الدعوات التي تطلقها الحكومة لدعوة الشركات ورجال الاعمال في العالم والمنطقة للاستثمار في العراق ما تزال دعائية اكثر منها واقعية ولحد هذه اللحظوة لم يشيد اي مشروع استثماري على ارض العر اق ومسؤولونا مشغولون باقامة المهرجانات والسفرات السياحية تحت لافتة الاستثمارات والدعاية المجانية لانفسهم من دون حدوث اي تطورات على الارض فالحديث عن الاستثمارات واقامة المشاريع اصبح دعاية سياسية لا اكثر .ومنذ عام 2007 قام رئيس الوزراء بزيارة غالبية دول العالم المهمة مثل كوريا واليابان واستراليا والسويد وروسيا التي وعدت باقامة المشاريع الاستثمارية الكبيرة في العراق وتقديم الاموال والقروض للحكومة لاقامة هذه المشاريع لكنه ومنذ ذلك التاريخ لم يقم مسؤول اجنبي واحد بالايفاء بوعوده الى العراقيين ولم نسمع عن قدوم شركة اجنبية واحدة الى العراق فهل ان الاجانب غير جادين بالقدوم الى العراق ام ان الحكومة تخفي الحقيقة على المواطنين من ان تلك الدول لم تقدم وعودا جادة الى العراقيين وانها ترفض القدوم الى العراق مالم يتحسن الوضع الامني في العراق بشكل نهائي .واذا كان الدافع الامني السبب وراء تردد تلك الشركات بالقدوم الى العراق فلماذا لا يتم ادخالها الى المناطق والمحافظات الامنة حاليا في جنوب ووسط العراق وتوفير الحماية والضمانة الكافية لها هناك ,ام ان رئيس الحكومة ينتظر نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة من اجل اطلاق حملة اعمار مرتبطة بشخصه وتقدم له الدعاية السياسية والشخصية .ان العراق اليوم بامس الحاجة الى عوددة الشركات الاجنبية المحتلفة الى البلاد في ظل الخراب والدمار الشامل الذي لحق بالبنية التحتية في البلاد وعدم قدرة الشركات العراقية المحلية على تنفيذ مشاريع الاعمار بسبب محدودية قدراتها وتفشي الفساد فيها ولجوء قسم كبير الى اعمال الاحتيال والنصب وسرقة الاموال وعدم اكمال المشاريع او تنفيذها بطريقة سيئة ادت الى اتلاف تلك الاموال الضخمة المخصصة لهذه المشاريع واهدارها في مشاريع وصفقات فاشلة ,جعلت المواطن العراقي يفقد ثقته بتلك الشركات ويطالب بقدوم الشركات الاجنبية الى البلاد واحالة تلك المشاريع اليها في ظل الخبرة الواسعة والكبيرة التي تملكها والتطور التقني والفتني الذي تملكه والذي يبدوا مفقودا لدى الشركات العراقية التي لا يمكن اعتبارها كشركات ,بل مجرد ورش عمل صغيرة وعمالة ذات خبرة محدودة .
لقد ابرمت الحكومة العراقية مؤخرا اتفاقية تعاون مع المملكة المتحدة قيل انها ستكون مقدمة لدخول الشركات البريطانية الى العراق م ن جديد واقامة المشاريع فيه ,لكن الواقع يوحي بالعكس من ذلك فالبريطانيون لا يمكن ان يجازفوا بالظهور في العراق من جديد وهم مستهدفون منة قبل العديد من المجموعات المسلحة في جنوب العراق والتي ترغب في احتجاز رعايا بريطانيين من اجل التفاوض مع البريطانيين الذين يديرون الاوضاع الامنية في البصرة لاطلاق سراح زملائهم المعتقلين لديها او لدى القوات الامريكية .
كما ان البريطانيون يفضلون شانهم في ذلك شان الامريكيين باحالة المشاريع الى شركات ومقاولين عراقيين وتجنب المشاكل التي قد تحدث في حال ظهور شركات بريطانية في العراق .زيارة المالكي الاخيرة الى لندن لن تات بجديد على مستوى الشراكة والاستثمار كما اشيع عن هذه الزيارة التي ستبقى مجرد زيارة بروتوكولية فقط ولن ترسل بريطانيا عاملا بريطانيا واحدا الى العراق في الوقت الحالي وسيبقى الامر مجرد دعاية اعلامية لا اكثر ولا اقل .
https://telegram.me/buratha