بقلم : مواطن كربلائي
كيف نستطيع تحديد الارض التي شهدت واقعة الطف ؟ هل يستطيع احد ان يجزم ان المنطقة المحيطة بالحرمين لم تسيل عليها دماء ابطال الطف ؟ ولو اكتشف شخص ما في بيته اثر لواقعة الطف هل سيجعله خاص به ام يجعله مزار عام ؟ تعالوا لناخذ جولة في المنطقة المحيطة بالحرمين . ان المقامات والمزارات المحيطة بالمنطقة ووجودها داخل ازقة ضيقة تدل على ان هذه المنطقة شهدت وقع الخيول وضرب السيوف ورمي السهام وسقوط الشهداء عليهم السلام ، مزار وقوف الحسين عليه السلام مع اللعين عمرو بن سعد وسط شارع السلالمة ، مقام علي الاصغر في زقاق ضيق من شارع السدرة ، مقام علي الاكبر داخل ازقة ضيقة في منطقة السلالمة ، كفوف العباس عليه السلام خارج الضريح باتجاه الشرق ، الخيام باتجاه باب قبلة الحسين عليه السلام وبينهما التل الزينبي الذي وقفت عليه زينب عليها السلام وهي تنظر الى مصرع اخيها الحسين عليه السلام ، ومن الطبيعي خلف المخيم من احدى جهاته كان الخندق الذي امر الحسين عليه السلام بحفره واشعال النار فيه .
المسافة بين مزار وقوف الحسين عليه السلام واللعين عمرو بن سعد الا تعتبر هذه الارض هي ساحة المعركة التي سقط عليها اصحاب الحسين عليه السلام وجاء عليه السلام واحتضن البعض عند سقوطهم منهم جون مثلا ؟ ومزار الشهداء في الحرم الحسيني الم تذكر الروايات ان السجاد عليه السلام قام بجمع هذه الاجساد الطاهرة ودفنها سوية ؟ اذن كانت مبعثرة على امتداد ارض الواقعة .
واما المسافة المحصورة بين مقام صاحب الزمان عليه السلام ومزار الوقوف بين الحسين عليه السلام واللعين عمرو هو مكان جيش يزيد وعلى امتداد نهر الحسينية باتجاه باب بغداد معرجا على مكان دفن كفوف ابي الفضل العباس عليه السلام حيث التاريخ يذكر قطع الكفوف جاء بعد عودته عليه السلام من الشريعة التي وقف جيش يزيد حائلا بينها وبين ابي الفضل العباس عليه السلام لمنعهم من الماء ، اذن هذه هي ارض المعركة التي يذكرها التاريخ والعالم باسره والمحب والمخالف والمحايد ، واذا ما اراد شخص ما حب الاطلاع على الارض التي جرت الواقعة عليها فعندما ياتي ماذا يرى ؟!!
وانا لا استبعد ان مقام الامام الصادق عليه السلام ومقام الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف هو المكان الذي وقفا عنده وزارا جدهم الحسين عليه السلام فوقوفهم على هذه المسافة عن مصرع الحسين عليه السلام له اسبابه والا ماذا يعني بعد مقامهم عن الحرمين ؟ في حلب سقطت قطرة دم من راس الحسين عليه السلام اثناء مسير السبايا الى الشام تم تشييد جامع عليها سمي باسم القطرة والارض التي فيها المزارات والمقامات التي ذكرتها حول الحرمين سقطت عليها انهار من الدم ، كيف حالها اليوم ؟
من منا لا يحب ان يعيش اجواء الطف وكيف كانت الواقعة ؟ ومن منا لا يقدس الارض التي سالت عليها دماء ابطال الطف ؟ فالمحبة والتقديس كيف لنا ان نترجمها على ارض الواقع ؟هذا من جانب ومن جانب اخر ان مساحة الحرمين ما باتت تسع الملايين من الزائرين لكربلاء وهذا يتبعه الخدمات الرديئة التي ندعي دائما اننا خدام لزوار الحسين عليه السلام فهل حقا قدمنا الخدمة التي يستحقها الزوار ؟ هنا نحن امام احتمالين اما ان الامكانات غير متوفرة وعندها العذر مقبول لتواضع الخدمات ولكن عندما تكون هنالك امكانات هائلة وطاقات جاهزة لتقديم الافضل لخدمة الزوار هذا من جانب ومن جانب اخر هو النهوض العمراني بالحرمين وتوابعه ليظهر باحلى صورة امام العالم حتى يقال عنا اننا نلتزم بالعهد مع الحسين عليه السلام فما هو المانع من استثمار هذه الامكانات والطاقات لتقديم الافضل لزوار الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام ؟.
الكل يعلم بالحرمان والاهمال التي عانت منها كل العتبات المقدسة في العراق بسبب الطواغيت الذين تسلطوا على العراق وسنحت الفرصة بحكمة الهية ان يسقط طاغوت العراق على يد طاغوت امريكا وطالما كنا نحلم بالتطوير العمراني لعتباتنا اذن تحقق الحلم اليوم وباتت الفرصة مواتية ، اذن كيف هو شكل العمران الذي يمكن لنا ان نقدمه للعتبات ؟
العتبتين الحسينية والعباسية كانت ضمن اهتمام الحكومة العراقية في تطويرها وكان لابد من توسعتها حتى يمكن لهما ان يستوعبا الملايين من الزائرين الوافدين اليها من شتى اصقاع العالم ، وجاء القرار باعلان مناقصة لتقديم تصاميم للعتبتين الحسينية والعابسية والعلوية في النجف ، وفازت تصاميم معينة بافضل تصميم على ان يتم دراسته مع الجهات ذات العلاقة وتوافق الاراء بينهم ومن ثم البت بالعمل والتخصيصات المالية وكيفية احتواء السلبيات والمشاكل التي قد تعترض التوسيع .
في النجف الاشرف الامور تسير باحسن ما يرام على عكس كربلاء فالعجب العجاب من ردود الافعال التي ابداها بعض الكربلائيين على المشروع هذا مع العلم انهم كانوا يتمنون ان تسنح لهم الفرصة لاعمار الحرمين ولو كانوا هم اصحاب العلاقة فماذا سيضيفون من توسيع واعمار غير بناء الطابق الثاني للصحن الحسيني والتسقيف واعادة اعمار القاعات والغرف المهملة والمتاكلة بسبب اهمال الطغاة لها غير ذلك ماذا عساهم ان يفعلوا ؟ المهم ان الحكومة العراقية هي التي اعدت الدراسة لتطوير العتبات المقدسة لا اطراف اخرى تحملت الكلام البذيء والاتهامات الباطلة من قبل من لايريد لارض الحسين عليه السلام ان تعايش التطور العمراني في العالم .اغلب الابنية من دور ومحلات المحيطة بالحرمين هي ايلة للسقوط ومتهرئة هذا ناهيك عن قلة الخدمات في هذه المناطق الذي زيد الطين بلة حتى ان الوافدين الى زيارة الحسين واخيه ابي الفضل العباس يستغربون من هذه الابنية التي يسمونها الانقاض وانها لا تتلائم وطبيعة المكان وسرعان ما يلومون المسؤولين القائمين على هذا الامر في كرلاء المقدسة اولا والحكومة ثانيا .
خلف العتبة الكاظمية المقدسة والكل يعلم كيف امر صدام بهدم الدور العائدة لمنطقة الانباريين بحجة التوسعة كما وهدم المحلات باتجاه باب المراد ماذا فعل اهالي الكاظمية ؟ لا شيء سكتوا لعلمهم بظلم صدام هذا العمل لو كان اقدام صدام عليه بنية صادقة لغرض التطوير لعوض المتضررين حقهم الشرعي ولامتدحناه على ذلك ولكننا نعلم ان ما قام به الطاغية هو بغضا بالكاظم عليه السلام وبالكاظمية واهالي الكاظمية بدليل تركه المكان من غير اعمار بعد هدمه .
https://telegram.me/buratha