المقالات

على الرغم من كل شيء... ما زال (النفط العراقي) موطن الرجاء..!!

1175 19:34:00 2009-05-04

وزير التخطيط العراقي علي بابان

على الرغم من كل الأجواء المتشائمة التي تحيط بمستقبل سلعة النفط والتوقعات حول التوسع في إستخدام البدائل مما يشكل تهديداً جدياً لحصة النفط في سوق الطاقة, ومع هذا المستوى المنخفض للأسعار وإحتمال هبوطه إلى قيعان جديدة, وأخذاً بنظر الإعتبار خطورة الإعتماد على عائدات النفط كمصدر وحيد وأساسي لتمويل الميزانيه في العراق... ومع الإقرار الكامل بضرورة تنمية وتوسيع البدائل للنفط في الإقتصاد العراقي فأننا نقول وبالفم الملآن بأن قطاع النفط في بلادنا سيبقى القطاع القائد والريادي في الإقتصاد المحلي ولعقود قادمة وحتى تصبح البدائل حقيقية واقعة... وأن هذا القطاع في ظل أوضاعنا الراهنة يشكل الرافعة الفعلية ودعامة النهوض التي تعتمد عليها اية خطة إنطلاق سليمة للإقتصاد في وطننا...

البنية التحتية في حال يرثى لها... والميزانية العامة تؤكد عجزها عاما بعد عام عن الوفاء بأستحقاقات المشاريع التي تحرك عجلة الإقتصاد وتوفر فرص العمل... الدولة اليوم ترفع الراية البيضاء أمام المشكلات الإقتصادية المزمنة هذا فيما يتصاعد تذمر المواطن العراقي وتتسع مساحة محروميته, القطاع الخاص لازال ضعيفاًوأمامه شوط طويل لكي يستطيع النهوض بالمهام المطلوبة، والإستثمار الأجنبي بأمكانه أن يلعب دوراً هاماً بالتأكيد لكنه يواجه مع الأسف الشديد عوائق البيروقراطية وتهديدات الوضع الأمني وفي ظل هذه الظروف فأن الإنفاق الحكومي يلعب دور المحرك الفعلي للإقتصاد, وهذا الإنفاق يمكن له أن يأخذ أشكالاً جديدة تختلف عن الصور التقليدية التي نعرفها فهو يمكن أن يأخذ صيغة الشراكة مع القطاع الخاص والإستثمار الأجنبي أو يمكن ان تقوم الدولة بتنفيذ المشاريع إبتداء ثم تخصخصها لاحقاً... وفي كل هذه الصيغ والنماذج فأن هذا الإنفاق الحكومي سوف يحتاج إلى المال... وليس سوى القطاع النفطي بقادرعلى توفير مثل هذه العوائد على المديين القصير والمتوسط....

إذن ( القطاع النفطي العراقي) بكل مشاكله الراهنة وآفاقه الواعدة بالمستقبل هو ( القضية المركزية ) التي يجب أن ننشغل بها وتكون موضع تفكيرنا وإهتمامنا اليوم وفي الغد وبعده...

الصناعة النفطية العراقية اليوم تواجه مشاكل جدية وعميقة تهدد قدرتها على العطاء والدور المأمول الذي نحلم به ونطمح إليه, كان لدينا شركة نفط وطنية واليوم لم تعد لدينا مثل هذه الشركة... كان لدينا طواقم من الفنيين والخبراء على أعلى المستويات وقد غادر معظم هؤلاء العراق لسبب أو آخر... وإذا كان هذا هو الحال فهل نجلس لنبكي على الأطلال كعادة العرب القدامى وأم نتعامل بواقعية مع الحقائق الموضوعية القائمة...

بالتأكيد فأن التعامل الواقعي هو الأجدى خصوصاً مع قضية تخص مصير الثروة الوطنية الإساسية في بلادنا, ولابد من القول والجهر بأن العراق بحاجة ماسة ليس فقط إلى إستثمارات الشركات الأجنبية ولكننا بحاجة إلى تقنياتها المتقدمة لإنقاذ الصناعة النفطية العراقية من الحال التي إنتهت إليها... وإذا كان نمط العقود التي يعرضها العراق اليوم لإستدراج الشركات الإجنبية للعمل في حقوله النفطية ليس مغرياً لهذه الشركات بما فيه الكفاية فلابد من البحث عن نمط العقود التي تجذب هذه الشركات دونما التفريط بالمصالح الوطنية العراقية ولا في جزء صغير منها مع التذكير بأن العقود التي تحقق اعلى العائدات وتضمن تطوير هذا القطاع والتغلب على مشاكله وعلله هي العقود الأفضل تحقيقاً للمصلحة الوطنية بكل تأكيد...

بأمكان سياسة نفطية تتسم بالإنفتاح... والواقعية... والوطنية الحقيقية أن تجعل العراق من أقصى شماله إلى جنوبه ورشة عمل نشطة لافي ميدان النفط فحسب ولكن في كل مفاصل الإقتصاد العراقي... في الزراعة... والصناعة... والخدمات... فالصناعة النفطية في ظل سياسة كهذه ستعمل كرافعة حقيقية لكل القطاعات الإنتاجية...

حان وقت سقوط الأوهام في القطاع النفطي العراقي... وفي إقتصادنا الوطني ككل ففي ظل الخضوع لهذه الأوهام لم نجن شيئاً.. فيما تتدهور الصناعة النفطية... وتذبل إيراداتها ... وتتفاقم مشكلات حقولها... ومشكلات الوطن تتضاعف وتتضخم وتنذر بالخطر...

النفط لازال موطن الرجاء لكل من يعرف بدقة أوضاع الإقتصاد العراقي وإذا خسرنا هذه الفرصة التاريخية وبتنا أسارى التردد... والسلبية... والوطنية الكاذبة فسوف نفقد القطاع النفطي ومعه أمور أعظم أهمية وأبعد تأثيراً..!!

علي بابان -وزير التخطيط العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو ياسر
2009-05-05
كلام جميل للغاية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك