المقالات

مولد العقيلة زينب (ع) مولد النهضة الحسينية

1204 15:29:00 2009-05-01

شوقي العيسى

تمر عليها ذكرى ولادة السيدة الطاهرة مولد السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهم السلام بنت الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ، تمر علينا ذكرى ولادة النهضة الحسينية.

لا شك أن مولد السيدة زينب عليها السلام جاء بهجة وسرور على بيت وأسرة علي بن أبي طالب عليهم السلام لما لهذه البطلة من دور بارز ومهم في اكمال النهضة والثورة الحسينية.

فحق لنا أن نبتهج جميعاً بهذه الفرحة التي من خلالها دامت وأحيت الذكرى الحسينية والثورة العظيمة ضد الطغيان ضد آل أمية الذين شوهوا صورة العرب والعروبة آنذاك بحربهم عائلة رسول الله وقتلهم الاطفال وسبيهم النساء، فجاءت العقيلة زينب عليها السلام لتقف أمام أكبر طاغية وهو يزيد ابن معاوية لتوقفه عند حده الذي أخذ يتجاوز بالسب والشتم على أسرة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فخطبت السيدة العقيلة فقالت" أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسراء أن بنا هوانا على الله ، وبك عليه كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة . والامور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى :( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )" ثم تقول بطلة كربلاء " أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات رسول الله ( ص ) سبايا قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الاعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمى ؟ وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والاضغان ؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم : [ لاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل ] منحنيا على ثنايا أبي عبد الله ( ع ) سيد شباب أهل الجنة تنكثها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك ! وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد ( ص ) ، ونجوم الارض من آل عبد المطلب ، وتهتف بإشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ، ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت ، أللهم خذ بحقنا وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك ممن سفك دماءنا وقتل حماتنا ، فوالله ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ،ولتردن على رسول الله ( ص ) مما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقونوحسبك الله حاكما وبمحمد ( ص )خصيما وبجبرائيل ظهيرا ، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين ، وبئس للظالمين بدلا ، وأيكم شر مكانا وأضعف جندا ، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى والصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف من دمائنا ، والافواه تتجلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنما لتسدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ( وما ربك بظلام للعبيد ) فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا تدحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين ، فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لاولنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل )"

تلك كانت الخطبة العصماء التي وجهتها السيدة زينب عليها السلام الى طاغية العصر فكيف لا تكون كذلك وهي التي قال عنها الامام زين العابدين عليه السلام " انت فهمة غير مفهمة وعالمة غير معلمة" فحق لنا ان نبتهج بيوم ولاتها ونبهج أطفالنا وأسرنا بهذا اليوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-05-02
لم يذكر التأريخ أشجع أمرأة من السيدة زينب , من أبوها ...؟ من أمها ...؟ من جدها ...؟ من أخوتها ...؟ ولم تمر أمرأة بظرف أقسى من الظروف التي مرت بها هذه السيدة العظيمة ...هنيئا ً لمحبيها ..والسلام عليك أبد الآبدين ياحبيبة الله ورسوله وأمبر المؤمنين وحبيبة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وحبيبة ريحانتي رسول الله الحسن والحسين , اللهم بحق هذا النور النبوي وفق السيد شوقي العيسى وكل محبي محمد وآل محمد
ابو احمد الحداد المسعودي
2009-05-01
ميلادُ العقيله وصَفوة الإيمانْ .. ! قصيدتي يومَ ميلاد زينب الكبرى (ع) أبو أحمد الحداد المسعودي ..................................... ميلاد العقيله وصفوَة الإيمانْ زينَبْ بت علي الكَرار والزهرَه مَحفوفه بجمال وزينة العرفانْ زينبْ قرَة المُختارْ والبُشرَه مَزفوفه بحَمية سيد الأكوانْ زينَبْ خصها رَبْ الكونْ بالقدرَه عاشتْ وي أبوها إتواختْ إبأحزانْ زينَبْ لبوَة الإسلام منتصرَه كُل حَرفْ إبإسمها إملَمَعْ إبإحسانْ زينَبْ هيَ سرَه وهيَ التفسرَه جُمله إيكَمل إبمَعناها لو تقراه زينَبْ للفضيله النوُر والعترَه سطع بيها العرش آفاقه للأجيالْ زينَبْ للجمالْ بنورَه وتنورَه إبجمادي اليُوم وبخامسْ ربيعَه إندارْ دَوَرْ راحَة التاريخ ونذكرَه إبنفسْ يُوم الرَبيعْ إيخضرْ الميلادْ وإشمَحله الرَبيعْ وزينَبْ إتحضرَه نصلي إعله النبي المختار ونهنيه ونباركْ شملنه إبزينَبْ الكُبرَه عَطر ووُرودْ وأزهارْ ونبع ريحان شلالْ وضفافْ أنهارْ والكَمرَه عالم للطبيعَه إيصافحْ الإنسانْ ويغمرَه إبخشوعَه وتنتقي الفطرَه يرش زينة جَماله بنغمة الوجدانْ ويغذي إبوَلاءَه ويمتثلْ بَمْرَه إذا جانْ البَشرْ يتنفرْ الشيطانْ أمنْ سيرته : وإتفائلْ إبعُمرَه دَليلْ الكُلْ عَمَلْ مثقاله بالميزانْ يحتكمَه العقلْ ويأمنه إبصَبرَه دنيانه عَجيبه أسرارها إبطوفانْ والمَركبْ يشد إشراعه بالخبرَه حاسبْ دينيتكْ وأعمالكْ السَفانْ ضميرَكْ يبحر ومجذافكْ إيفرَه كُلْ يُوم إبرصيدَه إيدَونْ الأعمالْ هنياله الرَصيدَه الآخرَه : إيعُبرَه أريدَكْ يالمُوالي بجاه هذا اليُومْ تتعاهَدْ صدق بلسانكْ النبرَه خلْ جفكْ حَقيقه إيصافح الوليانْ شيعه إحنه وحزبنه إمدَوَنْ : إبحبرَه تمت ولله الحمد / هولنده / 2009م
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك