حميد الشاكر
هل هناك علاقة ما بين خطاب الرئيس الايراني في مؤتمر ديربان 2 ضد العنصرية الصهيونية ، وبين تفجيرات الانتحاريين هذه الايام في العراق ، ومنها اخيرا تفجيري المقدادية والكاظمية الذين استهدفا بصورة مباشرة الزوار الايرانيين الشيعة ؟.وما تلك العلاقة التي تربط بين تنظيم القاعدة الوهابي الفكر والنشأة ، وبين خطاب الرئيس نجاد ضد الصهيونية والعنصرية الاسرائيلية وما اثارته هذه الانتقادات الايرانية من عاصفة غضب اوربية ومن ثم رعب صهيوني واضح ؟.بمعنى كيف لنا ربط الحركة الارهابية لتنظيم القاعدة في العراق وبين الانتقام الصهيوني من ايران نجاد على الارض العراقية ولكن بايدي سعودية وهابية ارهابية ؟.الحقيقة لاريب ان هناك علاقة مباشرة ووثيقة بين خطاب نجاد ضد الصهيونية في ديربان 2 ، وبين هذه التفجيرات الارهابية في العراق اليوم التي استهدفت بشكل مباشر الزوّار الايرانيين في العراق ، ووجه العلاقة لايغيب عن اي لبيب سياسي يقرأ الاحداث بترابطية وسببية منطقية معقولة ، فتنظيم الارهاب القاعدي الوهابي لاريب ان ادبياته الدينية ترى : ان الخطر الشيعي الاسلامي هو اكبر بكثير على وجودها السلفي الديني المنحرف من الوجود الصهيوني المحتلّ للارض الاسلامية والعربية ، ويبدو ان هذه الادبيات اليوم للتنظيمات السلفية الوهابية هي من الوضوح بحيث ان قادة السلفية الوهابية في العالم لايخفون هذا الشيئ على الاطلاق !.وكذالك ما عرف عن التحالف البعثي الصدامي في العراق مع تنظيم القاعدة الوهابي هو الاخر لايخفي موضوعة ان هناك خطر ازلي على الطائفة البعثية الصدامية هو التمدد الشيعي الايراني والعراقي واللبناني والمتمثل حسب مصطلحات السياسية العربية ب( الهلال الشيعي ) وهناك خطر يعتقد الصداميون انه مؤقت وزائل والمتمثل بالخطر الصهيوني المحتل والوجود الامريكي العابر على الارض العراقية !.فكلا هذين التوجهين الارهابيين في العراق تظهر ادبياتهم السياسية والدينية ان العداء الحقيقي مع التشيع الاسلامي هو عداء اصيل يسمح في كثير من الاوقات اقامة حتى العلاقات مع الصهاينة في سبيل دفع العدو الحقيقي المتمثل بالتشيع الاسلامي الثوري في العالم اليوم ، اضف الى ذالك ان استذكرنا الادبيات العربية الجديدة في مصر والاردن والسعودية والمغرب ... وغير ذالك من اشاعة فكرة ( تغيير العدو ) في المنطقة لتتحول معركة الامة من المعركة مع العدو الصهيوني المحتل للارض العربية الى العداء مع النفوذ الايراني الجديد ...، كل هذا سيخلق لاي متتبع دائرة وحلقة سؤال : هل من الممكن ان تكون هناك علاقات مصالح متبادلة بين الصهيونية العالمية وتنظيم القاعدة الوهابي في العراق .؟.ستجد ان الجواب على هذا السؤال وغيره هو : نعم !.
نعم العمليات الارهابية القاعدية الاخيرة في المقدادية وكذا في الكاظمية التي استهدفت الزوّار الايرانيين الشيعة في العراق ، معروفة السمات التي تقف خلفها ، وان القاعدة هي التي تتبنى مثل هذه العمليات الانتحارية الكبيرة ، وان الهدف والتوقيت والجهة المستهدفة كلها تدلل على ان هذه العمليات ماهي الارسائل كان المستهدف فيها من قبل تنظيم القاعدة هو مغازلة الكيان الصهيوني المحتلّ في اسرائيل مباشرة ، وان مثل هذه العمليات بالذات هي ايضا رسالة صهيونية مباشرة لايران بعدم التعرض لوجودها المفتعل مرّة اخرى من على منابر الاعلام العالمي !.والان ربما يسأل متسائل عن مدى العلاقة القائمة بين القاعدة الوهابية في العراق وصهاينة العصر الحديث في اسرائيل : انه لماذا لايقال ان هناك اختراق حقيقي لتنظيمات القاعدة في العراق من قبل الصهيونية العالمية هي التي توجه عمليات الارهب القاعدي في العراق بلا شعور او دراية من تنظيم القاعدة نفسه ؟.وبهذا بالامكان قبول علاقة بين تنظيم القاعدة واسرائيل ، باعتبار ان العلاقة غير مباشرة لتحاشي صعوبة القول ان هناك علاقة مباشرة بين تنظيم القاعدة الارهابي وعصبة الكيان الصهيوني العنصرية ، وهذا ما اوقع الاتفاق بين عمليات القاعدة ضد الايرانيين الشيعة هذه المرّة وتزامن هذه العمليات مع خطاب نجاد التحريضي ضد العنصرية الصهيونية في ديربان 2 ؟.
الواقع انه ومع يقيننا ان تنظيم القاعدة في العراق مستغلّ ومستخدم من قبل تنظيم البعث الصدامي الاجرامي في العراق ،وانه هو الموجه الفعلي لثمانين في المئة من نشاطاته في العراق ، الا ان تلك الرؤية التي ترى صعوبة في ايجاد علاقة بين تنظيم القاعدة وصهاينة اسرائيل تنظر لتنظيم القاعدة على اساس ان له قيادة مركزية محددة هي التي تنظم من ارهابه في العراق ، والواقع ان تنظيم القاعدة كيان مخترق من جميع استخبارات العالم اليوم بما فيها اجهزة مخابرات الدول العربية حليفة اسرائيل في منطقتنا العربية ، وبالاخص جهاز المخابرات السعودي الفاعل الاساس في تسريب الانتحاريين من المملكة العربية السعودية الى العراق !.
وهذا يعني بوضوح ان بصمات المملكة السعودية وفكرها الوهابي ضد الشيعة في العالم ، ان اضفنا اليه الخدمات التي يقدمها النظام السياسي والديني في المملكة السعودية هي اللاعب الرئيس في العراق ، ادركنا خطوط الاتصال بين القاعدة في العراق والكيان الصهيوني عبر المملكة العربية السعودية بنظاميها الديني والسياسي ، وهكذا ان فهمنا ان وقود الانتحاريين المتدفق لتنظيم القاعدة هو بالاساس مصدر سعودي ، عندها تكتمل الحلقة تماما ان قيادة كوادر القاعدة في العراق هي عملية سعودية مئة بالمئة مضافا بعدها انها عملية صدامية وغير ذالك !.وبالنتيجة نتمكن من بعد ذالك كله فهم العلاقة العضوية بين تفجيرات المقدادية والكاظمية ضد الزوار الشيعة الايرانيين ولماذا الان وفي هذا الوقت ارتأت القاعدة ان توجه انتحارييها ضد ايران بالذات ، بينما ولفترات طويلة جدا كان نظام البعث الصدامي يستهدف العراقيين بالتحديد وكذا تنظيم القاعدة السعودي يحز رؤوس العراقيين بالذات ، وكل هذا كان سببه ان الرسائل الوهابية السعودية كان رسائل الى الحكومة العراقية والشعب العراقي بالذات ، اما في هذه الاعمال الارهابية فقد كانت الرسالة مباشرة وصريحة لحكومة ايران وشعب ايران بالتخصيص ، ولا احد ان اردنا وعي القضية برمتها بحاجة الى ارسال رسالة شديدة اللهجة في منطقتنا العربية والاسلامية لايران اليوم سوى الصهاينة الذي رأت في خطاب الرئيس نجاد الايراني اعلان حرب صريحة عليها من ديربان 2 ، مضافا لذالك محور الصهيونية في منطقتنا العربية والاسلامية والمتمثل بالسعودية ومصر والاردن ... وباقي المترديات !.
نعم نعم ان تنظيم القاعدة في العراق مؤسسة صهيونية مئة بالمئة ، ولاتنفع حسن النوايا ان كان جلّ عملها في العالم من قبل المنتمين لهذا التنظيم الصهيوني هم يعملون تحت امرة واشراف وتوجيه القائد الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط الكبير !.
ونعم من اجل تغيير معادلة السلطة في العراق والمنطقة تعمل هذه الكوادر التنظيمية الارهابية القاعدية الوهابية ، ومن خلفها النظم السياسية العربية والدينية الحاقدة على كل ماهو متشيع ، من تقديم الخدمات للصهيونية وحسب الطلب ، ولكن الله سبحانه بالغ امره ولو كره المنافقون وسينتصر العراق اخيرا !.
https://telegram.me/buratha