ميثم المبرقع
في العراق الجديد ارتكزت مفاهيم لم يألفها العراقيون من قبل ولم تمارسها الانظمة المتعاقبة على الحكم في العراق والتي في اغلبها سادت عقلية الحزب الواحد او الزعيم الاوحد طيلة السنوات الماضية من تأريخ العراق المعاصر. وبعد مغادرة تلك الحقبة الظالمة والمظلمة ونهاية ابشع مرحلة استبدادية أفقنا على ملامح دكتاتورية جديدة على ابواب مجالس المحافظات تجسدت عبر الطريقة التي تم بها انتخاب الحكومات المحلية في اغلب المحافظات والتنصل عن كل التزاماتها ومبادئها واقبلت تستأثر بالمواقع بروح استئثارية واحتكارية بشعة لا تليق الا برجالات النظام السابق.
ما حصل في اغلب محافظات البلاد اثناء تشكيل الحكومات المحلية انذر بوجود روح استبدادية تؤشر على نقاط خطيرة وسلبية لا يمكن قبولها او السكوت عليها. نقض الاتفاقات والتعهدات والتهرب من الالتزامات قضية خطيرة لا تليق بواقع العراق الجديد ولا يمكن قبولها ونحن مقبلون على تأسيس دولة القانون والمؤسسات التي بدت القوى السياسية التي رفعت شعار القانون نتقلب على القانون نفسه وتتعامل بروح فئوية وحزبية نتنة.ومن المؤكد بان الذي يتخلى عن التزاماته وتعهداته مع الشركاء الفاعلين والقوى الفائزة ذات الرصيد الجماهير والمرجعي الكبير لا يتردد بالتخلي عن كل شعاراته التي طرحها في حملته الانتخابية من اجل الوصول الى موقع المسؤولية القيادية والادارية لمجالس المحافظات.
لا يمكن ان نتراجع عن كل التزاماتنا السياسية والاخلاقية من اجل منصب اعد اساساً لخدمة المواطنين ولا يمكن ان نستأثر بالمواقع بروح غرائزية ويكون هدفنا الوحيد ومطلبنا الاساسي هو الوصول الى الموقع المسؤول في قيادة الحكومات المحلية دون اشراك بقية القوى السياسية وباستحقاقاتها الانتخابية. هذا السلوك الانفرادي والاستبدادي مرفوض ولا يمكن قبوله باي حال وعلى الاخوة المتصدين لقيادات الكتل الفائزة مراجعة اعضاء كتلهم في المحافظات التي شهدت انفراداً خطيراً لا ينسجم بمتطلبات العراق الجديد وتجربته الديمقراطية التي مازالنا ننزف دماً من اجل انجاحها.
https://telegram.me/buratha