محمد الكعبي مقدم برنامج خواطر ليل
كان وما زال العمل الاعلامي يفتقر الى المهنية التي أدت به الى التراجع والتدهور في الوسط العراقي، خصوصا بعد سقوط اللانظام الذي كان يعتمد على المقص في أعماله، ولم ينجو من هذا المقص ايا كان، اليوم وللأسف وبعد المتنفس الذي عاشه العراق، يحاول البعض العودة إلى ذلك المقص وجلبه المقصلة الى أروقة العمل الابداعي لقطع الرؤوس وتكميم الافواه وخنق الاصوات، وقتل الطاقات، التي من شأنها ان تفكر وتنتج وتبدع، لتعطي أكلها، فيزهر العراق ويبنى الوطن.
وها نحن اليوم أمام بعض التصرفات الفردية التي لاتمت بصلة الى العمل المهني النقدي كان او غيره ممن يصب في مصلحة التسويق الجمعي لخلق حالة من التكامل المتكافل للمجتمع ككل، إذ ما زال يعتمد على الآراء الشخصية والانطباع الفردي والدس فيما يذهب البعض في كتاباتهم لمقالاتهم، لنجد وتحت عنوان (اذاعة كربلاء تسدد الثمن لامريكا) لكاتب المقال تحت اسم جاسم محمد خلف، وقد كان الاخير غير مراعيا للعمل المهني في النقد الاذاعي، إذ لم يكن إلا سلفيا في التفكير، ومتهورا مندفعا بشكل واضح جدا نحو بؤرة شخصية لامحل لها من الاعراب في سماء القراءة النقدية الواضحة، انه يستصرخ من اشياء لاوجود لها على سطح الواقع، ولاتمت للحقيقة بصلة، وهذا ان لم يتخذ بحقه أي اجراء ثقافي ولمن تسول له نفسه غير هذا، سيعود الامر وبالا علينا، إذ سيدخل كل من هب ودب، ليدلو بدلو مثقوب، فتضيع علينا الحقيقة وتغيب عنا الامانة، ويختفي الصدق ويرحل الابداع الى غير رجعة،
نحن اليوم بأمس الحاجة الى الشفافية وقبول الرأي الآخر، فهذا ما أخذت الحكومة على عاتقها من تطبيقه والإلتزام به، نحن اليوم لسنا ببعيدين عن ايام القتل لأجل حلق اللحية او بحجة سماع شريط غنائي، ألا يكفينا دم! قادتنا السياسيون ومراجعنا في الدين، أخذوا على عاتقهم ان يكون العراق حاويا للآراء بمختلف أصواتها، وألوانها، وطبيعتها، وما أجمل قول الشاعر الفرنسي قولتير( انا لاأؤمن بكل ما تريد ان تقول ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في ان تقول ما تريد) علينا ان ندع الاخر يدلو برأيه، وان كان ثمة مخالفة، علينا ان نخالف وفق الضوابط التي لاتسيء إلى الاخر بل تقومه، ان الاسلام دين تقويم، ودين مسامحة وحب وتسامح وتعايش، لاتعسفي كما يحاول اعداء الاسلام وصفه لنا، لذا اقول لمن كتب مقاله الآنف الذكر، عليك ان لاتقتل الناس بكلامك، فهذا مضيعة للوقت، كان الاولى بك تعلم أبجديات الثقافة والكلام.
https://telegram.me/buratha