بقلم : سامي جواد كاظم
على ضوء الاخبار الكاذبة التي تناقلها بعض ضعاف النفوس بما يخص تجريف القبور في مقبرة براثا وخصصوا بالذكر جواد علي والوردي عادت بي الذاكرة لاكتب عن جواد علي الذي يجهله الكثيرون وان كان لي مقال نشر قبل سنتين في جريدة الزوراء بعنوان لننصف من اجحف بحقه الزمن الا اني وجدت وفاء لهذا العملاق المغبون ان اعيد ذكراه .
الدكتور جواد علي الطاهر علم من اعلام العراق الذي ينفرد بخصال اعتقد قل نظيره فيها هذا الرجل الثروة الذي قتله صدام وقد تستغربون كيف ذلك ولا احد قرأ او سمع بهذه الجريمة . العلماء في العراق كانوا امام خيار من اربعة اما العمل لدى الطاغية والسير في مزالق البعث كما هو عليه الخبراء في الكيمياوي مثلا رحاب وزوجها عامر رشيد اعتقد واما الاعدام كما هو حال الشهيد السيد محمد باقر الصدر او الهروب خارج العراق والامثلة كثيرة على هذا الصنف او الانعزال في الظل ويبقى تحت المطرقة البعثية فكان جواد علي مثلنا هنا .
الدكتور جواد علي هل تعلمون بحثه في الدكتوراه ماهو ؟ بحثه هو حول الامام الثاني عشر لدى الشيعة الامامية فقد ضمن بحثه هذا مصادر خطية لعلماء وفقهاء تحتفظ بها متاحف فرنسا وايطاليا منذ القرون الاولى للهجرة تثبت وجود الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف .
هل تعلمون من منحه الدكتوراه في بحثه هذا ؟ انها جامعة المانيا التي منحته الشهادة وبامتياز واطلع الاساتذة الالمان المشرفين من خلال بحثه هذا على حقيقة المهدي وانه ليس بخيال فنال اعجابهم . هل تعلمون من ساعده على بحثه هذا ؟ انه المرجع الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدس سره صاحب كتاب اصل الشيعة واصولها والسيد هبة الدين الشهرستاني قدس سره البارع في علم الهيئة والفلك . بقي هل تعلمون في أي سنة نال شهادة الدكتوراه ؟ انها سنة 1931 م في الوقت الذي كل العراق غارق في الامية بحيث لا يمكن العثور على المتعلمين من خريجي الملالي او الابتدائية الا بشق الانفس وجواد علي ياخذ الدكتوراه في ظل هذه الظروف .
لو سالتم جامعة الدول العربية وقلتم لها من هو جواد علي طاهر سيقولون لك هو صاحب كتاب الموسوعة في العرب قبل الاسلام والذي تعتمده الجامعة العربية في مكتبتها في القاهرة وتعده المصدر الاساس في معرفة تاريخ العرب ، ولان الجامعة معروفة بعدم رد الجميل فانها ما كلفت نفسها في ردع طاغية العراق او الطلب منه بالكف عن جواد علي ومنحه استحقاقاته من الراتب والوظيفة . جواد علي طاهر العربي والصحفي الوحيد الذي التقى بادولف هتلر في المانيا .
جواد علي مات في شقة في شارع الرشيد عام 1986 من غير ان يشيع تشييع يليق بمكانته العلمية خوفا من ازلام صدام لانه رجل لم يبع دينه لدنيا غيره ، انه ابن الكاظمية البار فدفن بالقرب منها في براثا برفقة همسات الليل والامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف سيكون الشفيع له ان شاء الله
https://telegram.me/buratha