المقالات

بلوغ القمة.. وإشكالية الحفاظ عليها!

1039 15:32:00 2009-04-22

أحمد عبد الأمير

ليس بالأمر المعيب أن يعتزل المرء، وهو في ذروة مجده، وقمة ما حققه من مكتسبات، ويفسح المجال أمام التغيير ليأخذ مجراه، تلافيا في الوقوع بالأخطاء التي قد تؤثر على الصورة التي رسمها والمكتسبات التي دأب على تحقيقها لفترة من الزمن.

إنه لشيء حسن أن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن نحاسب أنفسنا قبل أن نلقي باللوم على الآخرين، وأنه من أعلى مراتب النجاح أن نعترف بأخطائنا، وهذا ما ينطبق حرفيا على كل من مجالس الصحوات في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، إضافة إلى أمثلة عديدة أخرى في عالمنا العربي.

لقد قدمت مجالس الصحوات التضحيات الجسام في سبيل إقرار الأمن في مناطقها، وقاتلت ببسالة تنظيم القاعدة الإرهابي وتمكنت من تحجيم نشاطاته الإجرامية، التي استهدفت بالدرجة الأولى روح المواطنة والانتماء للعراق الواحد قبل أن تستهدف مواطنيه من شبابه وشيوخه..نسائه وأطفاله، تحت ذريعة الطائفية والعرقية.

وكلنا نتذكر ما قام به الشيخ عبد الستار أبو ريشة من مآثر في تصديه للقاعدة وأذنابها بمحافظة الانبار، جعلت منه رمزا للحرية ورفض كل أشكال العنف الذي هو في الواقع لا يمت للدين بصلة، وكيف حذت باقي المحافظات، التي كانت مبتلية بهذا التنظيم المجرم، حذو الشيخ الشهيد في هذا الخصوص.

فماذا لو أعلنت الصحوات في العراق، وهي في قمة ما وصلت إليه من نجاحات، أنها ستتخلى عن سلاحها، وإنها ستسلمه إلى القوات النظامية العراقية من دون شروط؟...أنا اعتقد ان الصحوات سوف تنال احترام الرأي العام بأكمله كونها ضحت ومازالت مستعدة للتضحية في سبيل الوطن، وهذا أسمى حالات الجود.

وماذا لو راجع حزب الله في لبنان , وهو في قمة تألقه، عندما أجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبناني في مايو / أيار من عام 2000، وحين تصدّى له في حرب تموز 2006 وألحق خسائر كبيرة في صفوفه، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل إخفاقات خطيرة وتهديد لوجودها كدولة، حساباته وقرر العمل ضمن المؤسسة الأمنية والعسكرية في الدولة اللبنانية، لا خارجها، ووظف طاقاته وخبراته في هذا المجال خدمة للبنان وحده؟

وماذا لو تخلت حماس، وهي في عظمة قوتها وشعبيتها، عن مطالبها وقررت العمل ضمن حكومة وحدة وطنية مع فتح؟ وماذا لو لم تدخل مؤخرا في حرب مع الجيش الإسرائيلي وانتهجت طريق الحوار؟ عندها ستكون قد حافظت على أرواح مواطنيها وممتلكاتهم ووظفت ما تنفقه من أموال على الأمور الحربية لرفاه شعبها.

إن بلوغ القمة قد يكون أمرا يسيرا، إلا أن البطولة هي في البقاء فيها.

أحمد عبد الأمير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك