المقالات

السياسة ليست مكراً

1103 12:13:00 2009-05-05

ميثم المبرقع

قد يتوهم الكثيرون بان السياسة تعني في سياقاتها السائدة فن المكر والنفاق واما الاخلاق والالتزام والمبادىء فهي شعارات لا تتجاوز النظريات ولن يقبلها الواقع والممارسة. وقد يتجنب بعض الناس من الخوض في الميدان السياسي لهذه الاسباب والمفاهيم المغلوطة ويفسح المجال لغيره لكي يوجه مسارات الناس بالاتجاه الخاطىء كما وقعت الحركة الاسلامية في القرن الماضي بهذا الوهم وتركت الميدان السياسي للجنرالات الذين اساءوا استخدامه ومساره.

السياسة بكل سياقاتها لا يمكن ان تكون وسيلة للتفريط بالمبادىء والاخلاق والقيم والثوابت والمسلّمات البديهية التي لا تقبل التغيير او التبديل. قد يتغير الخطاب وطبيعة الاليات بحسب الظروف والحيثيات لكن لا تتأثر الثوابت او تتغير. وفي هذا السياق يقول شهيد المحراب السياسة لا تحرم حلالاً او تحلل حراماً وهي وسيلة لتحقيق اهداف عليا ولن تكون غاية بذاتها، ولابد ان تكون للسياسيين غايات يسعون للوصول اليها وقد تختلف هذه الوسائل بحسب التوجهات والقيم. ومهما كانت الغايات نبيلة ونزيهة فلابد ان تكون الوسائل الموصلة اليها نزيهة ايضاً فالغاية لا تبرر الوسيلة في عقيدتنا مهما عظمت الغاية والوسائل لا تختلف او تتخلف عن الاخلاقيات العامة التي نؤمن بها.

والدعوة الى الاستقلالية ونبذ الحزبية والانتماء تستبطن بذاتها موقفاً سياسياً أيضاً والمفارقة في هذا السياق العابر هي ان بعض الناس يحاول رفض التحزب والانتماء السياسي بوسائل سياسية ايضاً فيشكل حزباً يطلق حزب المستقلين لمواجهة النشاط الحزبي والتخلص من الاطار الحزبي والانتمائي. الاخطاء في الممارسة لا تعني رفض العمل السياسي او الاساءة الى الانتماءات السياسية التي لها دور كبير في تنظيم حركة الجماهير وانقاذها من الفوضى والارباك والارتجالية. وما تمارسه بعض القوى والاحزاب من نقض لتعهداتها والتزاماتها في تحالفات مجالس المحافظات لا تمت للسياسة بشىء ولا تعكس سلوكاً سوياً بل هي باختصار شديد اداءات صبانية وشيطانية سينكشف زيفها للجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك