المقالات

الحسين عليه السلام وإطلاق سراح المعتقلين

847 13:07:00 2009-05-03

بقلم : سامي جواد كاظم

بات العراق عامة وأهالي بغداد خاصة ليالي مؤرقة مثل تلك الليالي السوداء التي كان الإرهاب بأوجه وذلك بعد التفجيرات الأخيرة التي شهدتها وفي مختلف المناطق الشيعية صرف لا غيرها وبأعداد تذهل العقل وبدا المعنيون دراسة الأسباب والتداعيات وكان الأجدر في سبب التفجيرات هو إطلاق سراح المعتقلين الذي يعد الورقة الضاغطة من قبل بعض الكتل والشخصيات التابعة لها لتمرير أي قرار يعمل البرلمان على استصداره وكانت لغة المقايضة علنية من قبلهم وعبر وسائل إعلامهم ومن غير تأويل حيث المطالبة العلنية بإطلاق سراح المتهمين حتى إن البعض منهم دائما ما يقوم بزيارة المعتقلات للاطلاع على أحوالهم وإعلامهم التمسك بوعده لهم .

الاتهامات الطائفية دائما تكون حاضرة لكل من يعترض على إطلاق سراحهم بشكل عشوائي ولكن عندما يكون المعترض من نفس طائفتهم فهنا يدل دلالة قطعية على إن المطلق سراحهم إنهم مجرمون وسيعاودون الإجرام وهذا ما أدلى به مدير شرطة الرمادي في إحدى التفجيرات التي وقعت في الفلوجة إن المنفذ هو ممن أُطلق سراحه مؤخرا إضافة إلى قائمة تضم أكثر من 200 مجرم تحتفظ بها شرطة الفلوجة لغرض مراقبتهم واعتقالهم مرة ثانية اذا ما أطلق سراحهم .

من هنا هنالك معايير أخلاقية ودينية وشرعية لم يؤخذ بها مقابل المعايير السياسية الباطلة في اطلاق سراحهم ، وهنا لنا وقفة مع الحسين عليه السلام لنذكر هذه الرواية ونرى مدى التزام القادة السياسيين في فحواها .وهذه الرواية تعد ضمن سلسلة رواياتي التي ذكرتها عن الحسين عليه السلام قبل الطف حيث الكثير من جوانب حياة سيد الشهداء لازالت غير معروفة للملأ الرواية تقول :

عن علي عليه السلام انه اخذ رجلا من بني أسد في حد وجب عليه ليقيمه عليه فذهب بنو أسد إلى الحسين عليه السلام يستشفعون به فأبى عليهم فانطلقوا إلى علي عليه السلام فسألوه فقال عليه السلام : لا تسألوني شيئا أملكه إلا اعطيتكموه فخرجوا مسرورين فمّروا بالحسين عليه السلام فاخبروه بما قال فقال عليه السلام : إن كان لكم بصاحبكم حاجة فانصرفوا فلعل أمره قد قضى ، فانصرفوا إليه فوجدوه قد أقام عليه الحد قالوا الم تعدنا يا أمير المؤمنين ؟ لقد وعدتكم بما املكه هذا شيء لله لست املكه ـ موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام ص737 .

بنو أسد هذه القبيلة التي لها تاريخ مشرف مع الحسين عليه السلام وقمرها حبيب بن مظاهر الاسدي ، أجرم احد أبنائها فكان لابد لهم من الاستشفاع بالذي استشهدوا لأجله عند أبيه أمير المؤمنين عليه السلام .هل قبل الإمام علي عليه السلام شفاعة الحسين عليه السلام ؟ وهل كان الحسين عليه السلام على ثقة تامة إن أبيه سيقبل وساطته ؟ إجابة الحسين عليه السلام لبني أسد ـ إن كان لكم بصاحبكم حاجة ... ـ تدل على يقين وثقة الحسين عليه السلام إن أبيه لم يتنازل عن حق ملك لله .

الإمام علي عليه السلام لم يقبل الشفاعة في تعطيل حد من حدود الله على حساب المصالح الشخصية لأنه يعلم إن الذي سيدفع الثمن هو المسلم والمذنب هو الذي سيكون الساعي لإطلاق سراح المجرم إمام الله عز وجل قبل المجرم نفسه . وأعود للوضع العراقي وأقول إن الساعين لإطلاق سراح المجرمين وفعلا أطلقوا سراح البعض منهم وكانت أثارهم التفجيرات الأخيرة في بغداد حتى إن هنالك مشادة إعلامية بين طرفين سياسيين بسبب ذلك إن هؤلاء الساعين قد يكونون غير معنيين بثقافة الحسين عليه السلام إلا إن الطرف الآخر الذين يدعون إنهم حسينيون والحسينيون هم حسنيون والحسنيون هم علويون وهاهو علي عليه السلام يرفض شفاعة سيد الشهداء في إقامة الحد على المجرم فهل موافقة إطلاق سراح المجرمين من قبل الطرف الآخر تدل على حسينيتهم ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك