المقالات

الهمر والفساد الاداري

1098 12:39:00 2009-04-27

جميل الحسن

اعلنت وزارة الدفاع العراقية التي يديرها عدد لا باس به من البعثيين انها قد اكملت اصلاح اكثر من الف عجلة همر امريكية تم شراؤها من الجانب الامريكي بسعر الف وخمسمائة دولار للعربة الواحدة وهذه العربات عاطلة وتم اصلاح كل واحدة منها بمبلغ يصل الى قرابة الثلاثين الف دولار كما اعلن عن ذلك الضابط المهندس المسؤول عن عملية اعادة صيانة وتاهيل هذه العجلات الامريكية المستهلكة والتي من الواضح ان هناك رائحة فساد تحوم حول هذه الصفقة فكلفة تصليح هذه العجلات تفوق بكثير كلفة شراء عربات جديدة منها والتي لن يتجاوز سعرها الخمسة عشر الف دولا في اقل التقادير

وبالتالي فان ميزانية الدولة قد تكبدت خسائر جسيمة نتيجة لهذه الصفقة التي لا يعرف اي احد بالضبط من هي الجهة التي تقف وراءها او وافقت على ابرام هذه الصفقة والتي كان من الممكن شراء هذه العجلات بسعر اقل يغطي تكاليف الصيانة,خاصة وان الجانب الامريكي كان راغبا في بيع هذه العجلات المستهلكة والعاطلة عن العمل بدرجة كبيرة وباسعار تقل كثيرا عن الاسعار المعلنة ولماذا لم تفكر الجهات المعنية والمسؤولة في وزارة الدفاع عن هذه الصفقة بطريقة اخرى تضمن الحصول على عربات احدث وبكلفة اقل وهي موجودة ومتوفرة .هناك في الواقع فساد اداري كبير في وزارة الدفاع يعود الى عهد الوزير السابق حازم الشعلان الذي اختلس مبلغ مليار دولار من خزينة الوزارة تحت مزاعم شراء اسلحة لحساب الجيش العراقي والتي اتضح فيما بعد انها اسلحة تالفة وفاسدة ولم تعادل باي حال من الاحوال الثمن الحقيقي لشراءها .

وبالرغم من رصد الحكومة لمبالغ مالية ضخمة لشراء معدات واسلحة متطورة لحساب الجيش العراقي الا ان حجم الفساد المستشري في الوزارة ما زال يهدد اي صفقة جادة لشراء الاسلحة لحساب الجيش العراقي الذي يبدوا بامس الحاجة الى الاسلحة والعربات المصفحة من اجل القيام بواجبه امام الاستحقاقات الاساسية المطلوبة منه والتهيؤ لمسك زمام الملف الامني في البلاد بعد مغادرة القوات الامريكية للبلاد .

وهذا الفساد المستشري سيجعل من الصعوبة تمرير اية صفقة لشراء الاسلحة طالما ان هناك العديد من الرموز والشخصيات الفاسدة في الوزارة تحاول قطع الطريق ونهب الاموال وشراء اسلحة تالفة او اقل جودة من الاسلحة الاصلية المعلن عنها وهي عملية تجري بصمت من قبل المسؤولين في الوزارة والحكومة والذين يتعاملون مع هذه القضية رغم خطورتها بصمت من دون ان تكون هناك لجان رقابية تتولى الاشراف على هذه الصفقات ومتابعتها ولقطع الطريق امام اي تلاعب قد تقوم به هذه العناصر الفاسدة التي ترغب في ان يبقى الجيش العراقي ضعيفا وعاجزا عن مواجهة العصابات الارهابية والتصدي لها وحماية العراقيين من اخطارها وهي مهمة تحتاج الى معدات وتجهيزات قتالية متطورة يبدوا ان هذه العناص الفاسدة لا ترغب في حصول الجيش العراقي عليها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك