المقالات

الخيار الاسوء


ميثم المبرقع

اهدافنا العليا التي جاهدنا وضحينا من اجلها لم تكن اهدافاً فئوية او حزبية او شخصية ولو كانت كذلك لما كنا نضحي من اجلها بارواحنا واموالنا ومستقبلنا ونتحدى الطغاة ونقتحم الصعاب ونحتضن المشانق.واحدة من اهدافنا العليا هو خلاص شعبنا من الديكتاتورية والاستبداد والعنصرية وتحقيق حكم عادل حر ومزدهر تسوده العدالة والانسانية. وعندما يتحقق زوال الكابوس الجاثم على صدر العراق فاننا نكون قد حققنا الهدف الاهم والاولوية العليا ممن كنا نصبو اليه.

سقوط المعادلة السابقة وتأسيس المشروع الديمقراطي في الدولة العراقية الجديدة من اهم منجزات الواقع الجديد والتفريط بهذه الانجازات باي حال امر لا يمكن قبوله او السكوت عليه والعودة الى المربع الاول يعني عودة الى الكوارث والابادة والمقابر الجماعية. ليس المهم تحقيق المنجز الديمقراطي في العراق وليس مهما انجاح المشروع السياسي والعملية السياسية بل الاهم هو الحفاظ على هذا المنجز وهذه التجربة الرائدة.والحفاظ عليها لا يتحقق بالانانية الحزبية والاستئثار الفئوي والتعالى على الاخرين والانشغال بالمصالح الشخصية والفئوية على حساب مصالح الشعب العليا.

الحفاظ على المنجزات الديمقراطية الحاصلة في العراق يتحقق عبر اشراك الجميع في صنع القرار السياسي وفسح المجال امام كل الاطياف والمكونات للمشاركة في الحكم وبحسب ما توفره فرص الدستور والعملية الديمقراطية وبقنواتها الصحيحة. المشكلة القائمة في العراق تكمن في الاندفاع الحزبي وكسب الارباح الفئوية وتقديم المصالح الشخصية على المصالح العليا في البلاد.

والخطأ الفادح الذي وقع به الكثيرون ممن يتعامل مع الاموال والمواقع في السلطة هو اختيار الطريق الاسوء في تحقيق المجد الشخصي والثراء الفاحش وعدم استخدام الوعي والحكمة في تحقيق الموارد الشخصية.فقد يلجأ هؤلاء الى حرق كل المراحل والخيارات الصحيحة ويتخذون الطريق الاسوء للكسب المالي بينما يتوفر امامهم اكثر من خيار قانوني واخلاقي وشرعي للكسب الحلال والتجارة المربحة التي يرضاها الله والمجتمع والقانون.

فاذا كان النظام السابق حارب العراقيين في ارزاقهم وقطع امامهم الطريق للكسب الحلال واعدم التجار لاسباب طائفية فان الفرصة الجديدة في العراق لا يمكن ان تكون عبر التعويض الخاطىء وجمع الثروة عن الطريق الحرام والفساد وممتلكات الدولة.المفسدون والسارقون هم العدو الابشع للعراق الجديد فعلينا مقاومتهم ومكافحتهم لان المستفيد من العراق الجديد وثرواته - كما يفترض - هم ابناء العراق من الشرفاء والصالحين وليس المفسدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك