بقلم:فائز التميمي
تعتبر حالة العدوى السياسية من الأمور الواردة في الأرشيف السياسي وعندنا في التأريخ القريب عندما أُزيح الحزب الشيوعي من حكم روسيا أُزيحت كل الأنظمة الشيوعية المجاورة! وعندما حصلت ثورة مصر 1952 تحركت كل الدول العربية لتقليدها .وعندما سقط صدام حاربت كل الدول العربية الحكم الجديد في العراق خوفاً من عدوى تصيب شعوبها!!.واليمن مجاور للسعودية وله مشاكل حدودية عميقة وقديمة حاول علي عبد صالح من خداع الشعب من أنه حل تلك المشاكل الحدودية مقابل رشاوي سعودية لحكومته الديكتاتورية الفاسدة تقدر بالمليارات.واليوم إستيقظ المارد اليمني وبدأ الجنوب يطالب بحقه والشيعة ترفض تهميشها وظلمها واليمنيين يريدون إعادة رسم الحدود ، وبدأ العد التنازلي لحكم "تؤام صدام" علي عبد الله صالح ومخابراته.والسعودية ترتجف وليس كلامي هـذا من وحي الخيال فلنرى ما يقوله مفكر وكاتب سعودي من مؤيدي الحكومة وما هي هواجسه.فمجلس التعاون الخليجي أعلن أن وحدة اليمن خط أحمر.وطبعاً ليس ذلك حباً بشعب اليمن فلم نرى الحكومة السعودية يوماً إهتمت بالشعب اليمني بل هو في نظرتهم الجاهلية شعب من الدرجة الثانية ولم يشاركوا الى في الفتن وتأجيج المشاعر والصراعات.إذن لماذا إهتمام السعودية الغير طبيعي باليمن !؟؟.نشرت الشر الأرقط في 5.5.2009 مقالة للكاتب محمد صادق ذياب بعنوان" ماذا لو مضت الفتنة في اليمن الى نهاياتها الفادحة"!! (تأمل العنوان فهو يعتبر إسترداد الحقوق فتنة)! ولنلخص ما قاله:(1) يحاول أن يستعير لسان علي عبد الله صالح فيقول أن المومى إليه إعترف بحصول أخطاء ينبغي تصحيحها. (فهو يهون من جرائم النظام كما قال عزة الدوري في بيانه الأخير بعض الهفوات صدرت من البعث وهي مسؤولية من فعلها).(2) يقول:إذا كان الجنوب جدلاً تشعر بعدم المساواة فمن حقها التعبير عن مطالبها بشرط ان لا يصل الى الإنفصال. (فهو يفترض ولا يقر بوجود عدم مساواة وطغيان ثم يقرر هو مسار التصحيح والمطالبة بالحقوق.لأن ما يخافه الحكم السعودي الإنفصال لأن الإنفصال هو نهاية حكم آل سعود).(3) ليس أمام اليمن سوى الإصلاح في إطار الوحدة.(هو يتكلم نيابة عن الشعب اليمني العريق ويصادر حقه فهو السيد الـذي يجب أن يقرر).(4) يقول: لو إستسلمت كل دولة لمثل هـذه النزاعات المناطقية في مواجهة أخطاء المركز لولدت كل دولة عشرة دويلات(هنا إقرار بكثرة إنتهاكات الحكومة السعودية والحكومات العربية لحقوق مواطنيها بحيث تنقسم على عدد الإنتهاكات أي الى كثير من الدويلات والعشرة للكثرة).(5) إن العالم يتوجه الى توسيع دوائره وتكتلاته الإقتصادية والسياسية فتصبح نغمات الإنفصال نشاواً وخارج السياقات.(تأمل المهم عند السعودية السياقات العامة وليس حقوق الناس ورفع هـذا الشعار هو مزايدة وإلا فإن الدول العربية تعيش في سياق النتاحر والتباعد وسياق الإنفصال نغمة عادية وليست نشاز).(6) يقول: إن السفارة الأمريكية أصدرت بياناً دعمت فيه وحدة اليمن على ضمان المساواة بين المواطنين.(تأمل لقد أصبحت السعودية ذيل أمريكي .والواقع أنه يريد أن يطمئن نفسه وحكومته أن أمريكا لا تسمح بالإنفصال ).إن هـذه الصرخة المكتومة التي يطلقها هـذا الكاتب المرتزق الحكومي إنما تمثل هواجس آل سعود من أن تعود السعودية إمارات كما كانت لآل الرشيد وللشريف وللشيعة ولأقوام أخرى وقد إعترف ضمناً وهو يتكلم عن اليمن من أن مخاطر التقسيم إذا طالت السعودية فسيفتتها الى دويلات!! ولهـذا تتمسك السعودية بالمركزية والحكم الديكتاتوري.والمسكن لآلام الحكومة السعودية هو حبوب أمريكان والسفارة الأمريكية وليس شعب نجد والحجاز.فمقالته عن اليمن وهو يقصد أرض نجد والحجاز .إن الهواجس والمخاوف عندما تصدر الى العلانية وتكتب في الصحف فمعناه هي صرخة مكتومة تقول: من زُينت لحية جاره فليسكُب الماء على لحيته!!اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha