بقلم سامي جواد كاظم
اليوم على ارض الواقع العراقي يوجد حزب اسمه حزب الدعوة ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي والذي لم يعرف اسمه اعلاميا الا ليلة استبداله بالجعفري حيث كان اسمه جواد المالكي الاسم الحركي الذي منحه اياه الحزب ، هذا واقع معروف . اما متى تاسس ومن هو المؤسس وما هي مباديء الحزب ولماذا كثرت الانشقاقات فيه دون سائر الاحزاب في العالم وما هي انجازاته الملموسة من قبل الشعب قبل السقوط وبعد السقوط فانها تحتاج الى استفهامات وعلامات تعجب ونقطتين وشارحة .
اعود للواقع اليوم وفي لقاء للسيد علي الاديب مع مجلة الاسبوعية العراقية العدد 67 الصادرة في 12 ـ 18 ـ 2009 كان هذا السؤال وهذه الاجابة ما هو حجم وجودكم الان في الشارع العراقي في الوقت الذي يقال ان اصوات الناخبين كانت لرئيس الوزراء وليس لحزب الدعوة ؟
اجاب علي الاديب التفريق بين الاثنين هو تفريق لا جدوى منه لان الحكومة جزء من افكار حزب الدعوة وجزء من نتاجات الحزب هذا التفريق تختفي وراءه اسباب معينة لبعض من يثير مثل هذه الاسئلة فلم يصدر رئيس الوزراء افكارا شخصية في طريقة تعامله مع المرحلة السياسية وانما كان يصدر قرارات وافكارا وتصورات حزب الدعوة فانجازه لابد من ان يكون انجازا للحزب وانجازات الحزب تبلورت من خلال شخص رئيس الوزراء لكن دائما الرمزية في العالم الثالث يبدو انها تسكن في عقول كثيرين من الناس الذين يحاولون تكريس الانجازات لصالح الفرد وليس لمصلحة الفريق ... انتهى .
هذه الاجابة تستحق وقفة وقبل الوقفة اقول ان الانتقاد والمدح لايعني الكل ولكن الحيز الذي نتحدث عنه هو فقط المعني في الكلام . المعلوم للجميع حتى اخر ليلة قبل ترشيح السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء كان لا يعلم انه البديل للجعفري الذي يمثل حزب الدعوة والكلام ينطبق على الدكتور ابراهيم الجعفري كما هو على المالكي ، ولان هنالك قوى سياسية داخلية وخارجية رفضت الجعفري الذي طبقا لاجابة السيد علي الاديب كانت كل قراراته وتصرفاته معبرة لافكار حزب الدعوة اذن هذه الافكار تم رفضها من قبل الرافضين لتجديد ولايته على الحكومة بعيدا عن صحتها او خطأها فانا لا اتحدث عن هذا الجانب ولكن عن مدى تقبل الافكار ورفضها .
فان قلت رفض الافكار جاء بمؤامرة سياسية دون ارادة الشعب اذن هذا يدل على ضعف التعامل السياسي للحزب مع الغير مهما كان عدو ام صديق بدليل ان كل الاحزاب الاسلامية في المعارضة لم تعمل على خلق حليف قوي عضو دائم في الامم المتحدة ونتيجة لذلك كثرة المؤامرات على هذه الاحزاب والتي من خلالها دفع الشعب العراقي ثمن تامر هذه القوى على هذه الاحزاب .
لنعود للسيد نوري المالكي الرجل ـ والشهادة لله ـ قام بانجازات جيدة ومشهود لها بالرغم من انها جاءت متاخرة الا انها افضل من العدم والخطأ عند الشعب العراقي الذي هول الانجازات هذه بحيث ما عاد يتقبل أي ثغرة تعصف بالانجاز المضخم من قبلهم . والنتيجة ان هذه الانجازات مع الرحلات المكوكية للمالكي في المحافظات العراقية قبيل انتخابات مجالس المحافظات اتت اوكلها بفوزه باغلب مقاعد المحافظات الجنوبية والوسط ، هذه الانجازات يقول عنها السيد الاديب انها للحزب دون المالكي وهنا فتح الباب على مصراعيه في تصديق اتهامات المناوئين للحزب خاصة وللشيعة عامة عندما يقال عن الحكومة شيعية وان قراراتها تخص حزب الدعوة دون سائر القوى الاخرى ومع الاتهامات الكردية بتفرد المالكي بالقرارات التي اصبحت حسب اجابة الاديب هي املاءات حزب الدعوة ، نعم نعلم ان لحزب الدعوة خلافات مع ايران ولكن بالرغم من ذلك اشركوا الشماعة ايران في كل قرارات المالكي من خلال الدعوة التي قلت عنها يا سيد علي الاديب .
