مواطن كربلائي
الاراء مختلفة ومتضاربة بين الناس حول توسعة الحرمين بحكم التخطيط الجديد لمدينة كربلاء والذي فاز بالتصميم شركة الكوثر الايرانية في اول خطوة قد تلغى في خطوة ثانية اذا لم تتوفر شروط التصميم الذي يتماشى وطبيعة كربلاء المقرونة بالتطور العمراني المعاصر .هنالك اراء لمواطنين حقيقة تافهة بمعنى الكلمة جاءت لتجعل شركة الكوثر هي سبب سخطهم ولهذا سوف لا اشغل عقلي وقلمي في الرد عليهم لانهم مع كل ناعق ينعقون ولكن هنالك ثلاث اصناف من الردود تستحق الدراسة والتحليل والحوار صنف رافض لاسباب يمكن تداركها وصنف موافق بشروط وصنف موافق من غير شروط . الصنف الاول من الرافضين جاءت اسباب رفضهم بالرغم من انها عقلية لكنها لاتعتبر سبب مانع للتوسعة فادعاء هذا الصنف هنالك شوارع ومناطق تراثية وثقافية وكان لها دور في تاريخ كربلاء من جهاد ضد طواغيت العراق كما وانها تضم بيوت العلماء والخطباء الافذاذ الذين اثروا الساحة الاسلامية عامة والكربلائية خاصة بتراث اسلامي قيم ينتفع به الاجيال على مر الزمان كما وان هنالك بعض المناطق التي تعد مكان انطلاق المواكب الحسينية لاحياء شعائر الحسين عليه السلام فهي تمثل لهم جانب معنوي وروحي يستلهمون منها الذكريات الجميلة .
ولو نظرنا الى هذا بعين العاطفة نجدهم على حق ولكن في كثير من الامور تستحدث ظروف تستوجب علينا تجاوز مرحلة الذكريات لتقديم الافضل لمن كان سبب الذكريات فالذي بالامس اصبح ذكريات فاليوم يصبح غذا ذكريات وغدا لما بعده ذكريات وهكذا وهذه سُنة الحياة ، كما وان هنالك حلول جمة لهذه المعضلة على سبيل المثال وهذا اقتراح من كاتب السطور كأن تسمى ساحات الصحون التي قد تكون بدلا لمحلة ما باسم المحلة مثلا صحن السلالمة ، او اذا تم بناء قاعة او جامع بدلا عنها يسمى باسم المكان القديم واذا كان بيت عالم يمكن ان يوضع رمز يذكر الزائر الكريم بمنزلة هذا العالم وان هذا داره او مكان منبره وهنالك اكثر من تصميم يمكن له ان يدل على المكان الذي تم استبداله بعد التوسعة فيكون قد ابقى ذكر المكان .
الصنف الثاني من الردود والاصعب حله حقا في ظل هذه الظروف ولهم الحق في التردد بالقبول في التوسعة هم الذين لا يثقون باللجان الادارية التي ستشرف على التعويض وكيفية احتساب المبلغ وما هي التعويضات التي هي مالية ام عقارية ؟ وهل ستنشئ الحكومة عقارات واسواق وفنادق بديلة للتي سيتم تفليشها ؟ ففي الظروف الحالية لايمكن لاحد ان يثق باي لجنة على انها ستعمل بنزاهة من غير فساد اداري او مالي وحقيقة سيتضرر جميع الاطراف الحكومية والاهلية من هذا المرض الخبيث الذي اسمه الفساد الاداري والمالي وانا شخصيا اقتنع بهذا السبب فاذا ما استطاعت الدولة من القضاء او على اقل تقدير احتواء هذه المعضلة في هذه الازمة وتضمن العدالة في التوزيع فانها تكون قد كسبت ثلث المعارضين الى صفها .
وحتى التعويض فان هنالك من يرفضه على اعتبار انه لا يمكن له ان يحصل على محل او فندق كالذي كان عنده وهذا ايضا من حقه وعليه فعلى الدولة وضع دراسة والية دقيقة لضمان حقوق المتضررين .والصنف الثالث وهو المثالي حيث هنالك من رفض التعويض واعتبروا املاكهم وقف للحسين عليه السلام وهذه منزلة صعبة المنال فكيف اذا جاءت اليهم هذه الفرصة . حيث هنالك من تبرع بارض وعقار للحسين عليه السلام ومكان العقار خارج الصحن بل حتى خارج كربلاء فكيف بالذي لديه عقار يكون ضمن صحن الحسين عليه السلام، وحقيقة لو كنت مخول في ذكر اسم ذلك النداف في باب الخان الذي يملك ثلاث عقارات مشمولة بالتوسعة وانا استمع اليه وهو يكلم الموظف المسؤول عن التوسعة ان عقاراته هي وقف للحسين عليه السلام وهذا شرف نتمناه من كل قلبي لذكرت اسمه ، وهنا يكون رد الجميل من الادارة القائمة على الحرمين بان تخصص مثلا مقبرة في مكان العقار اذا كان ضمن الصحن ووضع قطعة من المرمر عليها اسم صاحب القبر ردا للجميل حيث مثل هؤلاء يستحقون الرقود الى جنب الحسين عليه السلام .
https://telegram.me/buratha