جواد الصالح
يبدو ان الموت لايرغب بمغادرة الارض التي اعتاد على جني الموتى فيها وان للموت مواسم واشهر يحط فيها وله اناس يعملون على رسم خارطة له قبل ان يسلك تلك الطرق المرسومة بحذر بالغ ومخخط له بدقة وتركيز عاليين حتى يصل الى اكبر عدد ممكن من الذين شاءت نوازع الشر التي يمتلكها ارباب الموت ان يقعوا في حفلة الدماء التي اتصور مصاصيها يرقصون على جثث الموتى المقطعة يتمايلون طربا واياديهم وافواههم ملطخة بالون الاحمر.. الذي يسر ناظري من لادين لهم ولاانتماء لهم ولاانسانية لهم..
فهم لايستطيعون العيش دون الولوغ بدم العراقيين لان فيه طعم خاص فيه شفاء لنفوسهم المريضة متى ماشتهت تلك الانفس الامارة بالسوء وبالرذيلة وبالجريمة ان ترتشف كؤسا من تلك الدماء الطاهرة في حفلات الموت الاحمر في مواسم الصيهود البعثي النيساني من كل عام او في مواسم العشق الالهي وهي متوجهة الى بارئها في صلوات او عبادة او ترتيل دعاء... فالموتى فيها احياء.... قال المفتي الاعور صاحب الوجه النتن من فرط لعق الشياطين وتقبيلهم له اصبح وجهه قيحا صدئا وهو يصوغ فتواه الشيطانية وسط رفاقه من شياطين الانس والجن حتى يرضى عنهم مولاهم حين يأتوه مساء وهو يلهو مع الغلمان والجواري بعد ان خلع كوفيته وعقاله جانبا وتعرى من ثياب الكرامة ووخز الضمير وتنكر لكل مروء نادت بها شعاراتهم المتهرئة قديما من اجل المضي بنفس الدور عبر سلالة الحكم المتوارثة التي رضع منها الحكام والملوك حليب الغدر والمؤامرة وحفظوا عن ظهر قلب توصيات السابقين من السلف الطالح من اباءهم واجدادهم الذين تلقفوها تلقف الكرة لانها دكة الحكم ايها الرفاق يقولها احدهم بفم اعوج لانه كان اعوج من منطقة عوجاء ...
ولابد لهذا الموت من مريدين هم فريق آلى على نفسه الا ان يستشهد على يد اظلم خلقه واحقرهم واكثرهم كرها للانسانية جمعاء وبلا منازع وابوا الا ان يموتوا بفتاوى شيطانية تحرق الاخضر والندي والاجمل والانقى من وجوه عليها اثار اطهر تراب الارض وعليها اثار دموع الحب والولاء في موطن يحتضن اكثر عباد الله اخلاصا لربهم من انبياءه واحباءه واوداءه فطوبى للموتى فيه وجنات نعيم قرب افانين العرش تظللهم... والنار مثوى المتكبرين والمتجبرين وعشاق الاعواد الفانية فهم يحتفلون اليوم بدنياهم الفانية والشهداء يحتفلون غدا بأخراهم الباقية في مقعد صدق عند مليك مقتدر... والسلام على اتباع الحق ومريديه ...
اليوم: الجمعة قبل صلاتها ... المكان: الكاظمية المقدسة... الوطن: العراق... عدد الشهداء (ستون)... والجرحى (مئة)... واخر دموعنا ان الحمد لله رب العراقيين
https://telegram.me/buratha