المقالات

(( لايحكم الصداميين إلاّ صدام ))

1367 17:08:00 2009-04-28

حميد الشاكر

علمتنا التجارب التاريخية والحاضرة ايضا انه من صعب حكم عبّاد الطغاة والدكتاتورية المقيتة بغير هيلمان الطاغية واستبداد المستبد نفسه !.كما ان نفس التجارب فهمتنا انه لايمكن تعميم تجربة حكم الطاغوت والطغيان واذنابه ، لتشمل حكم المستضعفين وطلاّب العدالة ، والتائقين الى الكرامة والحرية !.والخلاصة : ان كلاًّ يُحكم من خلال مايعتقد هو انه الاصلح لادامة الحياة ونسق الحركة وانتظام الامر في هذه الدنيا ، وما اسطورة الصراع في التاريخ وحتى اليوم الا عملية جدل بين انصار العدالة والحرية وكرامة الانسان من جهة ، وبين انصار الطغيان والتفرعن والظلم والاستعباد من جهة اخرى !!.هل تصلح سياسة التعسف والظلم لانصار العدالة والحرية ؟.وهل تصلح سياسة العدل والانصاف لانصار الفراعنة والظلمانية ؟.أم لكلٍ طريقته في عملية الادارة والحكم ، ليصبح العدل هو وضع الشيئ في موضعه ، ولتكون سياسة الديمقراطية لمن يؤمن بها وسياسة القوّة لمن يهيم عبادة في حبها ؟.في امثال التجربة العراقية ، وماشهده هذا البلد من حكم دكتاتوري دام لاكثر من قرن حديث كامل ، انتهاءا بفترة خمسة وثلاثين سنة من حكم الصداميين البعثيين القاسي للغاية ، وما بنته هذه الحقبة من جيوب اجتماعية منتفعة ومعجبة كانت ولم تزل بنموذج الحكم الاستبدادي الدكتاتوري الظالم ، من الصعب التوفيق بين عقلية هذه الجيوب الاجتماعية التي ادمنت الايمان بالنموذج الطاغوتي في الحكم ، واستلّذت بقوّة طاعة هيلمان السلطان والتفرعن ، وبين قوانين واخلاقيات ومعتقدات نظام جديد يحاول قلب المعادلة رأس على عقب ليرسي قواعد حكم العدالة بدلا من حكم التمييز ، وحكم الشورى بدلا من حكم التفرد ، وحكم الحرية والكرامة والمساواة بدلا من حكم الطبقية والتراتبية والسيد والعبد والتابع والمتبوع .....الخ !.هل هذا بسبب حالة نفسية لانصار الجريمة واتباع الظالمين وحاشية الاستبداد والدكتاتورية وعبّاد الطغات والمتكبرين ؟.أم بسبب الحالة الاقتصادية والمميزات المادية التي فقدتها حاشية الفرعون عندما تغيّرت معادلة الحكم ؟.أم هي بسبب حالة تربوية اجتماعية ؟.أو عقدية دينية ترى في الظالم اماما وفي الدكتاتور قدوة ؟.أو سياسية ايدلوجية ؟.أو ربما بسبب حالة طبيعية جغرافية لاغير ؟.كل هذا مجتمعا يكوّن السبب الاصيل لانصار الطواغيت كي يروا العيش كطحالب تنمو في برك الحكم الاستبدادي الاسنة وتنتعش وتتنفس ، وتموت بمياه الانهار النظيفة وتظمر وتفنى ، او كطفيليات بكتيرية تعيش على مصّ دماء وشرايين الاخرين لتستمر هي في الحياة على حساب الامراض وماتجلبه من كوارث للاخرين !.الصورة نفسها ولكن من جانبها الاخر عند المتطلعين للحرية والطالبين للعدالة والمساواة ، فهم كذالك لايستطيعون الحياة والاستمرار الا مع الحكومة التي تساوي بين رعاياها وتنشر العدل في ربوعهم ، وتراقب الانصاف في المعاملة معهم ، بقيادة ترى الانسان قيمة بغض النظر عن جذوره ومنشأه او لونه ومعتقده ، او طبقته وجغراقيته !.هل هذا لأسباب نفسية عند طلاّب التحرر والديمقراطية ؟.او اسباب اجتماعية تربوية ؟.ربما اسباب عقدية ... سياسية اقتصادية ....؟.ايضا كل ذالك داخل في معادلة شعب الحرية الذي يرفض الاستبداد ، وشعب العدالة الذي يرفض الظلم ، وجمهور الكرامة الذي لايقبل الحياة الا مع الكرام من اهل الحكم والسياسة !.النتيجة : امثال الصداميين اليوم ، والمعتقدين بالاستبداد دينا ، والمؤمنين بالطاغوت سياسة وحكمة ، لاتستطيع اي حكومة عادلة حكمهم ، ولا اي سياسة اخلاقية تسوسهم ، ولا اي حاكم منصف يقودهم ، ولا اي قانون يساوي بين الناس يرهبهم ... اذا لم يكن صورة طبق الاصل لما يؤمنون به من حكم وحاكم ، وواهمٌ جداً من يعتقد ان طبائع الاستبداد في البشر يمكن تذويب او ترويض تمردها الا بشوكة الاستبداد والطاغوت نفسه ، وهذا لالشيئ معقد الاّ بسبب ان الانسان لاينقاد بسلاسة الا لما يؤمن به ، وامثال الصداميين كذالك ...واهمٌ وربما غير واقعي من يعتقد انهم سوف يحترمون قانونا او ينقادون الى حكومة ودولة او يبايعون حاكما بشرف وامانة واخلاص اذا لم يكن نسخة مكررة من صدام حسين ، الذي رأوا فيه صورهم المتكررة بصورة سلطان !.نعم الصداميون لايحكمهم الا صدام او شبيه بصدام لاعتقادهم وايمانهم ان ليس هناك قيادة في هذه الحياة ترتقي الى الاحترام الا اذا كانت على شاكلة الطاغية صاحب السجار والبندقية وهز الاكتاف والاعدام بالجملة ...... الذي يعبد من دون الله سبحانه !.كما ان العراقيين الاصلاء لايقودهم او يحكمهم الا العدل والحرية والكرامة والانسان !.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-04-29
الصدامية الطاغوتية الدكتاتورية الظلم التجهيل بل الشر كله تجسد في ارعن جبان وكان يستمد قوته من ضعف من حوله. ماهي طريقة الحكم السليمة لعباد ذلك العجل ؟ الطريقة الوحيدة هي العدالة لا غير.تطبيق العدالة بغض النظر عن ماذا سيحصل بعد ذلك. عندما تترك مجرم يسرح ويمرح ولديك كل الادلة التي تدينه بل تستطيع من خلالها انزال اشد العقوبات بحقه وفق القانون السماوي والقوانين الوضعية لمختلف بقاع وبلدان العالم عندها انت مشترك معه في الجرم المشهود.حينها اقرأ على الدنيا السلام . التوحيد العدالة النبوة ........
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك