حميد الشاكر
علمتنا التجارب التاريخية والحاضرة ايضا انه من صعب حكم عبّاد الطغاة والدكتاتورية المقيتة بغير هيلمان الطاغية واستبداد المستبد نفسه !.كما ان نفس التجارب فهمتنا انه لايمكن تعميم تجربة حكم الطاغوت والطغيان واذنابه ، لتشمل حكم المستضعفين وطلاّب العدالة ، والتائقين الى الكرامة والحرية !.والخلاصة : ان كلاًّ يُحكم من خلال مايعتقد هو انه الاصلح لادامة الحياة ونسق الحركة وانتظام الامر في هذه الدنيا ، وما اسطورة الصراع في التاريخ وحتى اليوم الا عملية جدل بين انصار العدالة والحرية وكرامة الانسان من جهة ، وبين انصار الطغيان والتفرعن والظلم والاستعباد من جهة اخرى !!.هل تصلح سياسة التعسف والظلم لانصار العدالة والحرية ؟.وهل تصلح سياسة العدل والانصاف لانصار الفراعنة والظلمانية ؟.أم لكلٍ طريقته في عملية الادارة والحكم ، ليصبح العدل هو وضع الشيئ في موضعه ، ولتكون سياسة الديمقراطية لمن يؤمن بها وسياسة القوّة لمن يهيم عبادة في حبها ؟.في امثال التجربة العراقية ، وماشهده هذا البلد من حكم دكتاتوري دام لاكثر من قرن حديث كامل ، انتهاءا بفترة خمسة وثلاثين سنة من حكم الصداميين البعثيين القاسي للغاية ، وما بنته هذه الحقبة من جيوب اجتماعية منتفعة ومعجبة كانت ولم تزل بنموذج الحكم الاستبدادي الدكتاتوري الظالم ، من الصعب التوفيق بين عقلية هذه الجيوب الاجتماعية التي ادمنت الايمان بالنموذج الطاغوتي في الحكم ، واستلّذت بقوّة طاعة هيلمان السلطان والتفرعن ، وبين قوانين واخلاقيات ومعتقدات نظام جديد يحاول قلب المعادلة رأس على عقب ليرسي قواعد حكم العدالة بدلا من حكم التمييز ، وحكم الشورى بدلا من حكم التفرد ، وحكم الحرية والكرامة والمساواة بدلا من حكم الطبقية والتراتبية والسيد والعبد والتابع والمتبوع .....الخ !.هل هذا بسبب حالة نفسية لانصار الجريمة واتباع الظالمين وحاشية الاستبداد والدكتاتورية وعبّاد الطغات والمتكبرين ؟.أم بسبب الحالة الاقتصادية والمميزات المادية التي فقدتها حاشية الفرعون عندما تغيّرت معادلة الحكم ؟.أم هي بسبب حالة تربوية اجتماعية ؟.أو عقدية دينية ترى في الظالم اماما وفي الدكتاتور قدوة ؟.أو سياسية ايدلوجية ؟.أو ربما بسبب حالة طبيعية جغرافية لاغير ؟.كل هذا مجتمعا يكوّن السبب الاصيل لانصار الطواغيت كي يروا العيش كطحالب تنمو في برك الحكم الاستبدادي الاسنة وتنتعش وتتنفس ، وتموت بمياه الانهار النظيفة وتظمر وتفنى ، او كطفيليات بكتيرية تعيش على مصّ دماء وشرايين الاخرين لتستمر هي في الحياة على حساب الامراض وماتجلبه من كوارث للاخرين !.الصورة نفسها ولكن من جانبها الاخر عند المتطلعين للحرية والطالبين للعدالة والمساواة ، فهم كذالك لايستطيعون الحياة والاستمرار الا مع الحكومة التي تساوي بين رعاياها وتنشر العدل في ربوعهم ، وتراقب الانصاف في المعاملة معهم ، بقيادة ترى الانسان قيمة بغض النظر عن جذوره ومنشأه او لونه ومعتقده ، او طبقته وجغراقيته !.هل هذا لأسباب نفسية عند طلاّب التحرر والديمقراطية ؟.او اسباب اجتماعية تربوية ؟.ربما اسباب عقدية ... سياسية اقتصادية ....؟.ايضا كل ذالك داخل في معادلة شعب الحرية الذي يرفض الاستبداد ، وشعب العدالة الذي يرفض الظلم ، وجمهور الكرامة الذي لايقبل الحياة الا مع الكرام من اهل الحكم والسياسة !.النتيجة : امثال الصداميين اليوم ، والمعتقدين بالاستبداد دينا ، والمؤمنين بالطاغوت سياسة وحكمة ، لاتستطيع اي حكومة عادلة حكمهم ، ولا اي سياسة اخلاقية تسوسهم ، ولا اي حاكم منصف يقودهم ، ولا اي قانون يساوي بين الناس يرهبهم ... اذا لم يكن صورة طبق الاصل لما يؤمنون به من حكم وحاكم ، وواهمٌ جداً من يعتقد ان طبائع الاستبداد في البشر يمكن تذويب او ترويض تمردها الا بشوكة الاستبداد والطاغوت نفسه ، وهذا لالشيئ معقد الاّ بسبب ان الانسان لاينقاد بسلاسة الا لما يؤمن به ، وامثال الصداميين كذالك ...واهمٌ وربما غير واقعي من يعتقد انهم سوف يحترمون قانونا او ينقادون الى حكومة ودولة او يبايعون حاكما بشرف وامانة واخلاص اذا لم يكن نسخة مكررة من صدام حسين ، الذي رأوا فيه صورهم المتكررة بصورة سلطان !.نعم الصداميون لايحكمهم الا صدام او شبيه بصدام لاعتقادهم وايمانهم ان ليس هناك قيادة في هذه الحياة ترتقي الى الاحترام الا اذا كانت على شاكلة الطاغية صاحب السجار والبندقية وهز الاكتاف والاعدام بالجملة ...... الذي يعبد من دون الله سبحانه !.كما ان العراقيين الاصلاء لايقودهم او يحكمهم الا العدل والحرية والكرامة والانسان !.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha