ميثم المبرقع
لابد من الاشارة اولاً الى طبيعة خطابنا السياسي ورؤيتنا للاحداث الجارية في البلاد بنظرة متوازنة بعيدة عن التعميم والخلط او اطلاق الكلام على علاته او تحليل الموقف برؤية تبدو غائمة وضبابية. فعندما كنا نحذر من خطورة الاعتقالات العشوائية التي تعتمد معلومات كيدية او ثأرية لا يعني بالضرورة اننا ضد الاعتقالات الموجهة التي تطال المجرمين الذين يعبثون بامن البلاد وسلامة العباد. وكذلك عندما كنا نطالب بمطاردة العصابات الاجرامية والارهابية كنا نرفض الاعتقالات العشوائية غير المدروسة وغير المنضبطة. وكما كنا نحذر من الاعتقالات العشوائية كنا نحذر ايضاً من اطلاق سراح المعتقلين بطريقة عشوائية البعيدة عن الاجراءات القضائية والقانونية.وتحذيرنا من الاعتقالات العشوائية وعدم التمييز بين المجرمين وبين الابرياء الذين اعتقلوا على خلفيات سياسية او معلومات كيدية لا يؤدي الى فهم مغلوط عنا واتهامنا باننا ضد اطلاق سراح المعتقلين.
فلدينا من المعتقلين في السجون الامريكية منذ سنوات وهم كانوا طيلة وجودهم في العراق الجديد يواجهون القوى الارهابية ويتعرضون الى مخططات الارهابيين كما كانوا يواجهون النظام السابق في عهد المعارضة وكنا ومازلنا نطالب باطلاق سراحهم وسراح غيرهم ممن لم يتورطوا بجرائم ضد شعبنا. ومن هنا فاننا مع اطلاق سراح المعتقلين ضمن الضوابط القضائية والقانونية وبعيداً عن التسويات السياسية او الانفعالات الفورية ولكننا في نفس الوقت نحذر من اطلاق سراح المجرمين الارهابيين الذين مازالوا مرتبطين مع عصابات القاعدة وينتظرون فرصة اطلاق سراحهم لكي يعودوا بشغف للعنف والارهاب والجريمة.
بل ضمن معلوماتنا ان بعض المعتقلات تعطى دروساً من محترفي الارهاب للمبتدئين حول صنع العبوات الناسفة بطريقة بدائية وكيفية نصب الكمائن للاغتيالات والخطف وهؤلاء يتربصون أي فرصة للخروج لممارسة اعمالهم الاجرامية والارهابية. وقد يكون صحيحاً الربط بين التصعيد الامني الاخير وبين اطلاق سراح المعتقلين من المجرمين ولكن الاصح ايضاً الا يمكن تعميم ذلك للاساءة للسجناء المطلق سراحهم من الابرياء والمظلومين والوطنييين.
https://telegram.me/buratha