المقالات

على الرغم من كل شيء... ما زال (النفط العراقي) موطن الرجاء..!!


وزير التخطيط العراقي علي بابان

على الرغم من كل الأجواء المتشائمة التي تحيط بمستقبل سلعة النفط والتوقعات حول التوسع في إستخدام البدائل مما يشكل تهديداً جدياً لحصة النفط في سوق الطاقة, ومع هذا المستوى المنخفض للأسعار وإحتمال هبوطه إلى قيعان جديدة, وأخذاً بنظر الإعتبار خطورة الإعتماد على عائدات النفط كمصدر وحيد وأساسي لتمويل الميزانيه في العراق... ومع الإقرار الكامل بضرورة تنمية وتوسيع البدائل للنفط في الإقتصاد العراقي فأننا نقول وبالفم الملآن بأن قطاع النفط في بلادنا سيبقى القطاع القائد والريادي في الإقتصاد المحلي ولعقود قادمة وحتى تصبح البدائل حقيقية واقعة... وأن هذا القطاع في ظل أوضاعنا الراهنة يشكل الرافعة الفعلية ودعامة النهوض التي تعتمد عليها اية خطة إنطلاق سليمة للإقتصاد في وطننا...

البنية التحتية في حال يرثى لها... والميزانية العامة تؤكد عجزها عاما بعد عام عن الوفاء بأستحقاقات المشاريع التي تحرك عجلة الإقتصاد وتوفر فرص العمل... الدولة اليوم ترفع الراية البيضاء أمام المشكلات الإقتصادية المزمنة هذا فيما يتصاعد تذمر المواطن العراقي وتتسع مساحة محروميته, القطاع الخاص لازال ضعيفاًوأمامه شوط طويل لكي يستطيع النهوض بالمهام المطلوبة، والإستثمار الأجنبي بأمكانه أن يلعب دوراً هاماً بالتأكيد لكنه يواجه مع الأسف الشديد عوائق البيروقراطية وتهديدات الوضع الأمني وفي ظل هذه الظروف فأن الإنفاق الحكومي يلعب دور المحرك الفعلي للإقتصاد, وهذا الإنفاق يمكن له أن يأخذ أشكالاً جديدة تختلف عن الصور التقليدية التي نعرفها فهو يمكن أن يأخذ صيغة الشراكة مع القطاع الخاص والإستثمار الأجنبي أو يمكن ان تقوم الدولة بتنفيذ المشاريع إبتداء ثم تخصخصها لاحقاً... وفي كل هذه الصيغ والنماذج فأن هذا الإنفاق الحكومي سوف يحتاج إلى المال... وليس سوى القطاع النفطي بقادرعلى توفير مثل هذه العوائد على المديين القصير والمتوسط....

إذن ( القطاع النفطي العراقي) بكل مشاكله الراهنة وآفاقه الواعدة بالمستقبل هو ( القضية المركزية ) التي يجب أن ننشغل بها وتكون موضع تفكيرنا وإهتمامنا اليوم وفي الغد وبعده...

الصناعة النفطية العراقية اليوم تواجه مشاكل جدية وعميقة تهدد قدرتها على العطاء والدور المأمول الذي نحلم به ونطمح إليه, كان لدينا شركة نفط وطنية واليوم لم تعد لدينا مثل هذه الشركة... كان لدينا طواقم من الفنيين والخبراء على أعلى المستويات وقد غادر معظم هؤلاء العراق لسبب أو آخر... وإذا كان هذا هو الحال فهل نجلس لنبكي على الأطلال كعادة العرب القدامى وأم نتعامل بواقعية مع الحقائق الموضوعية القائمة...

بالتأكيد فأن التعامل الواقعي هو الأجدى خصوصاً مع قضية تخص مصير الثروة الوطنية الإساسية في بلادنا, ولابد من القول والجهر بأن العراق بحاجة ماسة ليس فقط إلى إستثمارات الشركات الأجنبية ولكننا بحاجة إلى تقنياتها المتقدمة لإنقاذ الصناعة النفطية العراقية من الحال التي إنتهت إليها... وإذا كان نمط العقود التي يعرضها العراق اليوم لإستدراج الشركات الإجنبية للعمل في حقوله النفطية ليس مغرياً لهذه الشركات بما فيه الكفاية فلابد من البحث عن نمط العقود التي تجذب هذه الشركات دونما التفريط بالمصالح الوطنية العراقية ولا في جزء صغير منها مع التذكير بأن العقود التي تحقق اعلى العائدات وتضمن تطوير هذا القطاع والتغلب على مشاكله وعلله هي العقود الأفضل تحقيقاً للمصلحة الوطنية بكل تأكيد...

بأمكان سياسة نفطية تتسم بالإنفتاح... والواقعية... والوطنية الحقيقية أن تجعل العراق من أقصى شماله إلى جنوبه ورشة عمل نشطة لافي ميدان النفط فحسب ولكن في كل مفاصل الإقتصاد العراقي... في الزراعة... والصناعة... والخدمات... فالصناعة النفطية في ظل سياسة كهذه ستعمل كرافعة حقيقية لكل القطاعات الإنتاجية...

حان وقت سقوط الأوهام في القطاع النفطي العراقي... وفي إقتصادنا الوطني ككل ففي ظل الخضوع لهذه الأوهام لم نجن شيئاً.. فيما تتدهور الصناعة النفطية... وتذبل إيراداتها ... وتتفاقم مشكلات حقولها... ومشكلات الوطن تتضاعف وتتضخم وتنذر بالخطر...

النفط لازال موطن الرجاء لكل من يعرف بدقة أوضاع الإقتصاد العراقي وإذا خسرنا هذه الفرصة التاريخية وبتنا أسارى التردد... والسلبية... والوطنية الكاذبة فسوف نفقد القطاع النفطي ومعه أمور أعظم أهمية وأبعد تأثيراً..!!

علي بابان -وزير التخطيط العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ياسر
2009-05-05
كلام جميل للغاية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك