المقالات

متى تنتهي سُنة بريمر


محمد مهدي الخفاجي

ابان تحرير العراق وضع بريمر حلاً لتقسيم السلطة المؤقتة لحين تأهيل الوضع العام في العراق لأجراء الانتخابات فأعطى نسبة تمثل كل قومية أو طائفة تُقسم بينهم المناصب لتكون القيادة مشتركة في تلك المرحلة وهو حل لا غبار عليه طالما ان المرحلة انتقالية والتغيير كبير وشمل كل مفاصل الدولة .

لكن بعد ان اُجريت الانتخابات وبعد ان استتب الوضع واستقرت العملية السياسية نرى ان هذه المحاصصة تتجذر وتنتشر ويشتد عودها ولا تقتصر على القيادات والرآسات وحسب بل بدأت تصل الى اصغر تكوين من تكوينات الدولة العراقية الحالية بل حتى وصلت الى اصغر دائرة حكومية فاصبحت تتبع حزب او تيار او كيان ولا يجوز لأحد تنصيب مدير لها او معاون او أي مسؤول فيها من غير المنتمين للحزب او الطائفة او التكتل الذي حُجزت له بحسب حصته .

ما يحيرني هنا لو كان شخصاً مستقلاً أو ينتمي الى حزب او قومية او طائفة ممن ليس له حصة في المكان الفلاني او الوزارة او الدائرة الفلانية بحسب التقسيمات التي من المفترض ان تكون انتقالية ووليدة مرحلة وانتهت بأنتهاء الفترة الانتقالية تلك أي قبل خمس سنوات فأين سيكون هذا المعني في ظل هذا التقسيم حتى لو كان هو الاكفأ وهل التصريحات التي ما انفك المسؤولون العراقيون يلقوها على مسامعنا برفضهم المحاصصة ومحاربتهم اياها وان الكفاءة هي المعيار ولما الاستمرار في سن سنة سيئة كانت من متطلبات مرحلة انتقالية لا مناص منها وقد اصبحت من العهد الماضي الذي اكل الدهر عليه وشرب .

لا اجد ُ حلاً لهذه الاحجية سوى ان كل من تبوء منصب أو اعتلى وزارة أو دائرة حكومية لا يجد سبيل غير المحاصصة يبرر بقائه في مكانه الحالي والا لكان هذا المنصب من حق غيره الذي هو اكفأ منه من المستقلين او من حزب اخر غير مشمول بالحصة تلك فيضطر الى تبرير المحاصصة ويعمل جاهداً على استمرارها ويجعل منها نهج فهي سر بقائه والا ستنتفي الحاجة له ومن هم على شاكلته وكلنا نعرف أن المُلك عقيم .

لنعيد شريط ذاكرتنا الان ونعدد من هم يعتلون المناصب الان من اعلى الهرم وحتى اصغر دائرة حكومية في محافظة او قضاء او حتى ناحية صغيرة فلولا المحاصصة هل سيكون لهم ما هم عليه الان ؟؟؟؟ ماذا عساني ان اقول سوى المباركة لهم ولمحاصصتهم ولا عزاء للمستقلين او من لم تشملهم المحاصصة بحسب انتمائهم وقوميتهم وطائفتهم ورحم الله كل حق واستحقاق في بلد المحاصصة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك