بقلم ولاء الصفار
لا اعرف من اين ابتدء، هل ابتدء من النهاية التي اصبحت خافية المعالم ام من البداية التي بددت امال وطموحات الفرد العراقي الذي كان متفائلا بمستقبله المشرق بعد ان رائ بأم عينيه سقوط طاغوت بغداد ونظامه الاجرامي واحس بان المستقبل قد فتح ذراعيه ليضمه الى صدره ويغدقه من حنانه الذي فقده طيلة العقود الماضية وها هو قد عاد ليعوضه الدفئ والحنان والطمأنينة بعيدا عن حياة الرعب والقتل وسفك الدماء.
الا انه سرعان ما تلاشى ذلك الحلم السعيد وعاد الرعب ليدق ناقوس الخطر من جديد ليفيقه من الحلم الذي عاشه لحظات معدوده ولعل الصوره اعلاه التي تجسد حال طفلة تقتات لاهل بيتها وتثابر على اداء واجباتها المدرسية باتت مصداقا لذلك كونها تذكرنا بالماضي القريب ابان العهد الصدامي البائد ولااعرف اين ذهبت شعارات ووعود الكتل السياسية التي اخدشت مسامعنا من كثرة طموحاتها وتطلعاتها ومخططاتها التنموية ولاادري هل انها كانت وسيلة من وسائل الوصول الى سدة الحكم .
وهل ياترى ان كرسي البرلمان قد وضع الغشاوة على بصيرة بعض اخواننا البرلمانيون امام تلك الارقام المهولة لاعداد الشهداء والارامل والايتام والمتسولين والفقراء في العراق الجديد ، ام انه قد حجب عن مسامعهم انين الايتام وصراخ الثكالى واهات الارامل، ام قد ماتت ضمائرهم وقست قلوبهم التي اصبحت لاتحركها تلك المشاهد المؤلمة التي يهتز لها عرش الله .
ولكي لا اطيل على القارئ الكريم اود ان اضع بين يديه بعض الاحصائيات التي ربما يستفاد منها في رسم مستقبل العراق، حيث اشارت مصادر احصائية متخصصة بان عدد العراقيين في دول المهجر قد جاوز مليونا عراقي في حين اشار المجلس العراقي للسلم والتضامن إن خمس منظمات دولية رشحت العراق لتصدر نسبة الأرامل والأيتام في العالم اذ بلغ عدد الايتام 5 ملايين يتيما من سكان العراق وعدد الارامل اكثر من مليون امراءة من مجموع 8,5 مليون امرأة في العراق تترواح اعمارهن بين الخامسة عشرة والثمانين من العمر .
https://telegram.me/buratha