هنالك احزاب كثيرة قدمت انجازات لشعوبها وهي ليست في السلطة سواء كانت معارضة داخل بلدانها او خارجها في مثل هذه الحالات لم نلمس شيء من حزب الدعوة باستثناء عمليات جهادية يتحدث عنها بعض قيادي الدعوة منها مثلا قول الجعفري حول المقاومة عندما كان مع البرزاني في خندق واحد ضد نظام صدام .
قرارات المالكي اذن لم تاتي بالمشورة والديمقراطية ضمن قائمته الائتلاف التي بدات تتفرق لتستعد بائتلاف جديد للمرحلة القادمة فهذا يعني ليس للمجلس ولا لبدر ولا للمستقلين ولا لحزب الدعوة ـ عبد الكريم العنزي ـ ولا لبقية الاعضاء أي دور في قرارات المالكي بل ولا دور لاي وزير في حكومة المالكي منضوي لاي حزب اخر حتى خارج الائتلاف في هذه الانجازات .
هل يستطيع علي الاديب ان يمنح الامتياز والارادة لحزب الدعوة دون ارادة سائر الاحزاب وكل العراقيين في امضاء المالكي على قرار اعدام صدام ؟ ان قلت نعم فقد بخست حق الغير وان قلت كلا تكون رددت على اجابتك للمجلة !! استفحال الجريمة في الجنوب قبل ابادتها بصولة الفرسان هل كانت نتاجات استثنائية لا دور للخلل في الحكومة في استفحالها ؟ ان قلت نعم تكون عرضت نفسك الى سؤال اخر الا وهو ان اغلب الخارجين على القانون كانوا على وفاق مع حزب الدعوة والتقاء الافكار بينهم في بعض المجالات كان موجود وملموس وبسبب هشاشة بعض هذه الافكار نتج عنها عصابات اجرامية عبثت بالجنوب ،فكانت صولة الفرسان التي منحت المالكي الكثير من اصوات الجنوب فهل جاءت صولة الفرسان بقرار من القيادة العامة للقوات المسلحة التي قائدها المالكي ام بقرار حزب الدعوة الذي يقوده المالكي؟
اكثر من سنة عجز المالكي عن تعيين وزراء بدلاء للمنسحبين من حكومته هذا ناهيك عن قول المالكي علنا بعد استلامه لرئاسة الوزراء بعدة شهور ان هنالك وزراء غير كفوئين ولم يشخصهم ولم يستبدلهم . هل هذا الوهن والتهاون في تعيين الوزراء البدلاء ينسب الى المالكي حكوميا ام حزبيا ؟ لك الخيار في الاجابة والرد جاهز بالفطرة . ولو قلت يا سيد الاديب هنالك اجندة خارجية لها دور في القرار السياسي الحكومي فتكون بعض الاخطاء التي صدرت من الحكومة لا علاقة للمالكي بها ، طيب هل عدم اختيار المحافظ لبعض المحافظات مع ما رافق ذلك من مشاكل جاءت بسبب اجندة من الخارج ؟ اذا هذه كذلك قلت نعم اذن فلا يحق لك انتقاء القرار السليم وتنسيبه للمالكي دون الغير سليم فتنسبه لغيره ، فقد تكون القرارات السليمة جاءت نتيجة املاءات من هذه القوى الخارجية المؤثرة على المالكي .قائمة المالكي بعظمتها لم تستطع تجاوز ثلثي اصوات يوسف الحبوبي في كربلاء ماذا يعني لك ذلك ؟ يا حبذا لو اسمع الاجابة من المعنيين بحزب الدعوة !!!
https://telegram.me/buratha