المقالات

الحر الرياحي توابا صفويا

1374 14:52:00 2009-04-23

عدنان الغزال

حتى زمن ليس بالبعيد كنا نعتقد ان الكتابة صنعة وفن يتعاطاها من اتقن اسرارها وخباياها . زمن ليس ببعيد كان للكاتب وصمة وهوية . حتى زمن ليس ببعيد كانت المقالة تستوقف القاريء، تشده وتجتذبه من تلابيبه ،تستفزه وترغمه على التأمل ،تضحكه وتبكيه وتسخر منه وترغمه على التأمل واعادة القراءة . كنا حتى زمن ليس بالبعيد نحفظ سطور ومقاطع ونستشهد بما يكتب .حتى زمن ليس ببعيد كانت مقالة الاستاذ عدنان الصائغ ((عبرت الشط عله مودك )) التي نشرتها له جريدة شيحان الاردنيه في منتصف التسعينات تقبع في جيب جميع العراقيين في عمان يتعاطونها بخدر لذيذ في ساعات الليل المتأخره .اليوم وبعد دخول الثورة المعلوماتيه وبعد ان اصبح ألأستاذ عباس المنغولي اكثر شخصية يبحث عنها في محرك الغوغل وبعد ان اصبحت القنوات الفضائية اكثر من عربات الباقلاء بالدهن المنتشره في علاوي الحله ، اصبحنا نسمع في كل يوم عن مئات من الخبراء السياسين والكتاب والمحللين وحملة شهادات الدكتواره الفخريه والصبريه .

انه ليس زمن الازمات السياسيه فحسب بل زمن الازمات الفكريه والاخلاقيه والدينيه

اعتذر للاخوة القراء عن هذه المقدمة الطويلة . لكني لم اعتد الكتابة في المواقع الالكترونيه لكني اعترف بأني قارئا مدمنا لمايكتب عن العراق في هذه المواقع . المواقع التي صار يكتب فيها من هب ودب لعلي اجد شيء يفرحني عن هذا العراق الذي لم يكن في يوم من الايام سوى خنجر في الحشى والم في الضمير .كل يوم اطلع على بعض المواقع التي اتوسم فيها شيء من الحياديه .

قبل ايام قلائل وبعد ان تفرجت على جزء من لقاء سيادة رئيس الوزراء بالكادر المتقدم لوزارة الداخليه والذي بثته قناة العراقيه طالعنا احدهم ويدعى جبار علي الساعدي بمقالة منشورة في موقع صوت العراق علق فيها على مجريات ذلك اللقاء الآنف الذكر ، حاولت مرارا فك طلاسم تلك المقالة لكني وللاسف لم افلح ، شككت بحالتي النفسيه او قدراتي على الفهم والاستيعاب استعنت بمن كان بجانبي لكني لم اهتدي الى مرام السيد الكاتب المغترب . ظننت لوهله انها قصيدة نثريه لكنها لم تكن كذلك . عموما بعد جهد جهيد افترضت ان الكاتب لم يكن راضيا على السادة الضباط الذين التقاهم السيد رئيس الوزراء . اتهمهم بكونهم بعثيون ويقفون حجر عثرة امام عودة ما اسماهم بالضباط المجاهدين والشرفاء . لااود ان ادخل في سجال مع السيد الساعدي عن المسميات التي ذكرها وساق التهم عليها جزافا .تصورت لوهلة ان السيد الكاتب هو نفسه احد منتسبي الكادر المتقدم لوزارة الداخليه بحيث تسنى له ان يتقول ويلصق التهم على عواهنها تجاه هذا وذاك بناء على مصادر رصينة ولكني تأملت مطلع مقالته فأذا به يسكن النرويج !!!.

