جميل الحسن
اعلنت وزارة الدفاع العراقية التي يديرها عدد لا باس به من البعثيين انها قد اكملت اصلاح اكثر من الف عجلة همر امريكية تم شراؤها من الجانب الامريكي بسعر الف وخمسمائة دولار للعربة الواحدة وهذه العربات عاطلة وتم اصلاح كل واحدة منها بمبلغ يصل الى قرابة الثلاثين الف دولار كما اعلن عن ذلك الضابط المهندس المسؤول عن عملية اعادة صيانة وتاهيل هذه العجلات الامريكية المستهلكة والتي من الواضح ان هناك رائحة فساد تحوم حول هذه الصفقة فكلفة تصليح هذه العجلات تفوق بكثير كلفة شراء عربات جديدة منها والتي لن يتجاوز سعرها الخمسة عشر الف دولا في اقل التقادير
وبالتالي فان ميزانية الدولة قد تكبدت خسائر جسيمة نتيجة لهذه الصفقة التي لا يعرف اي احد بالضبط من هي الجهة التي تقف وراءها او وافقت على ابرام هذه الصفقة والتي كان من الممكن شراء هذه العجلات بسعر اقل يغطي تكاليف الصيانة,خاصة وان الجانب الامريكي كان راغبا في بيع هذه العجلات المستهلكة والعاطلة عن العمل بدرجة كبيرة وباسعار تقل كثيرا عن الاسعار المعلنة ولماذا لم تفكر الجهات المعنية والمسؤولة في وزارة الدفاع عن هذه الصفقة بطريقة اخرى تضمن الحصول على عربات احدث وبكلفة اقل وهي موجودة ومتوفرة .هناك في الواقع فساد اداري كبير في وزارة الدفاع يعود الى عهد الوزير السابق حازم الشعلان الذي اختلس مبلغ مليار دولار من خزينة الوزارة تحت مزاعم شراء اسلحة لحساب الجيش العراقي والتي اتضح فيما بعد انها اسلحة تالفة وفاسدة ولم تعادل باي حال من الاحوال الثمن الحقيقي لشراءها .
وبالرغم من رصد الحكومة لمبالغ مالية ضخمة لشراء معدات واسلحة متطورة لحساب الجيش العراقي الا ان حجم الفساد المستشري في الوزارة ما زال يهدد اي صفقة جادة لشراء الاسلحة لحساب الجيش العراقي الذي يبدوا بامس الحاجة الى الاسلحة والعربات المصفحة من اجل القيام بواجبه امام الاستحقاقات الاساسية المطلوبة منه والتهيؤ لمسك زمام الملف الامني في البلاد بعد مغادرة القوات الامريكية للبلاد .
وهذا الفساد المستشري سيجعل من الصعوبة تمرير اية صفقة لشراء الاسلحة طالما ان هناك العديد من الرموز والشخصيات الفاسدة في الوزارة تحاول قطع الطريق ونهب الاموال وشراء اسلحة تالفة او اقل جودة من الاسلحة الاصلية المعلن عنها وهي عملية تجري بصمت من قبل المسؤولين في الوزارة والحكومة والذين يتعاملون مع هذه القضية رغم خطورتها بصمت من دون ان تكون هناك لجان رقابية تتولى الاشراف على هذه الصفقات ومتابعتها ولقطع الطريق امام اي تلاعب قد تقوم به هذه العناصر الفاسدة التي ترغب في ان يبقى الجيش العراقي ضعيفا وعاجزا عن مواجهة العصابات الارهابية والتصدي لها وحماية العراقيين من اخطارها وهي مهمة تحتاج الى معدات وتجهيزات قتالية متطورة يبدوا ان هذه العناص الفاسدة لا ترغب في حصول الجيش العراقي عليها .
https://telegram.me/buratha