ترجمة / محمود الشمري
مقالة منشورة في موقع (يو اس أي تودي) مع تعليقات لقراء اميركان بتاريخ 26نيسان 2009عندما كاد الاميركيون ان يطووا صفحة العراق ويتهيؤا للعودة الى ديارهم فانهم تلقوا صفعة تذكرهم بانه من المبكر جدا القيام بذلك . فبعد أقل من شهرين من اعلان المسؤولين العراقيين والأمريكان عن اتفاق بدء سحب القوات الامريكية مطلع هذا الصيف حصلت يومي الخميس والجمعة الماضيين عدة تفجيرات انتحارية قتل فيها ما لا يقل عن 150 مواطنا من الشيعة العراقيين ,انها بالتأكيد افعال دموية مدبرة تبتغي اندلاع فتنة طائفية يمكن أن تقوض المكاسب الامنية الامريكية التي تم الوصول اليها بصعوبة.
ومن المبكر القول ما اذا كانت هذه التفجيرات هي بداية صفحة جديدة ذات صلة بالأحداث.
كانت هناك على الأقل 18 هجمة كبيرة في نيسان / أبريل ، ولكن وحتى قبل ان تحدث هذه الأنفجارات فان المرحلة الأولى من انسحاب القوات الامريكية كانت تبدو مضطربة حيث ان شروط اتفاق انسحاب القوات بين امريكا والعراق تدعو إلى مغادرة القوات الأمريكية للمدن العراقية بحلول نهاية حزيران / يونيو والخروج من البلاد كليا بحلول عام 2011 ، ولكننا سمعنا تصريحات عن بقاء القوات في بعض المدن الى مابعد حزيران / يونيو حيث العمليات المسلحة ماتزال قوية.
هذا الأضطراب له اسبابه, فأنه حسب اخر تقارير القوات الميدانية الامريكية فان القوات العراقية لاتبدو مهيئة لأستلام المهام الأمنية في المدن العراقية بشكل كامل, وكذلك بالنسبة لأطلاق سراح المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية فأن التقارير تقول بأن اغلبية الذين أطلق سراحهم عادوا الى ممارسة نشاطهم الأرهابي ومن الممكن تجنيدهم من قبل القاعدة.
ولعل الأكثر إثارة للقلق ، هو ان حكومة العراق التي يقودها الشيعة قد اعتقلت عددا من المسلحين السابقين من السنة (قوات الصحوة)الذين تركوا القتال مع القاعدة للقتال الى جانب القوات الأمريكية(وتم دفع رواتبهم من قبل الأمريكان) وكانوا عاملا حاسما في تحويل مجرى الحرب . و كجزء من عملية رفع اليد عنهم كان من المفترض أن تلحقهم الحكومة العراقية في قوات الامن الحكومية. وبدلا من ذلك ، فإن الحكومة اعتقلت بعض الزعماء منهم وكانت بطيئة بدفع رواتب الافراد العاديين منهم بسبب وجود قدرا من الكراهية والشكوك تجاههم لا تزال قائمة بسبب وحشية حكم السنة في عهد صدام حسين.
ومن المؤكد أن هذه النكسات ترسم صورة غير مريحة عن الأوضاع في العراق.وخلال زيارتها لبغداد يوم السبت الماضي فأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اعلنت استنكارها لأستخدام العنف الغير مبرر من قبل المعارضين الذين أصبحوا يخشون أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح", وأضافت ان الواقع يقول أن جزءا كبيرا من العراق اليوم وكما يبدو فأنه مستمر بالعودة إلى سيطرة القانون. ولكن ليس من الصعب ملاحظة ان بين كلمات كلينتون لازالت تتردد نفس تأكيدات ادارة بوش السابقة ان المسلحين أصبحوا يلفظون انفاسهم الأخيرة وأن قتالهم وصل الى نهايته.
والشيء الواضح هو أن نتيجة الحرب في العراق لم تحدد بعد ، ومصير البلاد أصبح بشكل متزايد في يد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ,وهذا هو ما ينبغي أن يكون.ولكن الصعوبات في الآونة الأخيرة تؤكد انه ومع الحاجة الملحة لزيادة القوات في افغانستان فانه لا تزال هناك حرب ممكن أن نكسبها أو نخسرها في العراق. وإذا كانت اجراءات حكومة المالكي ستؤدي الى اشعال النار الطائفية بدلا من إخمادها فأن الشوط الأخير من المباراة سوف لن يكون ممتعا....!
https://telegram.me/buratha