بقلم الشيخ الدكتور خالد الملا
لا ادري هل كُتب علينا كعراقيين أن نقتل وبجميع أنواع القتل وألوانه أم انه قدر قدره الله وأحصاه في كتاب لا يظل ربي ولا ينسى أم انه غدر الزمان والناس تعاقبا علينا أم ماذا عسانا أن نقول ونحن ننظر إلى قتل العراقيين وفي كل يوم نسمع سقوط عدد من أبناء شعبنا وآخرها ما حدث للعائلة العراقية المنكوبة في محافظة الكوت وهذه المرة على أيدي الأمريكان وقد سبقهاالآلاف من القتلى، فتارة يقتل العراقيون بسلاح المتطرفين التكفيريين الذين لا يفرقون بين الفاعل والمفعول وبين الحجر والبيض وبين الحق والباطل، فساح كل واحد منهم يتحرك في الآفاق و قرى العراق ومدنه فاتين مشرعين مفسرين بما لم ينزل الله به سلطانا. وتارة يقتل العراقيون على أيدي الأجانب الأمريكان وغيرهم الذين جاؤ إلى العراق زاعمين أنهم محررون وإذا بهم يقتلون ويقتلون ويقتلون دون رادع يردعهم ودون قانون قوي جريء يسن ليوقفهم .صحيح سمعنا الكثير عن اجراءت الحكومة فيما يخص شركة بلاك ووتر والتي قتلت الأبرياء في ساحة النسور في بغداد ولكننا نريد اليوم أن يعرض هؤلاء القتلة وغيرهم الذين يتعمدون قتل العراقيين فما ذنب هذه العائلة حتى يقتل الأب والأم ويبقى أطفالهم أيتاما محزونين مشردين حيث لا أب لهم ولا أم كفانا قتلا كفانا ذبحا نريد أن نعيش كما يعيش الناس.أقول لكم بعد سقوط النظام بأسبوعين زارني أحد الصحفيين الأجانب إلى دارنا في البصرة، وكان من إحدى الوكالات البريطانية الإخبارية فسألني ماذا تتمنى في وضعكم الجديد؟ فصمت برهة من الزمن لأستحضر جوابا شافيا وافيا وأنا أرى انهيار كل شيء في البلاد، فقلت له أتمنى الكثير وأتمنى أن لا أرى قطعة سلاح بيد أحد من الناس وطبعا هذا لا يعني أننا نتقاعس عن الجهاد في سيبل الله وتحرير الأرض المغتصبة ولكن هذه عبر آليات شرعية وعسكرية متخصصة فسألني متعجبا ولماذا لا تتمنى أن ترى قطعة سلاح؟ قلت له نحن في العراق أكثر من خمس وعشرين عاما (وهذا معناه ربع قرن ) ونحن نقاتل ونقاتل ونقاتل، ونقتل حروب ودمار، رصاصة وقذيفة ،وصاروخ ودبابة مدفع وطائرة هذه هي الثقافة التي اعتدناها وفرضت علينا فمتى نقفعند ثقافة العيش وثقافة السلام والبناء والتطور والحفاظ على الحضارة وبناء شبكات المجاري وارتفاع ناطحات السحاب فقلت له حتى الأطفال بدئوا يشترون ألعابا يلعبون بها كالدبابةِ والمسدس والرشاش وليت هذه الثقافة حققت لنا منجزا عسكريا واحدا نحن العرب المسلمين لنفخر به فنحن إلى اليوم نتحدث عن الأمل المفقود أو الحلم المفقود يعني عن الأندلس الضائعة وراجعوا ما كتبه الدكتور طارق السيويدان في كتابه عن الأندلس حتى تبكوا دما قبل الدموع كيف ضاعت الأندلس ومن أضاعها !!!ولازلنا إلى اليوم نتحدث عن فلسطين المغتصبة وحق العودة ونتحدث عن بلاد أخرى من العرب محتلة ولكن هل استطعنا أن نحقق شيئا من هذه الأمنيات المفقودة!!! أم فقط نخوض المعارك ليقتل الأبرياء بها والله لقد شبعنا قتلا وموتا وذبحا نريد أن نعيش وأنا أسألكم الآن أيها العراقيون لو أننا بحق وصدق نية بدأنا بناءا حقيقيا لبلدنا بعد السقوط مباشرة وبعد هذا التغير لأصبحنا بعد ست سنوات من أفضل بلدان المنطقة ولكن هكذا أراد أعداء العراق أن يكون العراقيون أمواتا غير أحياء فمن يدافع عن العراقيين ومن يطالب بدمائهم من يصرخ بوجه الدنيا ليقول أوقفوا قتل العراقيين نعم أحسست ببعض الأمل وأنا أقرا تصريحا لرئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي وهو يطالب اليوم بتسليم المسئولين عن مقتل هذه العائلة المنكوبة وسمعنا تصريحا آخر لوزير الدفاع كأنه يلمح لبعض المقصرين من الضباط في الجيش العراقي وما ضاع حق ورائه مطالب هكذا نريدها صرخة مدوية بوجه أي إنسان يجرؤا على قتل العراقيين ولابد أن يحاكم القتلة الأمريكان وبالقضاء العراقي الذي شرعه العراقيون بدماء صبرهم وجهادهم وهم يؤسسون لدولة القانون وليكونوا عبرة لغيرهم وبهذه الطريقة الجدية في معالجة الأمور سوف نرجع كرامة العراقيين أعجب كثيرا حينما أسمع برجل يحمل جنسية أجنبية يصاب بالأذى تقوم الدنيا له ولا تقعد فمتى ستقوم الدنيا لنا ومتى ننزل من التل عاملين لتحقيق مصالح بلدنا فحين يعاقب هؤلاء وبمسافة واحدة مع المتطرفين التكفيريين يشعر العراقي ساعتها بالأمن والأمان فالعدل أساس الملك وعنوان النجاح بالسياسة والإدارة وإذا عدل الحاكم في أهله ورعيته استراح وراح وأطمئن وآمن ومن فعل هذا حظي برضوان الله وحقق الخير لنفسه وغيره ونصر الحق وأبطل الباطل فالعدل في الإسلام قوام الأمر وأساسه ومنهجه وطريقه وأصله الذي قام عليه القضاء والعدل قال تعالى ( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ).
الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
كتبت بتاريخ الاثنين، 03 جمادى الأولى، 1430،27 نيسان، 2009
https://telegram.me/buratha