محمد الياسري
في مقال سابق تحدثنا عن مكانة العراق بين إخوانه العرب، ولا يخالج أحدا، في أي لحظة العمق التاريخي و الجغرافي لهذا البلد، إضافة إلى ما يمتلكه من عوامل متعددة تجعله يحتل المكان الأبرز على الساحتين العربية و الإقليمية.فالعراق يمتلك بعدا إستراتيجيا ولوجوستيا لا يمكن لأحد أن يتجاهله أو ينكر عليه دوره المؤثر على الساحتين المذكورتين سلفا، ومهما مرت عليه الظروف وتعاقبت عليه المشاكل يظل المحرك لقلب الأمة وساعدها الأقوى.وخلال الأسابيع الفائت وجدنا هذا البلد الذي ينهض من تحت الركام يتحول إلى قبلة للزائرين من مختلف الأقوام و الملل، عرب وعجم وأتراك وأوربيين، لا لشيء سوى لقناعتهم بالدور الذي يلعبه العراق ومكانته وحجم التأثير الذي لديه.
لكن الغريب أن يطالعنا المدعو " مثنى حارث الضاري" بتصريحات غريبة عجيبة حين اعلن أن "العديد من الدول العربية بدأت تدير ظهرها للحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي لأنها لم تحقق ما كان يطمح منها" ، وذلك في تصريحات له لجريدة العرب القطرية، وكأنه الناطق الرسمي لزعماء امة العرب، وهنا لانريد المجادلة مع الضاري و دحض كلامه والأخذ و العطاء معه لأنه لايأتي بنتيجة مع أناس اختاروا درياً يختلف عن درب العراقيين.
الجميع يعلم وفي مقدمتهم وسائل الإعلام أن معظم الدول العربية صار لها تمثيل دبلوماسي رسمي في بغداد، وان ثلاثة من زعماء الدول الخمس الدائمة العضوية زاروا بغداد وان رؤساء دول إقليمية كبيرة حطوا الركاب في عاصمة الرشيد، وان وفودا عربية كبيرة وكثيرة توافدت على العراق الذي أدار العرب له ظهورهم، آخرهم رئيس الوزراء السوري وسيتعبه رئيس الوزراء الأردني و الكويتي و غيرهم بأذن الله فأين المصداقية في كلام الضاري الذي يدعى انه من علماء المسلمين؟
وأريد هنا الاستعانة ببعض تصريحات رئيس الوزراء السوري حول العلاقة مع العراق، حيث قال" سوريا تدعم جهودكم وجهود حكومة الوحدة الوطنية في قيادة العراق إلى بر الأمان وتعزيز مسيرته السياسية والوفاق الوطني وتهيئة الظروف المناسبة لانسحاب القوات الأجنبية و استعادة دوره المحوري المهم في المنطقة ، متمنيا للشعب العراقي تحقيق طموحاته وتطلعاته.
وتابع " نتطلع بثقة وتفاؤل كبيرين إلى نتائج مباحثاتنا وتعزيز صلات التعاون والاستفادة من الفضاء اللامحدود أمام تطوير العلاقات وتكامل الموارد البشرية والمادية والاستفادة من الموارد والإمكانيات المتاحة للبلدين لإرساء علاقة قوية وصلبة تستجيب لتطلعات وآمال شعبينا في الحاضر والمستقبل".
كما أورد هنا موقف الرئيس اليمني حول العراق أيضا من اجل تعزيز الفائدة للسيد الضاري، الذي أكد فيه وقوف بلاده إلى جانب العراق في كل ما يصون أمنه واستقراره وسيادته، مشيرا إلى حرص اليمن على تعزيز علاقاتها مع اليمن
وأخيرا لا بد أن نؤكد للضاري ولغيره أن العراق و شعبه بدأ يستعيد عافيته بفضل تكاتف أبنائه ودعم أشقائه وأصدقاءه ودعوات الخيرين اللذين يريدون عراقاً قوياً موحداً عكس البعض الذي تاجر ويتاجر بقضية شعبه كي يملأ جيوبه بأموال السحت الحرام.
https://telegram.me/buratha