بقلم:فائز التميمي
نشرت جريدة الشر الأرقط في عددها 2009.5.2 مقالة لرئيس مركز أبحاث الخليج عبد العزيز بن عثمان بن صقر تحت عنوان" محنة العراق بين الغياب العربي والتغلغل الإيراني". وسنحاول تلخيص الخطوط العامة للمقالة مع نشر نص بعض ما يهمنا في تلك المقالة:أولاً: أن إيران ببراعة تستغل كل خطأ يقع فيه الآخرين لتتغلغل في العراق.ثانياً: أن القيادات الشيعية والكردية هي التي ثبتت ركائز الصراع العرقي والطائفي في العراق.وإن إيران فتحت جسور مع القيادات السنية أيضا.ثالثاً: أن القيادات الشيعية والكردية عملت بكل جهد "لتدمير الأسسس التقليدية التي قامت عليها الدولة العراقية منـذ نشأتها والتي شكلت جوهر الإنتماء الوطني العراقي والإنتماء القومي العربي لمواطني الدولة من العرب...ونجحت في إحلال الهوية الطائفية أو العرقية محل الهوية العراقية الوطنية وكان للتخيط الإيراني دور كبير في ذلك.رابعاً: قال نصاً: "أن القيادات السنية شكت وتظلمت من تجاهل ذوي القربى وأبدت عدم رضاها تجاه مواقف وسياسات الدول العربية للتواصل مع القيادات السنية".إذن الشيعة ليسوا ذوي قربى!!.وهو يدعو في نهاية المقالة الى التواصل مع القيادات السنية على أن لا تشكل الدعوة للتواصل مع المجموعات الإرهابية بأي شكل من الأشكال.
وأهم ما في هـذه المقالة أمور:(1) أن السعودية وهـذا الكاتب رئيس مركز بحوث وهو بلاشك في دولنا وحتى معظم دول العالم يمثل رأي الحكومة.فالسعودية لا زالت تؤمن بالمعادلة الظالمة منـذ تأسيس الدولة العراقية الطائفية والتي أهملت 60 بالمئة من الشعب العراقي. وهي تعتبر تلك الصيغة هي الصيغة الوطنية وهـذا يتناغم مع نهج الوهابية التي لا تعترف بالشيعة في السعودية فكيف في العراق.(2) أن إرجاع الحقوق وتقسيم المناصب حسب نسب الطوائف عمل طائفي عنصري يمزق الهوية القومية العربية. فهو لا يعترف بكون الشيعة من العرب (3) أنه يدعو الى التواصل مع القيادات السنية دون الشيعية أو الكردية فهو يدعو الى تمزيق العراق بتدخلات سعودية أو عربية للوقوف مع طرف واحد ضد الأكثرية.لقد فهمنا لماذا تريد السعودية فتح سفارتها الآن لتعمل على التواصل من القيادات السنية .وتظلماتها وكأن ليس للشيعة أو الأكراد تظلمات !!
ولا نعرف كيف تميز السعودية بين القيادات السنية الإرهابية وغير الإرهابية!! فهل لديها باروميتر لتعرف الإرهابي من غير الإرهابي!! هل الضاري ومشعان والدايني إرهابيين أم مظلومين يجب التواصل معهم!!وكلامي ليس موجه الى كاتب المقال فقد صرح ولم يلمح ولم يُداهن هل من مستشاري المالكي من يقرأ ما يكتبه الإعلام السعودي أم إن السيد سامي العسكري أو الأديب مثلاً منشغلان بتوافه المنابزة مع أخوة له ليجعلوهم أعداءً تقسمين طائفيين فيسيروا في مسيرة السعوديين ليغدروا بهم بعد حين!! أفيقوا فالأعداء خلف الأبواب.
https://telegram.me/buratha