المقالات

الخيار الاسوء

1054 18:23:00 2009-05-03

ميثم المبرقع

اهدافنا العليا التي جاهدنا وضحينا من اجلها لم تكن اهدافاً فئوية او حزبية او شخصية ولو كانت كذلك لما كنا نضحي من اجلها بارواحنا واموالنا ومستقبلنا ونتحدى الطغاة ونقتحم الصعاب ونحتضن المشانق.واحدة من اهدافنا العليا هو خلاص شعبنا من الديكتاتورية والاستبداد والعنصرية وتحقيق حكم عادل حر ومزدهر تسوده العدالة والانسانية. وعندما يتحقق زوال الكابوس الجاثم على صدر العراق فاننا نكون قد حققنا الهدف الاهم والاولوية العليا ممن كنا نصبو اليه.

سقوط المعادلة السابقة وتأسيس المشروع الديمقراطي في الدولة العراقية الجديدة من اهم منجزات الواقع الجديد والتفريط بهذه الانجازات باي حال امر لا يمكن قبوله او السكوت عليه والعودة الى المربع الاول يعني عودة الى الكوارث والابادة والمقابر الجماعية. ليس المهم تحقيق المنجز الديمقراطي في العراق وليس مهما انجاح المشروع السياسي والعملية السياسية بل الاهم هو الحفاظ على هذا المنجز وهذه التجربة الرائدة.والحفاظ عليها لا يتحقق بالانانية الحزبية والاستئثار الفئوي والتعالى على الاخرين والانشغال بالمصالح الشخصية والفئوية على حساب مصالح الشعب العليا.

الحفاظ على المنجزات الديمقراطية الحاصلة في العراق يتحقق عبر اشراك الجميع في صنع القرار السياسي وفسح المجال امام كل الاطياف والمكونات للمشاركة في الحكم وبحسب ما توفره فرص الدستور والعملية الديمقراطية وبقنواتها الصحيحة. المشكلة القائمة في العراق تكمن في الاندفاع الحزبي وكسب الارباح الفئوية وتقديم المصالح الشخصية على المصالح العليا في البلاد.

والخطأ الفادح الذي وقع به الكثيرون ممن يتعامل مع الاموال والمواقع في السلطة هو اختيار الطريق الاسوء في تحقيق المجد الشخصي والثراء الفاحش وعدم استخدام الوعي والحكمة في تحقيق الموارد الشخصية.فقد يلجأ هؤلاء الى حرق كل المراحل والخيارات الصحيحة ويتخذون الطريق الاسوء للكسب المالي بينما يتوفر امامهم اكثر من خيار قانوني واخلاقي وشرعي للكسب الحلال والتجارة المربحة التي يرضاها الله والمجتمع والقانون.

فاذا كان النظام السابق حارب العراقيين في ارزاقهم وقطع امامهم الطريق للكسب الحلال واعدم التجار لاسباب طائفية فان الفرصة الجديدة في العراق لا يمكن ان تكون عبر التعويض الخاطىء وجمع الثروة عن الطريق الحرام والفساد وممتلكات الدولة.المفسدون والسارقون هم العدو الابشع للعراق الجديد فعلينا مقاومتهم ومكافحتهم لان المستفيد من العراق الجديد وثرواته - كما يفترض - هم ابناء العراق من الشرفاء والصالحين وليس المفسدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك