المقالات

قدسية كربلاء وبعض برامج إذاعاتها

1602 16:11:00 2009-05-02

سيف الدين علي

لعل مدينة كربلاء المقدسة كانت لها الريادة في عدد وسائل الإعلام سواء أكانت مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة والتي بدأت عملها مباشرة من بعد سقوط الصنم ، وخير شاهد على ذلك هو افتتاح ثلفزيون كربلاء حيث كان أول قناة عراقية بدأت البث على المستوى المحلي ، مما دعا إلى الغبطة والاستبشار بعودة المدينة المقدسة إلى أخذ مكانتها الطبيعية من بين مدن العراق وربما العالم؛ كمنار ليس للعلم والثقافة وحسب..بل للإعلام أيضا،ناهيك عن انطلاق البث الإذاعي لأكثر من إذاعة ومحطة ، وتوالى بذات الوقت إصدار الصحف والمجلات والنشرات وغيرها ، ولا غرابة في ذلك كونها مدينة للثقافة والعلم والمعرفة، ولها تأريخها المعروف عبر الزمن حيث قادت حركة العلم والثقافة لحقب متطاولة من تاريخنا الحديث عبر مدارسها وحوزاتها ومنتدياتها ودواوينها ولا أدل على ذلك من فتح أول مطبعة فيها على مستوى العراق ، ويشهد لها في ذلك القاصي والداني ،

هذا من جهة ومن الجهة الأخرى وكرد فعل طبيعي لما تعرضت له من ظلم واضطهاد وقمع ومصادرة للحريات وتناصب مقصود وإقصاء للثقافة الحقيقية من قبل أعداء الإسلام والمسلمين والإنسانية ..بل وكل قيم الخير والنحبة والسلام ، كما لم تتعرض له مدينة أخرى سواها، لما تمثله أرضها المقدسة من خزين معرفي وقيمي وما تختزنه في ذاكرتها الجمعية من مصدر الهام وعزم وإباء لكثير من الثورات ليس على المستوى المحلى فقط .. بل على الصعيد العالمي نتيجة تشربها من فيض تضحيات الحسين وآل بيته وأصحابه المتمثلة بنهضته عليه السلام في ملحمة كربلاء الخالدة ، مما يعجز القلم عن الخوض فيها وتعيي الحيلة العقول عن الإحاطة التامة بمكنوناته ، ولنا في ذلك شواهد عديدة لا يسع المجال للدخول في تفاصيلها بعد أن تحولت قضية كربلاء إلى قضية إنسانية بعيدا عن الأطر الضيقة فهي تعني المسلم وغيره على حد سواء ،كما وإنها تخاطب عقل العربي والأعجمي بذات اللغة و ذات المدلول الشامل الذي تنضوي تحت يافطته البشرية جمعاء بغض النظرعن جنسهم وهويتهم ولونهم.

إن مثل هذا العطاء الزاخر لمدينة كربلاء المقدسة على المستوى الإعلامي يمثل تعبير حي عما يكتنزه ثراها المقدس من الطاقات الإبداعية ومن أصالة قيم الخير المحبة والسلام ،وبالتالي لا يمكن أن يأتي كل ذلك عن فراغ بقدر كونه إفراز الحيوية والرغبة الصادقة لدى نخبها المثقفة على إحداث تغيير جذري في بنى الثقافة العامة والرفض القاطع لما كان سائد من ثقافة الميوعة ودغدغة رغائب الجسد الوضيعة والاستهتار بقدسية المدينة ومكانتها من خلال الابتذال في الطرح بما يضرب بعرض الحائط بكل تلك القيم الأصيلة والمعطيات السامية التي تتميز بها كربلاء من دون بقاع الأرض قاطبة؛ لذا ينبغي للمتصدين للعمل الإعلامي فيها التحلي بالكثير من المعرفة لمتطلبات المرحلة وحساسيتها ،لا أن تطلع علينا بعض الإذاعات التي تدعي الثقافة وأقولها للأمانة في بعض فقراتها وليس ضمن توجها العام ، ولا يمكن لنا الجزم أيضاً بأنها مغرضة ، وان يكن هذا التصور يتبادر إلى ذهن كل منصف منذ الوهلة الأولى للاستماع إلى بعض برامجها البعيدة عن الذوق السليم خاصة حينما تبثها في جو المدينة القدسي المشبع بإيحات ذكرى فواجع ملحمة كربلاء الدموية ، وتخيم عليه أدق مفرداتها، مأساة آل بيت نبي الرحمة الأعظم بجراح الحسين وآله وأصحابه وسبي بناته، مما بكته السماوات والأرضين بدل الدمع دما ، بالاستغلال السلبي لأجواء الحرية المعمدة بدمه الطاهر والدماء الزاكيات للشهداء ، بإدعاءات الحداثة والتغيير والخروج عن النمطية والانغلاق السائدة والمسيطرة على وسائل إعلام المدينة المقدسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك