المقالات

الطائفية .. الفهم الخاطئ

978 18:07:00 2009-05-03

ميثم المبرقع

يبدو ان مصطلح الطائفية هو الاكثر رواجاً في العراق الجديد ويتصدر وسائل الاعلام والتحاليل السياسية واصبحت الالسن تلوك بهذا المصطلح في كل مناسبة او غير مناسبة. وهناك من يذهب الى ابعد من ذلك فيدعيّ بان هذا المصطلح لم نعتد عليه في العهد السابق وانما اتخمت بها اسماعنا في العراق الجديد.المشكلة باختصار شديد في فهم الطائفية واطلاقها على اطلاقها دون وعي او ادراك لمعانيها الحقيقية ومداليلها الواقعية، واصبح هذا المصطلح من اخطر الاسلحة التي يستخدمها الاخرون ضد خصومهم ومنافسيهم.الطائفية ليست بتحديد الخصوصيات او الدفاع عنها او بالتنوعات والتعددية المذهبية او الانتماء لهذه الطائفة او تلك والا لاصبح جميع الناس طائفيين إذ لا يمكن ان نتصور انساناً لا ينتمي لطائفة او يدافع عنها.

الطائفية هي ممارسة وليس خصوصيات او انتماءات وهي باختصار شديد محاولة اقصاء او الغاء خصوصيات الاخرين وتهميشهم من اجل طائفة معينة. وليس عيباً تنوعنا المذهبي وليس عاراً تصنيفنا هذا سني وذاك شيعي وهذا ديوان الوقف السني وهذا ديوان الوقف الشيعي ولكن العيب كل العيب هو تهميش هذا لانه سني او اقصاء ذاك لانه شيعي فهذه الطائفية الحقيقية.

ومن يتوهم بان الطائفية لم تستحضر في اذهاننا الا بعد سقوط النظام الصدامي فهذا افراط في البساطة وتبسيط في الوعي لان ابشع ممارسة طائفية شهدها العراق هو في العهد البائد ولو دافع الشيعي عن شعائره وطائفته وحقوقه لاتهم بالنعرات الطائفية وانتهى به الامر الى المقابر الجماعية بل من يجرؤ في ذاك العهد لكي يتحدث بمظلوميته او حقوقه حتى نحكم بان تلك الفترة لم تشهد ممارسة طائفية!

ومن هنا فلو ان جبهة التوافق جمعت اعضاءها من مكون معين واختار الائتلاف العراقي الموحد اغلبية افراده من مكون محدد لاسباب معروفة فرضتها ظروف الواقع العراقي الجديد والخنادق المرسومة فان اتهام الائتلاف العراقي الموحد بالطائفية يعبر عن غباء مفرط وجهل مركب فان الائتلاف العراقي الموحد هو اول من دعا الى اشراك جميع المكونات في الحكومة وحرص على اشراك الجميع وواجه كل محاولات التهميش والاقصاء للاخرين من بقية المكونات.

والمفارقة المضحكة ان قيادات سياسية تصدت للواقع الحكومي والمواقع العليا في البلاد كاستحقاق دستوري للائتلاف العراقي الموحد باعتباره الكتلة الاكبر لكنها اخذت تلمح وتصرح بلا ادنى وعي بان الكتلة السياسية الكبيرة التي رشحتها لموقعها تشكلت بدوافع طائفية!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك