حميد الشاكر
لغة سعودية وفجأة تتغير تجاه العراق من حرب مفتوحة وواضحة وصريحة بعدم الاعتراف بالعراق الجديد وبذل الوسع لاسقاطه من خلال الحرب الانتحارية الارهابية الوهابية ، الى استقبال سفير العراق وزيارة مرتقبة لسعود الفيصل للعراق والتفكير الجدي لفتح السفارة السعودية في العراق والعمل على ازالة جميع الاشكالات واسقاط الديون وفتح صفحة جديدة مع عراق الاحرار والديمقراطية والمناهض للفكر الشمولي !!!؟.ليس هذا فحسب لسبع ايام مضت تحول تجّار المقالات المكتوبة ، وأعلام البترول الفضائي السعودي ، ونشريات الصحف المحلية السعودية والعالمية .... الى لغة الاشادة بالعراق الجديد ، وان الشيعة في العراق اخوتنا واحبتنا ( حسب ماكتبه الرخيص طارق الحميد في الشرق الاوسط وماذكره الموظف عبد الرحمن الراشد ايضا ) وان ليس هناك تجربة عربية في المحيط العربي متقدمة ديمقراطيا على التجربة العراقية الجديدة ..... وهكذا !!!؟.هل هي لعبة اذا لم تستطع قطع يد عدوك فقبلها ؟.
ام هي سياسة تبديل جلد الافعى الموسمي لاسيما ان جلد الافعى السعودية القديم قد تهرء واصبح خشن الملمس وتوجب عليه ان يبدل بالجلد الناعم مادام للافعى انياب مخبأة وجاهزة للنهش في اي وقت يتخّدر فيه العدو العراقي الجديد ؟. في مناورة السعودية في قمة الكويت العربية الاخيرة ايضا وفجأة بادرت الحكومة السعودية بالخصوص بانقلاب في مواقفها العدائية ضد محور المقاومة العربية والاسلامية مئة وثمانين درجة ، ليذهل الجميع ويتسائل : ماهي اسباب ومبررات الانقلاب السعودي في المواقف هذه من عداء ومؤامرات وحياكة انقلابات ضد الحكومة السورية وزعيمها بشار الاسد ، الى الدعوة لطي صفحة العداء ، ومدّ يد المصالحة للشقيقة سوريا ، ... وهكذا السعي لاشراك مصر في المصالحة ، ولتخرج المملكة السعودية اخيرا على اساس انها حمامة سلام عربية ودولية وعالمية للسلام بين الاخوة في الانسانية ؟.
لكن ماهي الا أيام فاكتشف العالم ان سبب حركة السعودية هذه تجاه سوريا كان هو عزلها عن المعركة القادمة مع حزب الله ، وان التنسيق المصري السعودي كان خلف مبادرة المصالحة السعودية ، وان الانفراد بالحزب بعيدا عن الدعم السوري له في قضية ( خلية حزب الله ) التي اثارتها الحكومة المصرية هذه الايام كان هو السبب الاصيل في حركة السعودية التصالحية مع سوريا ، وجمعها مع مصر على صعيد واحد !.هل نجحت السعودية من خلال تبديل جلدها في السابق ان تعزل او تحيّد سوريا ودعمها المطلق لفصائل المقاومة العربية والاسلامية لاسيما حزب الله في معركة النظام المصري مع حزب الله وتشويه صورته واسقاطه معنويا من المعادلة العربية والاسلامية ؟.
الوقائع تشير : انه نعم نجحت سياسة تبديل الجلد السعودية في تحييد الحكومة السورية في هذه المعركة المفتعلة بين الحكومة المصرية وحزب الله ، وقد وقفت سوريا عاجزة امام ردة الفعل المناسبة تجاه دعم حزب الله التي كانت لاتسمح مطلقا بالاعتداء عليه ، بل الاكثر من ذالك لم تكن مصر لتجرأ ان تدخل بمعارك مفضوحة بهذا الشكل ضد المقاومة وحزب الله بالتحديد لو كانت سوريا لم تزل على موقفها القديم المناهض من مصر ، وانها لم تدخل في عملية المصالحة السعودية المسمومة بين مصر وسوريا التي لم تستهدف الاصلاح بقدر الخيانة !.ان هذا النموذج من المصالحات السعودية يكشف للعراقيين ماهية تبدّل واسباب تغيّر المسارات السياسية السعودية ، ولماذا هي بالفعل تتغير ؟، وكيف ينبغي على العراقيين ان يفهموا المخطط السعودي القادم في اعلان مملكة ال سعود : بانها ستنتهج اساليب جديدة وتفتح افاق مصالحة وسلم حقيقية مع العراق الجديد !.بل لانخشى من القول : ان على العراقيين ان يكونوا اكثر حذرا من انياب المملكة السعودية في فترات موادعتها اكثر بكثير من فترات هيجانها واعلانها للحرب الارهابية على العراق الجديد !.نعم انه مؤشر خطير جدا عندما تنتهج السياسة السعودية غير نهجها الارهابي العدائي الطبيعي ضد العراق الجديد ، وتنزع ثوب المكاشفة بالكراهية والبغضاء ، لتتحول الى التستر بالمصالحة والسلام وما تخفي صدورهم اعظم مع هذا العراق الجديد ، عندها على العراقيين ان لايناموا بالقرب من الافعى السعودية الا بعين واحدة من الغدر والمخططات الكارثية الاعرابية للسياسة السعودية ضد العراق وشعبه !.وصحيح نحن نعلم ان سياسة المملكة السعودية ورجالات حكمها المرتدّين قد بذلوا مافي وسعهم للنيل من التجربة العراقية الوليدة ولم تفلح جميع المخططات حتى هذه اللحظة في اي شيئ ، ثم قرروا الان التحوّل الى سياسة مدّ يد المصالحة للعراق وللعراقيين على امل اصابة غرّة من العراقيين للانقضاض عليهم من الداخل ، لكن هذا لايدعونا كعراقيين ان نفكر ومجرد تفكير لاغير ان بالامكان تغيير طبائع الافعى السعودية الشريرة تجاه العراقيين ، او انه بالامكان ترويض الافعى وتدجينها منزليا والثقة والامان بتصرفاتها الودية ؟!.لا لايمكن لحاكم في العراق او حكّام في العراق انتخبتهم امتهم العراقية ووضعت امانة الحماية على ارواحهم ومنجزهم السياسي الجديد الذي بذلوا من اجله ملايين الضحايا من البشر في المقابر الجماعية وحرب الابادة والكيمياوي ... اقول لايمكن لحكّام حريصين على شعبهم ان يغفلوا عن خطر دخول افعى سامة بهذا الحجم للبيت العراقي ، وعليهم ان يدركوا تماما ان الشعب العراقي ليس في وارد وتحت اي مسمى سياسي ان ينسى ضحاياه واطفاله المحترقة ، وشبابه وشيبه المغدورة ذبحاٍ على طرقات زيارة الحسين في اللطيفية وغيرها من مناطق الذبح الوهابية ، ونسائه التي تمزقت اعضائها اربا اربا بمفخخات وانتحاريي المملكة السعودية ، كما انه من العار مطالبة شعب الحرية والثأر العراقي ان يرحب غدا او بعد غد بوزير خارجية المملكة السعودية سعود الفيصل على الارض العراقية ، او يسمح ان تعود المياه الى مجاريها مع حكومة ال سعود وهو يدرك ماتضمره مملكة ال سعود من كراهية وعداء وحقد وضغينة ضد العراق شعبا ودولة ووجودا !.نعم هذه ليست كراهية مجردة لاغير لمملكة الشرّ الوهابية الارهابية في العالم ، وانما هي رؤية ادركت ان ذيل الكلب لايمكن له في يوم من الايام ان ينعدل ، وان جلد الافعى مهما كان ناعما ، وان مشيتها مهما كانت متغنجة ، فانها سوف تبقى افعى ادخلت في يوم من الايام الشيطان بين اسنانها لتدمير ادم في جنته حسب الاسطورة الدينية اليهودية والاسلامية الجميلة والمفيدة جدّا ً !!.
https://telegram.me/buratha