ميثم المبرقع
قد يتوهم الكثيرون بان السياسة تعني في سياقاتها السائدة فن المكر والنفاق واما الاخلاق والالتزام والمبادىء فهي شعارات لا تتجاوز النظريات ولن يقبلها الواقع والممارسة. وقد يتجنب بعض الناس من الخوض في الميدان السياسي لهذه الاسباب والمفاهيم المغلوطة ويفسح المجال لغيره لكي يوجه مسارات الناس بالاتجاه الخاطىء كما وقعت الحركة الاسلامية في القرن الماضي بهذا الوهم وتركت الميدان السياسي للجنرالات الذين اساءوا استخدامه ومساره.
السياسة بكل سياقاتها لا يمكن ان تكون وسيلة للتفريط بالمبادىء والاخلاق والقيم والثوابت والمسلّمات البديهية التي لا تقبل التغيير او التبديل. قد يتغير الخطاب وطبيعة الاليات بحسب الظروف والحيثيات لكن لا تتأثر الثوابت او تتغير. وفي هذا السياق يقول شهيد المحراب السياسة لا تحرم حلالاً او تحلل حراماً وهي وسيلة لتحقيق اهداف عليا ولن تكون غاية بذاتها، ولابد ان تكون للسياسيين غايات يسعون للوصول اليها وقد تختلف هذه الوسائل بحسب التوجهات والقيم. ومهما كانت الغايات نبيلة ونزيهة فلابد ان تكون الوسائل الموصلة اليها نزيهة ايضاً فالغاية لا تبرر الوسيلة في عقيدتنا مهما عظمت الغاية والوسائل لا تختلف او تتخلف عن الاخلاقيات العامة التي نؤمن بها.
والدعوة الى الاستقلالية ونبذ الحزبية والانتماء تستبطن بذاتها موقفاً سياسياً أيضاً والمفارقة في هذا السياق العابر هي ان بعض الناس يحاول رفض التحزب والانتماء السياسي بوسائل سياسية ايضاً فيشكل حزباً يطلق حزب المستقلين لمواجهة النشاط الحزبي والتخلص من الاطار الحزبي والانتمائي. الاخطاء في الممارسة لا تعني رفض العمل السياسي او الاساءة الى الانتماءات السياسية التي لها دور كبير في تنظيم حركة الجماهير وانقاذها من الفوضى والارباك والارتجالية. وما تمارسه بعض القوى والاحزاب من نقض لتعهداتها والتزاماتها في تحالفات مجالس المحافظات لا تمت للسياسة بشىء ولا تعكس سلوكاً سوياً بل هي باختصار شديد اداءات صبانية وشيطانية سينكشف زيفها للجميع.
https://telegram.me/buratha