بقلم:فائز التميمي.
لا أدري أقول عنها أسخف ما قرأت وأخشى أن أقرأ أسخف منها فأندم على قولي الأول.إن أي كتابة مهما كانت فهي يجب أن تعتمد على حقيقة أو نصف حقيقة أما أن تعتمد المقالات على أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان أو أن يتحدث أحدهم رجماً بالغيب أو يعتمد على إشاعة أو كلام غير مسؤول فإنها كارثة لا تعطي للكتابة في هـذه الأيام أي مصداقية في الحاضر ولا تُصلح لأن تكن مصدراً أو مدركاً للمستقبل. وكل هـذا قد نفسره بالوضع الثقافي للمواطن العربي حيث تدنى كل شيء مع تدني أخلاقية الناس وتنامي الأحقاد بين الناس مللاً وطوائف. كل هـذا يمكن تفسيره ولا أقول علاجه!! ولكن أن يكتب أحدهم عن تصنيف الناس هـذا إيراني وذاك ليس بإيراني إعتماداً على لون العين أو البشرة فهو أمر ليس فقط يُضحك الثكلى بل يُسقط جنين الحامل! ويُخرس البلبل عن الغناء ويعمي زرقاء اليمامة ويوقع الشعوب العربية الضائعة في شرك آخر من شراك الجهل والعجز.
راح صاحبنا العبقري ليحدس هل أن السيد المالكي إيراني أو غيره من السياسيين!! وظننت بأنه سوف يتكلم عن شهادة الجنسية مثلاً أو أي ورقة أو إسناد (على ما فيها من إشكالات قانونية ) فلبس هـذا الصدامي الخائب لباس مندل الوراثي (ولعله لديه شهادة كما لصدام مفبركة في أي علم شاء) وإستنتج من لون العيون نتائجه الخطيرة!! ولو ذهب البائس الى كشمير لرأى من هم بيض وعيونهم زرق ولو ذهب الى البصرة لرأى قرية كاملة شعرهم أحمر وبشرتهم بيضاء ولو راجع التأريخ لوجد أن سحنة النبي (ص) وأبو بكر كانت بيضاء . بل إذا أتى الى عائلة السادة الحيدرية في الكاظمية مثلاً لوجد في أحدى العوائل من أب وأم نصفهم أسمر وعيونهم سود والنصف الآخر بيض وعيونهم زرق لأمر مثل سيده صدام بتسفير من عيونه زرق وإبقاء من سحنته سمراء!!
إن إثبات هوية أكيدة لاي شخص هي من المستحيلات فمثلاً عبد الرحمن النقيب الكيلاني رئيس أول حكومة عراقية وفق لقبه فهو من كيلان إيران ولكن لم يتهمه أحد بأنه إيراني أو يسفره.وفي زمن سليم الأول عندما فتح مصر قام بتسفير عدد من المصريين الى تركيا فتجد بعض الأتراك سحنتهم مثل سحنة المصريين فلا تفرقهم عنهم. وفي زمن إبن زياد هُجرت عوائل من الكوفة الى إيران .وفي زمن الحجاج هرب الأشاعرة العرب الى قم ونشروا فيها التشيع. لـذلك فليس هنالك من عربي نقي أو إيراني نقي فقد أختلطت الشعوب وقد تشاهد في أوربا زواج أوربي من أندنوسية فالناتج هو شكل جميل وجـذاب مثلاً. وهكـذا. وبالمناسبة إن قرية المالكي جناجة من العرب بل وكل القرى المحيطة بالمدن هم من العرب ويمكن الإستدلال على ثقافة تلك الفئات البشرية من أين اتت لا أنهم إيرانيون أو أتراك!! فمثلاً ثقافة عوائل كثيرة في الأعظمية ثقافة تركية لتزاوجهم مع الأتراك أو إختلاطهم بهم!! بينما كانت سابقاً مدينة كربلاء وليست ضواحيها ثقافتهم إيرانية لإختلاطهم وتزاجهم من الزوار الإيرانيين ولكن تسفيرات السبعينات والثمانينات وهجرة الناس إليها بعد الإنتفاضة غير تركيبة الناس فيها.
وأخيراً ليس عيباً أن يكون أصلك هندياً أو تركياً أو إوربيا أو عجمياً المهم أن تكون محباً لوطنك أو أن تخدم وطنك بإخلاص. فإذا قال الصداميون نحن عرب وقال حكام السعودية نحن عرب أقحاح!! فإنه أسؤأ إدعاء وسيجعل العرب أنفسهم بالعراق يتبرأوا من عروبتهم!! كفانا البحث عن الأصول ونحن لازلنا نغرق في مياه المجاري وفي ضعف أداء الوزارات وفي نظرتنا العنصرية للشعوب ! نريد من يخدم الشعب أي كان لا نريد عنصريين لم يزيدوا البلد إلا خراباً.إرحمونا يا أصحاب صفحات الإنترنيت من كتابات سخيفة بل تتبرأ السخافة منها!!
https://telegram.me/buratha