المقالات

ديالى ...متى تهتز شوارب الحكومة ؟

1032 15:11:00 2009-04-22

جميل الحسن

الوضع في ديالى يكاد ان يكون منفلتا والقاعدة تجاهر بوجودها هناك من دون ان تزعجها الحكومة التي تملك عشرات الالاف من الجنود الذين ينتشرون في قلب مدينة بعقوبة وليس عند اطرافها وفي المناطق القريبة من بغداد اما في المناطق التي تعد ساخنة وتملك القاعدة فيها وجودا كثيفا فلا تجرؤ قوات الحكومة على الظهور فيها سوى مرات بسيطة في العام .اكثر من عملية امنية نفذت وما زالت تنفذ في هذه المحافظة التي تسبب الاهمال الحكومي والتدخل الخارجي والتامر السياسي في سقوطها فاكهة ناضجة بيد عصابات القاعدة التي احكمت سيطرتها على اكثر من 60 في المائة من مساحاتها التي تحولت الى مقابر جماعية دفنت فيها عصابات القاعدة ضحاياها وهم احياء في بساتينها التي كانت ذات يوم واحة عشق وجمال يتغنى بها الشعراء والادباء والتي اصبحت اليوم مجرد خرائب وانقاض ,بل ان قسما كبيرا منها اصابه اليبس والعطش والموت نتيجة للدمار والخراب الذي زرعته عصابات القاعدة هناك .عشرات العمليات الامنية التي نفذت لم تفلح في القضاء على عصابات القاعدة فيها. الحكومة بررت هذا الاخفاق بالمساحة الكبيرة التي تتشكل منها ديالى والى وجود مساحات زراعية كثيفة تمكن هذه العصابات من الاختفاء فيها بسهولة والافلات من مطاردة عناصر الجيش العراقي وقبل عدة ايام صرح مسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع بان الحكومة تضع على راس اولوياتها الوضع الامني في ديالى الذي بات يشكل قلقا واضحا جعل قيادة القوات الامريكية في العراق تخطط لابقاء عدد كبير من جنودها في ديالى .لقد عكست نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة التي جرت على ارضها عدة حقائق متناقضة عكست الانقسام الكبير الذي تشهده المحافظة والتغييب المتعمد الذي عانى منه الشيعة هناك بعد تهجير نصف مليون مواطن من اتباع اهل البيت (ع) منها والذين حرموا من الادلاء باصواتهم هناك بعد ان تعذر عليهم العودة الى ديارهم في ظل الموت المتربص بهم على يد عصابات القاعدة التي تهدد بقتل الشيعة المهجرين الراغبين بالعودة الى ديالى كما عمقت من حالة الانقسام والتشرذم واصرار الكتلة الشيعية على المقاطعة ما دامت لم تمنح لهم المناصب السيادية التي تتناسب مع حجمهم ونسبة تمثيلهم الحقيقي في المحافظة .ان الوضع الامني في ديالى يثير الماساة فعصابات القاعدة وباعتراف الحكومة تخضع اجزاء كبيرة من المحافظة لسيطرتها وعملية ملاحقة عناصرها تجري ببطء واضح وعدد وزراء الدولة الاسلامية التابعة للقاعدة الذين تلقي الجكومة القبض عليهم اكثر من عدد وزراء حكومة المالكي الحالية والحديث الدائم عن اجراء عملية امنية كبيرة اشبه بحكايات ما قبل النوم للاطفال اكثر منها واقعية وخطئها الفني الذي فيها يعطي اشارات لهذه العناصر بالتفرق والاختفاء وبالتالي تكرار اخطاء العمليات السابقة وتراجعها مما يجعل الحكومة بنظر المواطن من اهالي ديالى على وجه الخصوص غير جادة بمعالجة اخطر الملفات في العراق والتي باتت تهدد حتى المعاهدة الامنية مع الولايات المتحدة التي اعلنت عن اعتزامها واستثناء القوات الامريكية في ديالى من خطة الانسحاب مما يعني اطالة وجود هذه القوات في ديالى وتعقيد الموقف بدلا من حله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك