المقالات

بلوغ القمة.. وإشكالية الحفاظ عليها!


أحمد عبد الأمير

ليس بالأمر المعيب أن يعتزل المرء، وهو في ذروة مجده، وقمة ما حققه من مكتسبات، ويفسح المجال أمام التغيير ليأخذ مجراه، تلافيا في الوقوع بالأخطاء التي قد تؤثر على الصورة التي رسمها والمكتسبات التي دأب على تحقيقها لفترة من الزمن.

إنه لشيء حسن أن نسمي الأشياء بأسمائها، وأن نحاسب أنفسنا قبل أن نلقي باللوم على الآخرين، وأنه من أعلى مراتب النجاح أن نعترف بأخطائنا، وهذا ما ينطبق حرفيا على كل من مجالس الصحوات في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، إضافة إلى أمثلة عديدة أخرى في عالمنا العربي.

لقد قدمت مجالس الصحوات التضحيات الجسام في سبيل إقرار الأمن في مناطقها، وقاتلت ببسالة تنظيم القاعدة الإرهابي وتمكنت من تحجيم نشاطاته الإجرامية، التي استهدفت بالدرجة الأولى روح المواطنة والانتماء للعراق الواحد قبل أن تستهدف مواطنيه من شبابه وشيوخه..نسائه وأطفاله، تحت ذريعة الطائفية والعرقية.

وكلنا نتذكر ما قام به الشيخ عبد الستار أبو ريشة من مآثر في تصديه للقاعدة وأذنابها بمحافظة الانبار، جعلت منه رمزا للحرية ورفض كل أشكال العنف الذي هو في الواقع لا يمت للدين بصلة، وكيف حذت باقي المحافظات، التي كانت مبتلية بهذا التنظيم المجرم، حذو الشيخ الشهيد في هذا الخصوص.

فماذا لو أعلنت الصحوات في العراق، وهي في قمة ما وصلت إليه من نجاحات، أنها ستتخلى عن سلاحها، وإنها ستسلمه إلى القوات النظامية العراقية من دون شروط؟...أنا اعتقد ان الصحوات سوف تنال احترام الرأي العام بأكمله كونها ضحت ومازالت مستعدة للتضحية في سبيل الوطن، وهذا أسمى حالات الجود.

وماذا لو راجع حزب الله في لبنان , وهو في قمة تألقه، عندما أجبر الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبناني في مايو / أيار من عام 2000، وحين تصدّى له في حرب تموز 2006 وألحق خسائر كبيرة في صفوفه، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل إخفاقات خطيرة وتهديد لوجودها كدولة، حساباته وقرر العمل ضمن المؤسسة الأمنية والعسكرية في الدولة اللبنانية، لا خارجها، ووظف طاقاته وخبراته في هذا المجال خدمة للبنان وحده؟

وماذا لو تخلت حماس، وهي في عظمة قوتها وشعبيتها، عن مطالبها وقررت العمل ضمن حكومة وحدة وطنية مع فتح؟ وماذا لو لم تدخل مؤخرا في حرب مع الجيش الإسرائيلي وانتهجت طريق الحوار؟ عندها ستكون قد حافظت على أرواح مواطنيها وممتلكاتهم ووظفت ما تنفقه من أموال على الأمور الحربية لرفاه شعبها.

إن بلوغ القمة قد يكون أمرا يسيرا، إلا أن البطولة هي في البقاء فيها.

أحمد عبد الأمير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك