شوقي العيسى
دور مهم وفعال يبرز امام الصحافة ليتجلى وجوده في بلورة الحقائق وتكويناتها وابرازها بالشكل المطلوب ، فللصحافة ارتباطات حية في كافة ميادين الحياة العملية فهي ركن من اركان الاقتصاد وزاوية من زوايا السياسة وباحة من باحات العلم والتكنولوجيا وطريق من طرق الدين وأثر من آثار السياحة وجندي من جنود المعركة.يمر علينا العيد العالمي للصحافة وهو في 3 من آيار ولما لهذا اليوم من خواطر وآهات ومتاعب يلاقيها عالم الصحافة في وقتنا الحاضر ،فبعد أن كانت الصحافة منذ بدائياتها مقتصرة على نشر الاخبار وتبادل المعلومات في الاسواق واستخدام المخطوطات البسيطة ، حتى جاءت الثورة النابليونية عندما ادخلت فرنسا الطباعة الى مصر ليبدأ مشوار الصحافة العربي بالذات وذلك في عام 1798 م عندما حمل نابليون معه آلات الطباعة مجهزة بحروف عربية وفرنسية ويونانية وبها طبع المنشورات التي كان يوزعها على الناس متضمنة أوامره أو بياناته لتهدئة الثائرين، وقد أصدرت الحملة في القاهرة جريدتين باللغة الفرنسية هما: ((لوكورييه ديجيبت)) و((لا ديكاد إيجبسيان)) وكانت هناك صحيفة (الحوادث اليومية) التي بدأ صدورها عام 1799م في القاهرة إبّان الحملة وبموافقة نابليون بونابرت، وكان يرأس تحريرها إسماعيل سعد الخشاب، وطبعت في نفس المطبعة الفرنسية التي أدارها المستعرب العالم يوحنا يوسف مرسال.
وبنشأت الصحف يمكننا القول أن الصحافة العربية قد بدأت ثم تطورت الصحف وبرز دور الاذاعات المسموعة والمرئية في عالم الصحافة ثم جاءت السينما لتدخل دور وعالم الصحافة ،حتى تطورت الاقمار الصناعية وبدأت تبث القنوات الفضائية ودخلت مرحلت الاتصال الجماهيري في سباق مع التيار حيث دخلت عالمنا "الشبكة العنكبوتية" وتطور عملها وأصبحت الصحافة عالم متسارع ومترامي الاطراف.
فانتشر سرعة الخبر واصبحت المنافسة الصحفية مجال مشروع امام الصحفيين والاعلاميين بتطور تكنولوجيا المعلومات الحديثة فأصبح للصحفي مكانة يعرفه الجميع بها من خلال مشاطراته وآرائة ودخوله في عوالم عديد اسردناها اعلاه منها السياسية والاقتصادية وما الى ذلك فأصبحت مهنة الصحفي مهنة شاقة للغاية لما لها من تعقيدات لنقل الحقيقة كحقيقة وبدون أي رتوش ومغزيات أخرى.
فيوم الصحافة العالمي يمثل لنا توقفات كثيراً واستشهادات واقعية وتضحيات قدمها ولازال يقدمها الصحفيين والاعلاميين على حد سواء وبدون اي وجهه لحمايتهم فترى الصحفي يتواجد في أحلك الظروف واخطرها واصعبها لينقل لنا الحدث والحقيقة ، هكذا هي الصحافة ورغم أنها دخلت حيـّز التجارة الاعلامية وأصبحت الدول العظمة والمتقدمة تسيطر سيطرة تامة على وكالات الانباء العالمية ، وميول بعض الاطراف السياسية القوية على اجتذاب وشراء ذمم بعض الصحفيين في خطوة لتسييس الصحافة وجرها نحو اللعبة القذرة ، واستحواذ الجهات النافذة على القنوات الفضائية وتوجيهها على نحو فئوي الا أن المهنة الصحفية تبقى المتنفس الوحيد الذي يلجأ اليه الجميع لما لها من ارتباطات واقعية.
ونحن في هذه المناسبة لا يسعنا الا ان نبارك لجميع زملائنا بعيد الصحافة العالمي وندعوة الجهات الامنية والدولية بحماية الصحفي من المخاطر المحدقة به وتوفير البيئة الملائمة له في كل انحاء العالم.
https://telegram.me/buratha