أشك بأن الاخ خبيرا او ممثلا دبلوماسيا في النرويج ، ولابد انه وفي احسن الاحوال لاجئا في مثلي ومثل الكثيرين غيري . لاشك انه قد اقنع السلطات النرويجيه بتاريخ جهاده مع سازوكي وكريندايزر ونشاطاته في مجال حقوق الانسان مع السيد مانديلا لكي يتم الموافقه على طلبه . لكن المأساة المضحكة المبكيه يبدو ان كل من هوس ثلاث ايام في الانتفاضة الشعبانيه صدق نفسه بأنه مجاهدا يزاحم مالك الاشتر بالتاريخ الجهادي . الايام الثلاث التي هوس فيها في الانتفاضة الشعبانيه اعطته الحق ليوزع شتائمه على والقاصي والداني .

مرة اخرى انا اترفع عن الدخول في مساجلات رخيصه تفتقر الى الموضوعيه وقد ينالني نصيب من شتائم السيد الكاتب . استوقفني اللقب الذي وصم به الكاتب السيد اللواء احمد الخفاجي حيث وصمه بالتواب وهو لقب جبلت على اطلاقه صفحات ومواقع ما يسمى بالمقاومة الشريفة .هذا الرجل اعرفه عن كثب ووجدت من الانصاف ان اشير على عجل الى بعضا من تاريخه الناصع. السيد الخفاجي كان في عام 1986 برتبة عقيد ركن ( حائز على ماجستير في العلوم العسكريه ) وكان ضابطا محترفا مهنيا شهد له القاصي والداني واحترمه حتى اعدائه وليس طارئا على هذه المهنة كما يحلو للسيد الكاتب ان يعتقد ويوهم الاخوة والاخوات من القراء . السيد الخفاجي كان حينها على وشك ان يترقى الى رتبة عميد ركن لكن في وقفة مع النفس لم يرتضي لنفسه ان يكون في صف الظلمة وقرر الالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة في منتصف تلك السنة . كان بوسعه ان يستمتع بألأمتيازات والمنح والسيارات وانواط الشجاعه لكن مبدئيته منعته من ان يكون عونا للظلمه . طلب حينها من افراد حمايته ان يعودوا الى اهاليهم وذهب لوحده الى ايران حيث التحق في صفوف المعارضه فورا ولم يكن اسيرا في قفص كما يحلو للسيد الكاتب ان يتقول .حاولت الصحف والاذاعات الايرانية التعتيم على ذلك الامر للحفاظ على سلامة اهله وعائلته فأذاعو خبرا بأن العقيد الركن احمد قد اصيب وتم اسره ، هذه التورية لم تنطلي على الأستخبارات الصداميه التي اذاقت اهله ووالديه واخوته الويل ولا اريد ان اخوض بالتفاصيل كونها ملك شخصيا للسيد الخفاجي وعائلته الفاضله . واستمرت هذه المضايقات حتى عام 2003 حيث سيق احد اخوتهالى اقبية المخابرات لمساومة السيد الخفاجي والله شاهد على ماقول . قاتل ألأخير في صقوف المعارضه العراقيه في الاهوار والداخل وكوردستان العراق والانتفاضة الشعبانيه وكان منظرا عسكريا وقائدا ومدربا وكاتبا وشارك في كل مؤتمرات المعارضه وآخرها مؤتمر لندن ونال نصيبا لايستهان به من العلوم الحوزوية .لغاية هذه الساعة والله على ما اقول شهيد ورغم ان العراق ا يتقاذفه القاصي والداني ويتناهشه ملثمو الظلام لكن توابك الخفاجي لازال لايمتلك سوى بيته الذي سكنه منتصف الثمانينات والذي لم يهنيء به طويلا .الرجل ليس نكرة لاسامح الله وليس بحاجة الى شهادتي ولاشك ان مدحه بما ليس فيه ينطوي على مخاطرة كبيرة حيث بوسع كل من عرفه وهم كثر ان يدحضوا اقوالي سواء السيد الطالباني او البرزاني او السيد المالكي او من عاصروه بالنضال او رؤساءه المعاصرون .إذا كان السيد الكاتب الساعدي يريد من كل قادة العراق الجدد ان يكونو كلهم حسينا فيؤسفني ان يكون الحر بن يزيد الرياحي توابا حسب تصنيف السيد الساعدي أأمل من اخوتي الذين اتاحت لهم فسحة الحرية والتكنلوجيا الكتابة في المواقع الالكترونيه ان يتقو الله ويكونوا موضوعيون والله الموفق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عدنان الغزال
