عدنان الغزال
حتى زمن ليس بالبعيد كنا نعتقد ان الكتابة صنعة وفن يتعاطاها من اتقن اسرارها وخباياها . زمن ليس ببعيد كان للكاتب وصمة وهوية . حتى زمن ليس ببعيد كانت المقالة تستوقف القاريء، تشده وتجتذبه من تلابيبه ،تستفزه وترغمه على التأمل ،تضحكه وتبكيه وتسخر منه وترغمه على التأمل واعادة القراءة . كنا حتى زمن ليس بالبعيد نحفظ سطور ومقاطع ونستشهد بما يكتب .حتى زمن ليس ببعيد كانت مقالة الاستاذ عدنان الصائغ ((عبرت الشط عله مودك )) التي نشرتها له جريدة شيحان الاردنيه في منتصف التسعينات تقبع في جيب جميع العراقيين في عمان يتعاطونها بخدر لذيذ في ساعات الليل المتأخره .اليوم وبعد دخول الثورة المعلوماتيه وبعد ان اصبح ألأستاذ عباس المنغولي اكثر شخصية يبحث عنها في محرك الغوغل وبعد ان اصبحت القنوات الفضائية اكثر من عربات الباقلاء بالدهن المنتشره في علاوي الحله ، اصبحنا نسمع في كل يوم عن مئات من الخبراء السياسين والكتاب والمحللين وحملة شهادات الدكتواره الفخريه والصبريه .انه ليس زمن الازمات السياسيه فحسب بل زمن الازمات الفكريه والاخلاقيه والدينيه
اعتذر للاخوة القراء عن هذه المقدمة الطويلة . لكني لم اعتد الكتابة في المواقع الالكترونيه لكني اعترف بأني قارئا مدمنا لمايكتب عن العراق في هذه المواقع . المواقع التي صار يكتب فيها من هب ودب لعلي اجد شيء يفرحني عن هذا العراق الذي لم يكن في يوم من الايام سوى خنجر في الحشى والم في الضمير .كل يوم اطلع على بعض المواقع التي اتوسم فيها شيء من الحياديه .
قبل ايام قلائل وبعد ان تفرجت على جزء من لقاء سيادة رئيس الوزراء بالكادر المتقدم لوزارة الداخليه والذي بثته قناة العراقيه طالعنا احدهم ويدعى جبار علي الساعدي بمقالة منشورة في موقع صوت العراق علق فيها على مجريات ذلك اللقاء الآنف الذكر ، حاولت مرارا فك طلاسم تلك المقالة لكني وللاسف لم افلح ، شككت بحالتي النفسيه او قدراتي على الفهم والاستيعاب استعنت بمن كان بجانبي لكني لم اهتدي الى مرام السيد الكاتب المغترب . ظننت لوهله انها قصيدة نثريه لكنها لم تكن كذلك . عموما بعد جهد جهيد افترضت ان الكاتب لم يكن راضيا على السادة الضباط الذين التقاهم السيد رئيس الوزراء . اتهمهم بكونهم بعثيون ويقفون حجر عثرة امام عودة ما اسماهم بالضباط المجاهدين والشرفاء . لااود ان ادخل في سجال مع السيد الساعدي عن المسميات التي ذكرها وساق التهم عليها جزافا .تصورت لوهلة ان السيد الكاتب هو نفسه احد منتسبي الكادر المتقدم لوزارة الداخليه بحيث تسنى له ان يتقول ويلصق التهم على عواهنها تجاه هذا وذاك بناء على مصادر رصينة ولكني تأملت مطلع مقالته فأذا به يسكن النرويج !!!.
أشك بأن الاخ خبيرا او ممثلا دبلوماسيا في النرويج ، ولابد انه وفي احسن الاحوال لاجئا في مثلي ومثل الكثيرين غيري . لاشك انه قد اقنع السلطات النرويجيه بتاريخ جهاده مع سازوكي وكريندايزر ونشاطاته في مجال حقوق الانسان مع السيد مانديلا لكي يتم الموافقه على طلبه . لكن المأساة المضحكة المبكيه يبدو ان كل من هوس ثلاث ايام في الانتفاضة الشعبانيه صدق نفسه بأنه مجاهدا يزاحم مالك الاشتر بالتاريخ الجهادي . الايام الثلاث التي هوس فيها في الانتفاضة الشعبانيه اعطته الحق ليوزع شتائمه على والقاصي والداني .
مرة اخرى انا اترفع عن الدخول في مساجلات رخيصه تفتقر الى الموضوعيه وقد ينالني نصيب من شتائم السيد الكاتب . استوقفني اللقب الذي وصم به الكاتب السيد اللواء احمد الخفاجي حيث وصمه بالتواب وهو لقب جبلت على اطلاقه صفحات ومواقع ما يسمى بالمقاومة الشريفة .هذا الرجل اعرفه عن كثب ووجدت من الانصاف ان اشير على عجل الى بعضا من تاريخه الناصع. السيد الخفاجي كان في عام 1986 برتبة عقيد ركن ( حائز على ماجستير في العلوم العسكريه ) وكان ضابطا محترفا مهنيا شهد له القاصي والداني واحترمه حتى اعدائه وليس طارئا على هذه المهنة كما يحلو للسيد الكاتب ان يعتقد ويوهم الاخوة والاخوات من القراء . السيد الخفاجي كان حينها على وشك ان يترقى الى رتبة عميد ركن لكن في وقفة مع النفس لم يرتضي لنفسه ان يكون في صف الظلمة وقرر الالتحاق بصفوف المعارضة المسلحة في منتصف تلك السنة . كان بوسعه ان يستمتع بألأمتيازات والمنح والسيارات وانواط الشجاعه لكن مبدئيته منعته من ان يكون عونا للظلمه . طلب حينها من افراد حمايته ان يعودوا الى اهاليهم وذهب لوحده الى ايران حيث التحق في صفوف المعارضه فورا ولم يكن اسيرا في قفص كما يحلو للسيد الكاتب ان يتقول .حاولت الصحف والاذاعات الايرانية التعتيم على ذلك الامر للحفاظ على سلامة اهله وعائلته فأذاعو خبرا بأن العقيد الركن احمد قد اصيب وتم اسره ، هذه التورية لم تنطلي على الأستخبارات الصداميه التي اذاقت اهله ووالديه واخوته الويل ولا اريد ان اخوض بالتفاصيل كونها ملك شخصيا للسيد الخفاجي وعائلته الفاضله . واستمرت هذه المضايقات حتى عام 2003 حيث سيق احد اخوتهالى اقبية المخابرات لمساومة السيد الخفاجي والله شاهد على ماقول . قاتل ألأخير في صقوف المعارضه العراقيه في الاهوار والداخل وكوردستان العراق والانتفاضة الشعبانيه وكان منظرا عسكريا وقائدا ومدربا وكاتبا وشارك في كل مؤتمرات المعارضه وآخرها مؤتمر لندن ونال نصيبا لايستهان به من العلوم الحوزوية .لغاية هذه الساعة والله على ما اقول شهيد ورغم ان العراق ا يتقاذفه القاصي والداني ويتناهشه ملثمو الظلام لكن توابك الخفاجي لازال لايمتلك سوى بيته الذي سكنه منتصف الثمانينات والذي لم يهنيء به طويلا .الرجل ليس نكرة لاسامح الله وليس بحاجة الى شهادتي ولاشك ان مدحه بما ليس فيه ينطوي على مخاطرة كبيرة حيث بوسع كل من عرفه وهم كثر ان يدحضوا اقوالي سواء السيد الطالباني او البرزاني او السيد المالكي او من عاصروه بالنضال او رؤساءه المعاصرون .إذا كان السيد الكاتب الساعدي يريد من كل قادة العراق الجدد ان يكونو كلهم حسينا فيؤسفني ان يكون الحر بن يزيد الرياحي توابا حسب تصنيف السيد الساعدي أأمل من اخوتي الذين اتاحت لهم فسحة الحرية والتكنلوجيا الكتابة في المواقع الالكترونيه ان يتقو الله ويكونوا موضوعيون والله الموفق
https://telegram.me/buratha