بقلم:فائز التميمي
عندما سمعت قبل أيام بتعيين السيد غانم الجميلي سفيراً للعراق في السعودية توجست خيفة أن يكون الرجل ليس مؤهلاً لهـذا المنصب لأسباب منها أنه غيرمعروف سياسياً والسعودية تحتاج الى سفير سياسي لا أكاديمي فيزياوي! والسياسة السعودية غبية وحاقدة ولا يستطيع التعاطي معها إلا أن يكون السفير نفسه على منهج وشريعة الحكومة السعودية أو قريب منها.
ولم يطل إنتظاري فقد خرجت علينا الشر الأرقط في 3.5.2000م الأحد بتصريحات نسبتها الى الجميلي وإليك نصها: التحسن في الوضع الأمني يجب أن تتبعهُ إستحقاقات أخرى منها تحسن في الوضع الإقتصادي وتطور الوضع السياسي ومسألة المصالحة الوطنية ومنها تحسن الوضع الإقليمي .الوضع الخارجي لدول المنطقة له إنعكاسات على الساحة الداخلية العراقية.
ثم يتكلم عن أن سبب تاخر فتح السفارة السعودية هو فقط عدم إستقرار الأمن ويقول بالنص: متى ما توفرت القناعة بزوال هـذا الحاجز سيسارعون في تسمية السفير،ومع التحسن الأمني أعتقد أن هـذه القضية ستتم في المستقبل القريب.وقال أيضاً:حدودنا مع السعودية الأكثر إنضباطاً. ثم يقول في مكان آخر: هنالك زيارات متبادلة بين المسؤولين حول مسالة الحدود وتأمينها. وقالت الصحيفة: وبالرغم من تاكيده على محدودية القضايا العالقة بين بلاده والرياض إلا أنه أقر بصعوبة مهمته.إنتهى.
وسوف لن نحمل كلام الجميلي أكثر مما يتحمل وبالتأمل في هـذه التصريحات:(1) أن السيد السفير قد أعطى إنطباعاً من أول تصريح له أنه سوف يجامل السعوديين ولا يطرح إلا ما يريدونه.لـذلك لم يطرح قضية السجناء العراقيين ولو من طرف خفي وكأنهُ لا أهمية للعراقيين عند السيد السفير.وسنعـذره الى حين لنرى هل سيتكلم عن هـذا الملف المهم جداً.
(2) تطوع الجميلي ليؤكد أن سبب عدم فتح السعودية لسفاراتها فقط الحاجز الأمني! فقد طوى بكلامه كل التصريحات الإستفزازية لمسؤلي الحكومة السعودية ضد الحكومة العراقية أو الشيعة في العراق.ولا ندري من أين أتاهُ هـذا اليقين فلا تكفي تصريحات الحكومة السعودية وكان على الجميلي أن يكون دبلوماسياً فيجيب بطريقة أذكى.
(3) أنه تكلم عن أمور سياسية لا تخص السعودية مثل ما سماه المصالحة الوطنية فهي قضية عراقية صرفة! ترى هل طلبت السعودية من صدام أن يصالح شعبهُ!!. وتسلسل بكلامه بشكل يوحي أن من الأجندة السعودية نحو العراق تشترط المصالحة مع البعثيين ! ولاأدري هل سيقول سفير السعودية القادم للعراق (وطبعاً لن يكون من الشيعة) إن من أولويات الحكومة السعودية المصالحة من السعوديين الشيعة مثلاً أم إن هـذا أمر لا يخص العراق!!.
(4) من أين جاءه التأكيد على إنضباط الحدود السعودية! هل قام مع فنيين بجولة ميدانية مثلاً هل جاءته تقارير من الجانب العراقي!! نعم قد تكون منضبطة من جانب عدم دخول أي شخص الى السعودية ولكن من قال أنهم لا يدخلون أناساً من السعودية الى العراق!!.
(5) إن أخطر تصريحاته:أن القضايا العالقة بين العراق والسعودية محدودة ،بمعنى أن السعودية سوف لن تناقش قضايا كثيرة لا يعجبها النقاش حولها.وإن هـذه المحدودية هو قرار سعودي أُفهمَ أو قرأءه الجميلي في وجوه السعوديين . وهـذه مجاملة فوق العادة.وفي الدبلوماسية حسابات لكل كلام ونكتة أو طريفة. وقد تبقى شماعة ،سفيركم قال :كذا وأكد كذا وهو كان يجامل.
وبإختصار إن تصريحات السفير الجميلي مائعة وغير مشجعة وهو قد إستعار لسان حال الحكومة السعودية ولا يُرجى منه حل أي قضية ! ولا أريد أن أظلمه ولكن يقول الحكماء تكلم فأقول لك من أنت! .لقد أشبعنا السيد الربيعي ميوعة مع الحكومة السعودية وسلمهم من يجب أن لايفرط بهم!! وهاهو السفير على سنة المستشار ولكن بطبعة 2009م!! حيث حـذفت قضية المعتقلين العراقيين أصلاً.لا يفهم من كلامي أن يكون السفير إنساناً متوتراً في طرحه ولكن ليس مثل هـذه التنازلات وعندنا مثل:"الديك المليح من البيضة يصيح". وتمنياتي للسيد السفير بالموفقية في عمله لصالح العراق وشعبه.
https://telegram.me/buratha