كتابة جاسم محمد خلف
هنالك تصور وتصديق فالتصور هو تتصور شيء ما سواء كانت مدينة او سيارة او أي شيء مادي وتكون الصورة في الخيال وعلى ضوء المواصفات التصورية هذه التي رسخت صورة معينة تكون هي الماثلة امام عينيه اذا ما راها حقيقة وملموسة وعندما يراها هنا يكون التصديق لما تصور في ذهنه .كربلاء التي شغلت العالم وبكل اديانه ومختلف مذاهبه وشتى صنوفه فالحاكم العادل اينما كان سمع عن كربلاء والمفكر سمع عن كربلاء والظالم كذلك سمع عن كربلاء واساتذة الاثار والتاريخ سمعوا عن كربلاء بل وحتى السياسيون عندما يسمعون بالزيارات المليونية يكونون قد سمعوا عن كربلاء ، وتارخ كربلاء تاريخ معطر بواقعة الطف التي تحتضن اجساد طاهرة يتربع على قمتها جسد سيد الشهداء الحسين سبط الرسول عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين افضل الصلوات والسلام .من هنا الصورة التي ترسم في ذهن من سمع عن كربلاء تكون صورة مشرفة ومن جميع النواحي عمرانية اجتماعية اقتصادية ولكن هل هذه الصورة لها مصداق على ارض الواقع الكربلائي ؟ لو تتبعنا احياء كربلاء السكنية سوف لم نجد ولا حي نموذجي عصري يتماشى والصورة المرسومة عن كربلاء حيث ان المسؤولين يتراجعون في الاعمار وياليتهم لو كانوا يراوحون ، ولو نظرنا الى أي مشروع تم بنائه نجد كثير من الاخطاء ترافقه من الهندسية الى الادارية والمالية التي تهدر الاموال من غير رقيب وقراتم عن الوثيقة التي تظهر تصرف محافظ كربلاء السابق بخمسة مليار دينار بمجالات ان صحت لا تعد سليمة وتضع استفهامات كثيرة عن طبيعة الصرف ولكن لا احد يهتم او يتابع .اما الاجتماعية فاعتقد لا زال هنالك من يعبث سواء كان يقصد ام لا بالقضايا الاجتماعية المحافظة عليها اهالي كربلاء وتعد من السلبيات التي تؤثر على ثقافة كربلاء الدينية حتى ان اغلب برامج اذاعاتها ليس بمستوى الطموح الثقافي المرجو لكربلاء ، حتى ان قبل شهر تقريبا كانت هنالك مسرحية للفنان سامي قفطان وناهدة الرماح ولاني لم اشاهدها لاني لست من كربلاء الا ان الذي لفت انتباهي هو ان موعد عرضها هو السابعة مساء وهو موعد اذان المغرب بالضبط فالذي يتابعها اذن لا يصلي او ان المسرحية اهم من الصلاة فلو كانوا اخّروا موعد العرض لتلافوا هذا الخطأ الذي يحسب عليهم .اما الناحية الاقتصادية فحدث ولا حرج ولاني مررت بكربلاء قبل يومين وهو ليس يوم للزيارة ومع تضاؤل عدد الزوار الايرانيين فاني وجدت الانهيار الاقتصادي العالمي في كربلاء على حقيقته حيث يعد تصديق لصورة الانهيار الاقتصادي للذي لم يعرف ماذا يعني الانهيار ، مجموعة شباب يجلسون على عرباتهم هذا يقرض اظافره باسنانه واخر يلقط شعرات لحيته وثالث يدخن سيكارة ورابع يرقع نعله وخامس مضطجع على عربته وكلامهم عن مشاكلهم لا ينتهي ، اما الباعة المتجولين فانهم يتوسلون والاصح يتسولون من الزائر الايراني او الهندي لكي يبيعه جوراب او فانيلة حتى يستفاد ربع او خمسمائة دينار ، وهذه تصديق حقيقي لصورة المذلة .اين الحكومة المحلية من هذه الماسي والتي لو اهتمت اليها لقضت على كثير من مشاكل المجتمع ليس كربلاء فحسب بل العراق كله .فرصة عمل تجدد الامل نحو الافضل لتطور اشمل وبوجه اكمل ، هذه الفرصة تعد الرصاصة الحقيقة للقضاء على الارهاب هذه الفرصة تعد الخطوة الصحيحة نحو اقتصاد مثمر وناجح ، هذه الفرصة تعد خطوة نحو تربية جيل مثقف وواعي لا يلتفت الى تفاهات المحرضين الذين يتبرقعون بحجاب اشبه بالنقاب النسائي لا تظهر منهم الا اعينهم وعلى اساس انهم مثقفون يعملون على ثقافة المجتمع .فليس المحافظة على قدسية كربلاء تشمل المظاهر الاخلاقية فقط بل الاهم منها البطالة التي لا تتناسب واطهر ارض تتشرف باحتضانها اجساد طاهرة يرتادها الملايين من الزائرين .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha