المقالات

مصطلح الديمقراطيه...والسذاجه المفرطه لبعض العراقيين

1395 18:53:00 2009-05-05

الدكتور يوسف السعيدي

في عصرنا هذا نجد ان معظم الناس في الكثير من البلدان المتقدمة لا يهتمون كثيراً ولا حتى قليلاً بالسياسة الخارجية ويتركون ذلك للنخبة أو لخبراء السياسة والاعلاميين المختصين بالشؤون الدولية....بل انه في بلد كبير ومتحكم في السياسة الدولية مثل امريكا نجد الكثيرين من المواطنين الامريكان لا يأبهون بالصراعات الدولية ولا يعرفون اين تقع كينيا وتشاد وافغانستان والعراق....بينما يولد كل مواطن عندنا وهو سياسي ولا بد لعجوز أو شيخ مسن ان يبدي رأيه حتى في مسألة الدرع الصاروخي الامريكي وردود الفعل الروسية.. وهذا تطور ممتاز في الوعي السياسي حيث يشعر الإنسان انه ليس جزيرة مستقلة عن عالمة، وهو ادراك لجدلية الاحداث وتفاعلها... وعلى العكس مما كان يحدث في اواسط القرن الماضي فمثلاً عندما غزا الاتحاد السوفيتي الذي اصبح (سابقا) المجر... قال احد فلاحينا وهو يلف سيجارته في احد مقاهي الكوت (مو معقولة الروس يغزون المجر واهل العمارة يسكتون) فالرجل لم يكن يميز بين قضاء المجر وبلغاريا...لكننا مع ذلك ما زلنا نفترق عن الكثير من بلدان العالم في أمور كثيرة ليست من الحصافة ولا ترتبط بالمصالح الآنية للمواطن بصلة...مثال ذلك قضية الديمقراطية...ففي البلدان المتقدمة تتصارع الأحزاب وينقسم الرأي العام حول الضرائب مثلاً هل تزداد ام تقلص ام تبقى على ما هي عليه... ويختلفون حول من هو القادر على خفض تعجيل التضخم فيقلل من نسبة ارتفاعه، ويختلفون حول الخدمات... ويختلفون حول السياسة التعليمية، وحول الضمانات الصحية، وحول رواتب المتقاعدين، وحول مستويات الاجور، وحول ما يؤمم أو يخصخص...اما في ديمقراطيتنا فان الخلاف يدور حول احقية الخلافة قبل ما يزيد عن 1450 عام وحول، من قتل من ؟ وحول من بدأ الشر قبل من ؟ وحول هل تغسل القدمين مع الكعبين عند الوضوء ام يكتفى بمسحهما....وحول أيهما اشعر جرير ام الفرزدق.....والحق اقول ان التاريخ عبرة لمن اراد ان يعتبر بالماضي من اجل الحاضر... ولكننا ينبغي ان نعيش الحاضر لا ان نبقى اسرى لدى سالفات القرون...والحق اقول انني بت احسد الدول التي ليس تارخ موغل مثل كندا والولايات المتحدة وامريكا اللاتينية لان الإنسان في هذا البلدان ليس مثقلاً بالتاريخ وارهاصاته، وليس مسلوب العقل والوجدان والمشاعر من قبل الماضي... وليس مطارداً ( بدم كليب ) وليس هو طرفا في ( داحس والغبراء )...اذن فان اعتزازنا بتاريخنا يجب ان لا يحرمنا من العيش السوي. من حرارة الحاضر، من التطلع الى المستقبل، من فهم المتغيرات، من ملامسة الراهن ليس (كقطة فوق الصفيح الساخن)... ان التاريخ لو اردنا الاعتبار به فانه يقول ويعلمنا:بان العرب المسلمين لم ينجزوا عصورهم الذهبية إلا بعد ان تحرروا من ماضيهم الجاهلي وتمثلوا تعاليم الله وسنة نبيه (ص) وانفتحوا على حكمة الهنود والصينيين وعلى فلسفة الاغريق، وقوانين روما ...ثم :ان الديمقراطية من اولى شروطها حرية الرأي والمعتقد والموقف ولم نسمع بديمقراطية تقررها الشرطة كما تفهمها، وتفرضها المليشيات كما تراها... وان رؤية بعض الأحزاب ومليشياتها هي اما ان تكون معنا والا فانت عدونا، أو اذا شئتم ان يعود اليكم المخطوف (فالتدفعوا كذا دفتر والدفتر في المصطلح العراقي) هو عشرة الاف دولار....ونحن نفهم الديمقراطية انها انا وحدي الصحيح والكل مخطئون... بل ان بعض الأحزاب الدينية، سامحها الله، راحت تدعي ان ما تقوله هو كلام الله واوامره وان من تجاوز رايها فهو كافر، تعالى الله عما يصفون... فما كان له سبحانه سفراء يرجو منهم البعض الشفاعة كسفيري امريكا وايران في العراق وما كان له احزاب سياسية وهو الكبير المتعال خالق الكون وما فيه والارض كلها في قبضته بل ان لله انبياء بلغوا رسالاته وما قول الحق تعالى ( ألا ان حزب الله هم الغالبون) يقصد بها سبحانه هذا الحزب أو ذاك ضمن صفوف المؤمنين بل يقصد بها جمع المؤمنين دون استثناء في واجهة جمع الكفار.... وما كان قوله سبحانه (رضي الله عنهم ورضوا أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون ) فان المقصود هنا هم أهل الجنة حصراً.والمضحك المبكي ان التجاوز على ممتلكات الناس مثلاً صار نوعاً من الممارسة الديمقراطية... ( فالانسان يسكن بيت من يشاء ) لانها ديمقراطية.. وهو حر ان لا يدفع الايجار لانها ديمقراطية...بل ان احدهم قد تجاوز صف المنتظرين للحصول على قنينة الغاز وعندما اعترض عليه المنتظرون في الصف قال:هذه هي الديمقراطية...ومع ذلك فان اثنين من الاصدقاء عندما ارادا فرصة الراحة من زوجتيهما والاستمتاع في الخارج فانهما قالا للزوجتين:لقد ارسلتنا الحكومة ايفادا... وعندما سؤلا ما هو الغرض من الايفاد؟.اجاب الزوجان : لكي ننشر الديمقراطية.ولله في خلقه شؤون.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2009-05-06
بارك الله باستاذنا الدكتور بحسن طرحه ومعالجته لموضوعات حياتية مهمة
ابو منتظر
2009-05-06
وكذلك حرق باب دار الزهراء وهجوم الاخرين على دارها واجبارهم عليا وقتل المحسن وكسر ضلع الزهراء وسم الحسن وقتل الحسين واولاده وسبيهم نسائه وسجن الكاظم وتتبع الامام المهدي وقتل اصحابهم من حجر وسعيد وميثم ورشيد وغير ذلك كثير كلها حوادث نراها كل يوم ونرتبط بها ارتباطا وثيقا لانها مرتبطة باهل البيت .. ولولا ارتباطنا بهذا التاريخ لما تشرفنا بخدمة ال محمد اليوم .. حاضرنا يستند على ماضينا ليس لانه ماض بل لان من خلاله نعرف الحق ولانه مرتبط بالنبي واهل البيت الطاهرين الذين هم فخرنا وعزنا وتاج رؤوسنا
ابو منتظر
2009-05-06
معرفة الحق في الخلاف الدائر حول من هو احق بالخلافة ومن هو الخارج على امير المؤمنين وغير تلك الامور هي من اهم المسائل في حياة الانسان المسلم وان سفهها البعض حيث ان تسفيههم ذلك لايغير من الحقيقة والسبب هو ان تلك الامور لها علاقة وطيدة بالعقائد الاسلامية لاسيما الامامة والتي لايكتمل ايمان المسلم الا بها ..وقد ورد عن ائمتنا انها من اهم المسائل كما ان العقل يشير الى ذلك بوضوح.. كما اننا نفتخر بارتباطنا بتاريخنا ارتباطا وثيقا فامامنا الحسين نحس وانه قد قتل قبل يوم وان معاوية قد حارب امامنا قبل يوم
السيد علي الحسني
2009-05-06
عمي الدكتور السعيدي اشو كلامك شيش بيش , اتريد ان اعطيك رقما لعدد الاخطاء في مقالك؟ فما هذا الكلام : (اما في ديمقراطيتنا فان الخلاف يدور حول احقية الخلافة قبل ما يزيد عن 1450 عام وحول، من قتل من ؟ وحول من بدأ الشر قبل من ؟ وحول هل تغسل القدمين مع الكعبين عند الوضوء ام يكتفى بمسحهما) ماذا تقصد بذلك يا فيلسوف , عمي ظل على سوالفك القديمة ولا تفضح نفسك يبويه تره احنه شيعه والنعم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك