محمد حسن الوائلي
يبدو ان صديقي العزيز الذي بات بنعم بالحرية بعد زوال نظام صدام، حيث لم يعد هناك من يحسب عليه خطواته وانفاسه ويتعقبه حين يذهب الى المسجد، او حين يشارك في مراسيم عاشوراء او يذهب لزيارة المراقد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء، اصيب بصدمة عنيفة لاتقارن بصدمات اخرى سابقة كانت تسببها له حالات وظواهر اجتماعية سلبية، من قبيل ميوعة الشبان والفتيان في المدارس والجامعات، والازياء غير المحتشمة، والاستخدامات السيئة للهواتف المحمولة وشبكة الانترنت، والاختلاط الفاضح في الحدائق والاسواق والمتنزهات.
صديقي العزيز هاله ان يكتشف ان اعداد محال بيع وتناول المشروبات الكحولية فاق في بعض مناطق العاصمة بغداد ما كان موجودا في عهد النظام السابق، وهاله ان كل من يريد ان يتاجر بتلك المشروبات فبأمكانه القيام بذلك، حالها حال اية سلعة اخرى، فمثلما يضع المشروبات الغازية وقناني المياه المعدنية في اجهزة التبريد فأنه يمكن ان يضع المشروبات الكحولية الى جانبها دون ان يخشى من المسائلة او المحاسبة من اية جهة كانت.
وصديقي العزيز هاله ان يكتشف ان هناك مطاعم وصالات باتت تفتح ابوابها حتى الفجر، حيث الرقص والغناء وما ورائهما. وهاله اكثر ان يسمع ان ظاهرة مثليي الجنس الموجودة في المجتمعات الغربية وصلت الينا، مع ظواهر اخرى جلبتها رياح الديمقراطية والحرية غير المنظبطة ولا الموجهة ولا المقننة.؟.قال لي صديقي بعد ان عرض علي اسباب صدمته.. مبروك علينا جميعا هذا الانحلال...بعد التحرير والاحتلال .. والى مزيد من الانحلال ومزيد من الديمقراطية والحرية!
https://telegram.me/buratha