون حمادي ) طلب اللجوء في الاردن ، محمد الدايني الهارب من العدالة العراقية بعد ما ضبط متلبسا بالارهاب والاغتيال والتهجير في العراق كان ماواه الامن الاردن ، ايهم السامرائي وزير الكهرباء السابق كانت محطة انطلاقه للهروب هي الاردن ، كل النفط العراقي الذي كان يسرق من العراق يهرب عن طريق الاردن ، وبعض غنائم الحرب مع ايران كانت تذهب الى الاردن كهدية مقابل موقفها من صدام ، وهل هنالك من ينكر تواجد مخابرات صدام طول فترة الحصار على العراق بكثرة في الاردن بل وحتى خولوا القاء القبض على أي من يريدون القاء القبض عليه واقتياده الى العراق .رواية قديمة يذكرها اباؤنا عن ملك الاردن حسين بن طلال اثر مقتل ملك فيصل الثاني في العراق يقولون بانه اقسم على تدمير العراق وجعل الحزن في بيت كل عراقي ولا اعلم هل هذه الرواية خرافة ام حقيقة ؟
https://telegram.me/buratha