المقالات

الوضع الامني على المحك


صباح حسين

لا يخفي المواطنون العراقيون قلقهم وخشيتهم من عودة العنف الى البلاد بعد اشهر طويلة من الهدوء الحذر .عودة التفجيرات الدامية من جديد من الواضح ان اطرافا واجندات خارجية تحاول ان تظهر امام الامريكيين بمظهر الممسك باطراف الخيوط للعبة في بغداد فالقوات الامريكية وان كانت قد ابدت عزمها على المغادرة من العراق وباسرع وقت الا ان التقارير والتصريحات التي صدرت عن بعض كبار القادة العسكريين الامريكيين اكدت عكس هذا الكلام ,حيث صرح كل الجنرال واوديرنو الذي يعد اعلى قائد عسكري امريكي في العراق بان هناك محافظات مضطربة في العراق سيتم استثنائها من خطة الانسجاب وستحتفظ الولايات المتحدة بقوات عسكرية كبيرة فيها .

توجد هناك في الواقع العديد من الاطراف التي توجه اليها اصابع الاتهام بوقوفها خلف هذه التفجيرات ابرزها تنظيم القاعدة وحلفائه من البعثيين وبعض الرموز التي عرف عنها ارتباطها باجهزة الاستخبارات في دول الجوار وتعاونها معها لتحقيق اهدافها داخل العراق واستخدامها كورقة مساومة من اجل الضغط على الامريكيين للتفاوض معهم وعدم تهديدها وهذه الاطراف تعمل على تنفيذ ما تطلبه اجهزة الاستخبارات في تلك الدول وبالحرف وخشيتها من انتقام هذه الاجهزة في حالة عصيانها والخروج على اوامرها وطاعتها .التفجيرات الارهابية كشفت ايضا هشاشة الوضع الامني الذي يبدو اشبه بقشرة واهية اكثر منها حقيقية وان هناك وقتا طويلا قبل ان يتمكن العراقيون من تحقيق الاستقرار والوصول اليه بالرغم من الامكانات المالية والبشرية الكبيرة التي تحشدها الحكومة في هذا المجال ,حيث بلغ عدد القوات الامنية العراقية قرابة 600 الف جندي منتشرين في مختلف انحاء العراق وخاصة الساخنة ,

لكن هذا الانتشار الامني الكثيف والموسع لم يسهم في الواقع في ترسيخ الامن والاستقرار في البلاد لاسباب عديدة ابرزها التدخل الخارجي في الازمة العراقية الذي اصبح مكشوفا وواقع حال وهذه الجهات المخترقة للوضع العراقي الداخلي تتعامل مع الوضع الامني من خلال اجندتها الخاصة ومصلحتها ,حيث تلجا الى التصعيد والى اثارة الاضطرابات في توقيتات معلومة ومحددة من اجل ايصال رسالة الى الامريكيين والحكومة العراقية بانها ما زالت تعد لاعبا رئيسيا على الساحة العراقية وان الامريكيين اذا ارادوا الخروج سالمين من العراق باقل قدر ممكن من الخسائر واعادة ترتيب الاوضاع في داخل العراق بما ينسجم مع مصالحها .هشاشة الوضع الامني تجعله في الوقت نفسه قابلا للاختراق في اية لحظة والتدابير الامنية التي تقوم بها الاجهزة الامنية لم تعد فاعلة او قادرة على حماية المواطنين وارواحهم او منع عودة العنف الى العراق من جديد .

الحكومة من جهتها لن تبذل اية جهود جادة لحماية ارواح المواطنين ,حيث ستكتفي باصدار البيانات وادانة الهجمات وتقديم الوعود بان هذه الهجمات لن تتكرر في المستقبل وهي وعود لن تساوي قيمتها لدى رجل الشارع العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك