جميل الحسن
كثيرة هي الخروقات الامنية التي تشهدها هذه الايام العاصمة بغداد وارتفاع اعداد الضحايا الذين باتوا مجرد رقم عابر في مسلسل لا مبالاة الحكومة واجهزتها الامنية التي تكتفي باصدار بيانات تعتذر فيها للمواطنين وتعد فيها ايضا بعدم تكرار وقوع مثل هذه الخروقات في المستقبل ,لكن من يشاهد منظر الجنود في نقاط السيطرات والتفتيش سيكون متأكدا مائة في المائة بان الخروقات ستتكرر وسيسقط المزيد من الضحايا الذين سيقتلهم الاهمال الحكومي ولا مبالاة الاجهزة الامنية التي لا تملك رؤية واستراتيجية امنية واضحة في مواجهة الارهاب والقضاء على اخر ارهابي في العراق فاجهزة وزارة الداخلية ما زالت غير مهيئة وتنخرها الخلافات والانقسامات الحزبية التي انعكست على اداءها وعملها فالوزير يملك حزبا خاصا به وكبار الضباط في الوزارة يحرصون على الانتماء لهذا الحزب من اجل التقرب من الوزير والاحتفاظ بكراسي المناصب العالية في الوزارة بينما نجد ان رئيس الوزراء ينتمي الى حزب اخر وهو له رؤيته الامنية الخاصة .
من المؤكد ان هناك انقسام وتقاطع واضح بين الاثنين كما ان عدة اجهزة امنية اخرى تعمل بشكل مستقل عن باقي الوزارات الاخرى وان جهازا استخباريا كبيرا مثل جهاز المخابرات الوطني لا يعرف اي احد في الحكومة لصالح من يعمل فرئيس الحكومة يشكو من ان هذا الجهاز غير تابع للدولة وهو يخضع لا شراف امريكي مباشر عليه ومهمته هي مراقبة الايرانيين في العراق اما الارهاب وكشف الخلايا الارهابية فهي امر اخر والحال ايضا ينطبق على وزارة الامن الوطني التي تعمل بشكل يتقاطع مع عمل جهاز المخابرات .
هذا التقاطع الحاد والخلافات الواضحة وتعدد عمل الاجهزة ومرجعياتها امر تستفيد منه العناصر الارهابية التي تتغذى على الارهاب وتحاول استغلال الثغرات الامنية الواضحة والموجودة للنفاذ والتسلل وتنفيذ اعمالها الارهابية وايقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا الابرياء كان اخرهم زوار ضريح الامام موسى الكاظم (ع) الذي بات نقطة جذب قوية للعصابات الارهابية التي اقدمت وخلال اقل من شهرين على تنفيذ اربعة اعمال ارهابية في هذا المكان الذي يزدحم بعشرات الالاف من الزوار يوميا بضمنهم عدد كبير من الزوار الاجانب .
هذا الاسترخاء الامني والنشوة والغرور الذي بات ظاهرة ملتصفة باداء الاجهزة الامنية التي لم تعد تشعر بالخجل امام تقصيرها ولم يعد اي مسؤول امني واحد على الاقل يفكر بتقديم استقالته وتحمل مسؤولياته امام الضحايا وذويهم .بالامس وفي كوريا الجنوبية بالذات قدم وزير الداخلية استقالته لمجرد ان شرطي تابع له اهان مواطنا واساء معاملته بينما عندنا يذبخ المواطنون بالمئات ولا يفكر مسؤول واحد في الحكومة بتقديم استقالته او يعتذر علنا لهم .
https://telegram.me/buratha