2009-04-25
او غير الخفاجي بل هي اكثر تعقيدا وهناك لجان من رئاسة الوزراء والداخليه والدفاع والاحزاب السياسيه ذات الصله وهي موضع جذب وشد بين مكونات العمليه السياسيه . مع هذا فلكل فرضيه عادة وجوه عدة . هل تريد ان تقول سيدي الفاضل ان معاملتكم مستوفيه للمعايير وليس هناك معوقات فنيه او اداريه تحول دون ترويجها حاليا ؟ لو افترضنا ذلك جدلا فأن كنتم اصحاب حق فقد ولى زمن القائد الاوحد الضرورة وبوسعكم انشاء الله ان ان تنتزعو ا حقكم سواء من الخفاجي او من سواه . وفقكم الله وحفظكم من كل مكروه.
عدنان الغزال
2009-04-25
السيد المعارض السابق ، مقالتي المتواضعه لم تكن ابدا محاولة لتلميع صورة شخص ما على اعتبار ان التاريخ لم يشهد رجل هتفت له الحناجر ومجدته الاقلام مثل صدام حسين لكن ذلك كله لم يشفع له بشيء . عندما تصديت للدفاع عن الرجل انما اردت ان التمس من الاخوة والاخوات ان يتقوا الله في الاخرين ويتريثوا قليلا عند القاء التهم الجزاف على هذا وذاك على اعتبار ان الكلمة مسؤولية شرعبة وأخلاقيه . اما بخصوص معاملتكم المتوقفه فلم ادعي ابدا اني سكرتيرا شخصيا للرجل . مع هذا لااعتقد ان ضباط الدمج صلاحية حصرية للسيد الخفاجي
معارض سابق ، ومعاملته متوقفه عند الخفاجي
2009-04-25
اخ عدنان ، باعتبارك على معرفة كافية بالسيد الخفاجي ، هل لك ان تخبرني : لماذا يصر السيد الخفاجي على عرقلة برنامج اندماج رفاق دربه في المعارضة والاسلاميين منهم بالاخص في صفوف الجيش والقوات الامنية في وزارتي الدفاع والداخلية ، وتجميد معاملات تحديد رتبهم وترقيتهم في ادراج مكتبه؟ اتمنى ان احصل على رد منك عبر الاميل عند ادارة موقع براثا الكريم
عراقي
2009-04-24
سيدي الجليل ان كتابات الصداميين المرتزقة سواء من العراقيين او ممن يدعون انهم عرب على احرار العراق من امثال الخفاجي هي كتب تزكية ونياشين شرف في صدور من يعاديهم هؤلاء الجبناء الذين سلموا البلد بما فيه للامريكان وهم اليوم مثل الخفافيش ذهابا وقدوما في ظلمات اخبية ودهاليز السياسة والمخابرات الامريكيةظننا منهم ان الامر بيد الامريكان في اعادتهم الى الحياة بعد ان استرجع الحق منهم لاهله وبصبر وتفاني اهله وليس سواهم
Zaid Mughir
2009-04-23
من الواضح أخي عدنان إن خنازير البعث قد أسسوا بعد سقوطهم وهم ساقطون أصلا لجنة اسمها (لجنة تشويه سمعة الأخيار)وتتغلغل هذه اللجنة بين السذج والبسطاء من الشعب ويتقولون ما يحلوا لهم , ونسوا ماضيهم العفن ولم يشيروا إلى من هو صدام ومن هو أبو الثلج ومن هو عبد الباقي السعدون والأمر من ذلك انهم يترحمون على الظالم والظالمين .بضاعتهم فاسدة كأخلاقهم منافقين سفلة , والحمد لله انهم مفضوحون دائما ..وشكرا على ما كتبت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك