المقالات

انقساماتنا....ووحدتهم

1280 19:46:00 2009-05-03

الدكتور يوسف السعيدي

أكثر من تغنى بالوحدة، والأمة الواحدة هم العرب، حلموا بقطار يربط الجزائر العاصمة بمسقط، وبرؤية أسماك موريتانيا على موائد السودانيين، وقمح سورية في مخابز تونس،وتمور العراق ومنتجاته في اسواق العرب وزيتون دول البحر الأبيض المتوسط العربية على رفوف المحلات التجارية الغذائية، وأن تنشط الحركة بين الحدود بالبطاقة، وتندمج شركات الطيران، والبنوك، والشركات الزراعية، وتتوحد العملات، ونذهب بسياستنا الخارجية من خلال برلمان واحد، وقوة عسكرية واحدة، وفي كل صباح نرى اكتشافاً أو اختراعاً يضاف إلى اقتصادنا ومعارفنا وإبداعاتنا القومية، ونرى الهوية الواحدة بدلاً من المسمى القطري والإقليمي ونعترف أن العروبة جسدها الإسلام الذي صان أصحاب الأديان والقوميات، ويخرج من هذا الحزام الكبير أصحاب التصنيفات العرقية والمذهبية، وتختفي من قاموسنا تعريفات وأنشطة تتذرع بالتبعية لموقع جغرافي أو سلالة ما آسيوية أو أفريقية..هذه الأحلام مشروعة، لكنها مستحيلة التطبيق، لأن من يرى كيف تم الفصل بين الضفة والقطاع، وأوجد الحواجز بين مدن العراق ولبنان، وأغلق الحدود بين الجزائر وتونس، ويحاول تقسيم السودان، وتقطيع الصومال، لا يمكنه أن يراهن على التفكير بحلم يتحول إلى كوابيس، ومغالطات بالأصول والفروع على الأرض العربية، ومن ينتمون إلى هذا العرق، ومن أجبرهم الاستعمار الغربي على نزع هوياتهم وتغييب حضارتهم وتاريخهم ليعيدهم إلى منطقة الظلام وضباب المستقبل..

تصوروا الغرب ومن قرأ تاريخ حروب أوروبا، وكيف حدثت تطورات كادت أن تزيل معالم القارة العجوز، ثم من خلال سطوة الكنيسة ودماء الحروب، والثورات التاريخية، تخرج من الرماد إلى بناء حضارة عالمية تتوجها بوحدة كبرى لم تقم بقوة السلاح، ولا بطرق الضم، أو هيمنة عرق على آخر، وهم الذين لا تجمعهم بخصائص الوحدة إلا الجغرافيا، حتى أنه مع فاتحة2007 استطاعوا من خلال اتفاقية "شنجين" تسهيل مرور ولقاءات أربعمائة مليون إنسان هم أغلبية سكان القارة، وستلحق بهم جماعات ودول أخرى، أي أن ارتقاء ثقافة المجتمعات ومنظومة القوانين والحريات لم تعد تجعل من اللون والأصل، والجذور التاريخية أسباب إعاقة لهذا التجمع الكبير الذي يعد الأغنى والأقوى في عالم اليوم..

ثم ماذا لو دخلت دول آسيا الإعداد لنفس التجربة، وقادت القوى الثلاث الصين والهند واليابان وضع هذه الخطط، وصرنا نشهد نفس وحدة أكبر قارة في العالم، والتي قد تنضم إليها أستراليا ونيوزيلندا، ليتحقق نصف حلم من دعا لحكومة عالمية بدون أيدلوجيا شمولية وإنما بلقاء الإرادات الطوعية والتي وصلت عقول مفكريها إلى قمة النضج والشعور بالمصالح العليا..

المؤكد أننا الأمة الضائعة بين تلك الوحدات أو التكتلات، لأن مَن حملوا راية الدين الإسلامي، وكان تأثيرهم كبيراً على تاريخ الحضارة الإسلامية، عجزوا عن أن يوحدوا تقاويمهم بتحديد دخول رمضان والحج، وتوحيد مواقيت أذانهم وشهورهم، ويدعون لاستبدال لغتهم الأم بالعامية، أو مفردات لغات مندثرة، ومعهم من يقول بامتداده للبحرالأبيض المتوسط، والآخر للقارة الأفريقية، والثالث للهلال الخصيب الذي قدم أول أبجدية للعالم، ثم نقول ب "أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة" ونحن بلا وحدة ولا رسالة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2009-05-04
شكرا اخي ابا علي....المذاهب السنيه داخل العراق تتبع ما تقوله السعوديه...حول الاشهر العربيه والمناسبات الدينيه كالاعياد مثلا....انهم عراقيون عرب لا يتبعون رؤية الهلال ...في داخل بلدهم الموحد ...ولنا في مؤتمراتهم الحديثه والقديمه...اسوة غير حسنه ...وكذلك فتاوى الاخضر الليبي للجماهيريه....وبقية اتباع الامه(المتحيره)...
ابو علي
2009-05-04
مسالة تقاويم شهر رمضان والحج مسالة فقهية لا علاقة لها بالوحدة. الكرة الارضية ليست سطح ببعدين حتى تشرق الشمس عليه مرة واحدة وتغرب مرة واحدة بل هي كرة متعددة المشارق والمغارب ..وتلك المسالة الطبيعية هي التي تولد بعض الاختلافات. انما لايوفق هؤلاء لانهم تركوا عنوان وحدتهم ووضعوا الرمح في قلب ابن بنت نبيهم ونحروا بسيف البغي قرانهم فاصبحوا كالحيارى تاتيهم الفتن من كل حدب صوب ..حتى هتف الهاتف " ايتها الامة المتحيرة بعد نبيها لاوفقتم لفطر ولا لاضحى.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك