حميد الشاكر
ربما لاحظ البعض من خلال تتبعهم لمجريات الاحداث السياسية والفكرية وخصوصا بعد اسقاط طاغية العراق ابن العوجة العاق صدام حسين كيفية تصاعد الوتيرة الاعلامية التي استهدفت اعلان الحرب على الشيعة والتشيّع وتحت اسماء وعناوين دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية ونفسية مختلفة ، أبتدأت بشكل علني وغير مسبوق بالحملة التي شنها الملك الاردني عبدالله بن الحسين في بداية سقوط صدام حسين بالترويج لمصطلح (( الهلال الشيعي )) ومن ثم توالت الهجمات على الشيعة والتشيّع في المنطقة العربية لتنتقل ( اعلاميا وفكريا وعقديا واجتماعيا ) من منبر سياسي الى منبر سياسي آخر ، وفجأة انفجر الصراع في اليمن لتنتقل كرة حرب الشيعة من الاردن الى اليمن مع تصاعد الحرب ضد الحوثيين في صعدة ، وفي هذه المرحلة ايضا تحدث الاعلام الرسمي اليمني عن مصطلح (( التمدد الشيعي )) على حساب الانحصار السُني !.والحقيقة نحن الان ليس بصدد بحث ماوراء الاكمه الحقيقي في مثل هذه الحرب التي تشنها بالتوالي دول الاعتدال او الاستسلام او التصهين العربي ضد الشيعة والتشيّع ، وكيف ان القوم يلعبون لعبة لتغيير مسارات الفكر العربي من التركيز على قضية العرب الاولى ضد اسرائيل الى قضية تطاحن المذاهب داخل العالم العربي وتغيير بوصلة الحرب من حرب ضد الاحتلال الصهيوني الى حربٍ ضد الهلال الشيعي وتمدده الخطير على العالم السُني ؟!.بل نحن الان نريد رصد حركة الكرة العربية الرسمية وهي تتحرك فقط في مشروعها الذي يحاول استغفال الامة في معركتها مع كل شيئ من الاصلاح وحتى المطالبة بالتغيير الى رصد الفشل السياسي العربي الى العجز المخزي امام الصهاينة ....الخ ،الى التركيز على استرتيجية الحرب الرسمية العربية الجديدة ضد الشيعة ، لنفهم اولا مسار هذه الحرب ولماذا هي تتنقل من قطر الى اخر وبشكل منظم ودقيق ؟.وثانيا : كيف لنا ربط حركة هذه الكرة الاعلامية العربية الرسمية ضد الشيعة ومَن هي الجهة التالية التي ستستلم مهمة اعلان الحرب الجديدة المرتقبة على الشيعة والمتشيعة والاسلام الاصيل بشكل خاص ؟!.نعم بعدما وضعت الحرب اوزارها في اليمن السعيد بين الحكومة اليمنية وبين العدو الوهمي الجديد للعالم العربي الشيعة والتشيّع ، تحركت الكرة في البحرين ، في قضية تصريحات بعض القادة الايرانيين حول جزيرة البحرين التي كانت في يوم من الايام مستعمرة ايرانية ، ودخل على الخط في هذه القضية لنفخ كير الفتنة والقاء مزيد من الحطب ، ملك الاردن وزعيم مصر حسني مبار ، واخيرا ملك المغرب الشقيق العاهل محمد السادس ابن الحسن ليقام مأتم النياحة العربية ضد التشيّع والشيعة وخطر الهلال الشيعي وفارسيته القومية وتمدده اللامعقول على العالم العربي ونواياه الاستعمارية تحت غطاء التشيّع .....!.بعد البحرين تحوّلت الكرة الى المغرب ليعلن العاهل المغربي قطع علاقاته مع ايران الاسلامية بسبب ان شبابا من الشعب المغربي تشيّع في الدنمارك وهولندا وباقي الدول الاوربية ، وبعدها ليعلن الحرب على الشيعه والتشيّع داخل حدود جغرافية المغرب ، وليطارد الشيعة كمجرمي عقيدة وفكر ، ولتغلق مدارس ابنائهم وليوعز للمؤسسة الدينية المغربية بانشاء محاكم تفتيش دينية تبحث في ضمائر الناس عن قربهم او بعدهم من جريمة التشيّع .....، وكل هذا تم تحت مصطلح ( الاختراق الشيعي ) لنسيج المجتمع المغربي المالكي السني !.لم تهدأ عاصفة الحرب المغربية على الشيعة بعد حتى انفجرت حرب مصر ضد الشيعة والتشيع في اوج غليانها في موضوعة مايسمى رسميا مصريا بخلية حزب الله ، لتُنصب المحاكم في مصر وتهدد الرقاب الشيعية بالقطع ، وتعلن الدولة حالة الطوارئ ، وتغلق الحدود امام اي شيعي في هذا العالم عربيا كان او غير عربي ، ويتحدث الاعلام المصري الرسمي عن تكاثر لعراقيين شيعة في مناطق مصرية مثل ستة اكتوبر وغيرها ، يشكلون تهديدا على النسيج الاجتماعي المصري المتماسك جدا ، يصلون صلاة شيعية ويأكلون الخبز العراقي السمين الذي يهدد ثقافة الرغيف والعيش المصري المصاب دوما بفقر الدم والانيمية الحادة ، ووجوب تهجير كل شيعي من مصر حفاظا على النسيج الاجتماعي المصري السُني والقبطي فقط ، مضافا لذالك حملة امنيا وعسكرية واعتقالات ومداهمات وسجون لكل ماهو متعاطف مع التشيّع بين صفوف الشعب المصري من منطلق ماسمي بالحفاظ على الامن المصري القومي من مصطلح (( التبشير الشيعي )) الذي يقوم به حزب الله ومن ورائه ايران ، ومن امامه طابور العراقيين الذين هم حسب ماذكره الاعلامي المصري عمرو اديب في برنامج القاهرة اليوم (( سرية في الحرس الثوري الايراني الذي يستهدف التخطيط لاعمال ارهابية داخل مصر ان تعرضت ايران لحرب اسرائيلية ))!!!.ولم تزل الكرة في الحقيقة اليوم في الارض المصرية مع قضية خلية حزب الله المتهمة باحداث انقلاب ثوري على النظام المصري الشرعي والمحبوب من قبل شعبه وبطل الحرب والسلام وصاحب نهضة يوليو وصانع كل انجازاتها العظيمة .....، مما يدفعنا نحن الشيعة في هذه الارض نسأل سؤال العقلاء الذين ابتلو ببلاء ورضوا بالقضاء واستعدو للقادم بدلا من اللطم والنواح : مَن هو القادم في قائمة دول التصهين العربية ليأخذ الكرة ويحرث النار ويلهب الشارع ويعلن الحرب القادمة على الشيعة والتشيع ؟.هل هي حكومة رام الله في فلسطين ؟.أم هي الصومال بحجة تشييع قراصنة البحر فيها والاعتداء على حكومة شريف الوليدة ؟.أم هي حكومة تونس ؟.أو ربما الجزائر ؟.ولما لاتكون حكومة السودان مع ان زعيمها مطلوب للعدالة الدولية اليوم تحت بند جرائم الحرب، ومع انها ضربت الكرة في حرب التشيع فيما مضى من سالف الازمان ؟.لكن ربما ينتقدنا البعض من المتابعين ب لماذا لم تذكروا حرب المملكة السعودية على الشيعة والتشيّع من ضمن دائرة لعبة الحرب الجديدة في منطقتنا العربية ؟.ولماذا بدأ العدّ الحقيقي من الاردن في مصطلح ( الهلال الشيعي )) بعد سقوط طاغية العراق صدام حسين ، ولم تذكرو مملكة الذبّاحين السعودية صاحبت مصطلح (( الرافضة المشركين )) القديم الجديد اولا ؟.الحقيقة عدم ذكرنا مملكة الدمّ الوهابية في لعبة اخذ الادوار العربية ضد الشيعة والتشيّع في العالم العربي باعتبار ان كل الدول والحكومات العربية التي تقوم باللعبة لها دور ووقت وآلية محددة من خلالها تقوم بدورها ثم تلقي الكرة لغيرها من الحكومات العربية لتدويل اللعبة والحرب والمصطلحات من منطلقات سياسية مصلحية لاغير !.أما مملكة العنف السعودية فهي لم تضع اوزار الحرب ضد الشيعة والتشيّع منذ تأسيسها حتى هذه اللحظة والى ان تنتهي من هذا الوجود حتى يسأُل عن دورها الاني والمؤقت ، فهي مملكة قامت وتأسست ومشت ولم تزل سائرة في طريق تغيير المعادلة في منطقتنا العربية من قضية الصهاينة والاستعمار والتبعية والتخلف أمام الغرب مع العرب الى قضية اهل سنة ورافضة لاغير داخل كيان الامة الاسلامية ، ولهذا من الغبن وضع جميع النظم العربية المستسلمة وحربها ضد الشيعة مع نفس الكفة التي توضع فيها مملكة ال سعود المعتّقة في المشروع ، بل لانجانب الصواب ان قلنا ان المشروع برمته ضد الشيعة والتشيّع هو اساسا مشروع سعودي وهابي بامتياز لم يكن في مامضى يستهوي النظم العربية الفاسدة لخطورته على استقرار نظمهم السياسية ، أما اليوم وبعد ان فقدت هذه النظم السياسية جميع اوراقها الشرعية وبمافيها ورقت ازالة اسرائيل من الوجود وتحرير فلسطين او جزء منها ، تبّدا للنظام السياسي العربي انه لامحالة من دخول نفق الحرب ضد الشيعة والتشيّع للتغطية على فشل وانهيار وضعف وخيانة النظام العربي الرسمي امام شعوبهم التي تحترق غيضا على كل شيئ ، وتسأل الى اين وصلنا في كل شيئ ؟.نعم ربما يكون القادم متوقعا من هنا وهناك بالنسبة للشيعة في هذا العالم ، وربما لم يزل هناك في الجسد الشيعي مكان يستعد لطعنة الخيانة العربية من اجل رفع راية العدل ضد الظلم في هذا الزمان الصهيوني الرديئ ، ولكن ما استقرّ لدى المسلمون الشيعة ومنذ سالف الازمان وبداية فجر الاسلام المحمدي العظيم : ان للشيعة دور في هذه الحياة الاسلامية لاتنازل عنه لو تدمّرت الدنيا على مافيها ، هو الحفاظ على الاسلام ورفع راية العدالة ضد الظلم في هذا العالم وكيفما كان ومن اي جهة قدم !.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha