المقالات

الاختراقات الأمنية والمصالحة


محمد حسن الموسوي

منذ دعت بعض الإطراف المشاركة في العملية السياسية إلى (المصالحة) مع البعثيين الصداميين, والعمليات الإرهابية التي تستهدف المواطنين العزل في تصاعد مستمر, ومن يدقق النظر في ذلك سيجد إن ذروة العمليات الإرهابية كانت يوم السادس من نيسان الجاري والتي تمثلت بتفجير سبع مفخخات (تيمناً) بيوم تأسيس حزب البعث المشؤوم والذي يصادف في السابع من نيسان, حيث وصل الجدل حول أطروحة (المصالحة) إلى ذروته بين دعاتها وهم قلة قليلة وبين اغلب أبناء الشعب العراقي الرافض للصلح مع البعث ألصدامي جملة وتفصيلا .

إن الإلحاح من قبل البعض بموضوعة (المصالحة) شجع البعثيين الصداميين على التمادي أكثر في قتل أبناء الشعب العراقي من خلال العمليات الإرهابية العشوائية التي تستهدف التجمعات البشرية الكثيفة من اجل إيقاع اكبر الخسائر وذلك للي ذراع القوى السياسية الوطنية ومعها الشعب العراقي الرافض لتأهيل البعث ألصدامي وبعث الروح فيه من جديد, وفي هذه الإطار تأتي فاجعة مدينة الكاظمية المقدسة والتي سقط على أثرها أكثر من مائة بين شهيد وجريح حيث أقدم عليها البعثيون الصداميون مع حلفائهم من قطعان التكفيريين بدم بارد مستفيدين من حالة الترهل التي حصلت جراء دعوة (المصالحة) .

إن من القضايا التي يمكن تسجيلها أيضا على تصاعد العمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة أنها تزامنت وعمليات إطلاق سراح الكثير من الإرهابيين الموقوفين في المعتقلات الأمريكية , والمعلومات المتوفرة عن هؤلاء تتحدث عن إعادة تنظيم صفوفهم في تلك المعتقلات , حيث نفذ بعض المطلق سراحهم اغلب العمليات الإرهابية الأخيرة.

رغم إننا من أوائل من دعا إلى إطلاق سراح السجناء العراقيين الأبرياء وذلك بعد تحويلهم إلى القضاء العراقي ليقول فيهم كلمته, وكذلك فأن على القضاء أن ينشط أكثر في ملاحقة الإرهابيين خاصة مع وجود التهم التي تدينهم , لكننا كنا وما زلنا ضد إطلاق سراح المجرمين والمشبوهين تحت غطاء (المصالحة) وهاهي الثمرات النكد لهذه السياسة الخاطئة بدأ العراقيون الأبرياء يقطفونها قتلا وتخريبا ورعبا, حيث عاد هؤلاء المجرمون إلى ممارسة الإرهاب بلا وجل مستفيدين من الأجواء التي هيئتها لهم دعوات (المصالحة), متخذين من تكتيك (أضرب وفاوض) سبيلا للضغط من اجل الحصول على تنازلات أكثر.

والسؤال هل ستلتفت القوى الحاكمة إلى خطورة مثل هذه الدعوات ومنع الترويج لها, والقيام بإجراءات عملية للحد من الأعمال الإرهابية وعدم توفير المسوغات لحدوثها, أم ستكتفي وكالعادة بالدعوة إلى أجراء (تحقيق عاجل) في الفواجع التي تحدث يوميا دون أن يكلف السادة (المسؤولين) أنفسهم النزول من بروجهم العالية في (المنطقة الخضراء) لزيارة مكان الفاجعة ومشاركة أبناء المناطق المنكوبة في مصائبهم التي يبدو أنها ستطول في ظل الهرولة وراء مصالحة الصداميين, وعدم صياغة الحكومة لسياسة أمنية واضحة المعالم ؟

أخيرا ندعو حكومتنا الموقرة إلى الاستفادة من خبرات الوطنيين المخلصين في المجال الأمني, فلقد استطاعت القوى الوطنية حينما كانت في المعارضة من اختراق أجهزة النظام البائد البوليسية, وحققت نجاحات كبيرة في هذا المجال بفضل وجود ذوي الخبرة من المخلصين فيها. إن عدم الاستفادة من الخبرات الوطنية الأمنية يعني بالضرورة إطالة عمر الإرهاب, وإدامة معاناة المواطنين وهو ما لا يريده قطعا كل غيور على هذا الوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك