جميل الحسن
الوضع في ديالى يكاد ان يكون منفلتا والقاعدة تجاهر بوجودها هناك من دون ان تزعجها الحكومة التي تملك عشرات الالاف من الجنود الذين ينتشرون في قلب مدينة بعقوبة وليس عند اطرافها وفي المناطق القريبة من بغداد اما في المناطق التي تعد ساخنة وتملك القاعدة فيها وجودا كثيفا فلا تجرؤ قوات الحكومة على الظهور فيها سوى مرات بسيطة في العام .اكثر من عملية امنية نفذت وما زالت تنفذ في هذه المحافظة التي تسبب الاهمال الحكومي والتدخل الخارجي والتامر السياسي في سقوطها فاكهة ناضجة بيد عصابات القاعدة التي احكمت سيطرتها على اكثر من 60 في المائة من مساحاتها التي تحولت الى مقابر جماعية دفنت فيها عصابات القاعدة ضحاياها وهم احياء في بساتينها التي كانت ذات يوم واحة عشق وجمال يتغنى بها الشعراء والادباء والتي اصبحت اليوم مجرد خرائب وانقاض ,بل ان قسما كبيرا منها اصابه اليبس والعطش والموت نتيجة للدمار والخراب الذي زرعته عصابات القاعدة هناك .عشرات العمليات الامنية التي نفذت لم تفلح في القضاء على عصابات القاعدة فيها. الحكومة بررت هذا الاخفاق بالمساحة الكبيرة التي تتشكل منها ديالى والى وجود مساحات زراعية كثيفة تمكن هذه العصابات من الاختفاء فيها بسهولة والافلات من مطاردة عناصر الجيش العراقي وقبل عدة ايام صرح مسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع بان الحكومة تضع على راس اولوياتها الوضع الامني في ديالى الذي بات يشكل قلقا واضحا جعل قيادة القوات الامريكية في العراق تخطط لابقاء عدد كبير من جنودها في ديالى .لقد عكست نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة التي جرت على ارضها عدة حقائق متناقضة عكست الانقسام الكبير الذي تشهده المحافظة والتغييب المتعمد الذي عانى منه الشيعة هناك بعد تهجير نصف مليون مواطن من اتباع اهل البيت (ع) منها والذين حرموا من الادلاء باصواتهم هناك بعد ان تعذر عليهم العودة الى ديارهم في ظل الموت المتربص بهم على يد عصابات القاعدة التي تهدد بقتل الشيعة المهجرين الراغبين بالعودة الى ديالى كما عمقت من حالة الانقسام والتشرذم واصرار الكتلة الشيعية على المقاطعة ما دامت لم تمنح لهم المناصب السيادية التي تتناسب مع حجمهم ونسبة تمثيلهم الحقيقي في المحافظة .ان الوضع الامني في ديالى يثير الماساة فعصابات القاعدة وباعتراف الحكومة تخضع اجزاء كبيرة من المحافظة لسيطرتها وعملية ملاحقة عناصرها تجري ببطء واضح وعدد وزراء الدولة الاسلامية التابعة للقاعدة الذين تلقي الجكومة القبض عليهم اكثر من عدد وزراء حكومة المالكي الحالية والحديث الدائم عن اجراء عملية امنية كبيرة اشبه بحكايات ما قبل النوم للاطفال اكثر منها واقعية وخطئها الفني الذي فيها يعطي اشارات لهذه العناصر بالتفرق والاختفاء وبالتالي تكرار اخطاء العمليات السابقة وتراجعها مما يجعل الحكومة بنظر المواطن من اهالي ديالى على وجه الخصوص غير جادة بمعالجة اخطر الملفات في العراق والتي باتت تهدد حتى المعاهدة الامنية مع الولايات المتحدة التي اعلنت عن اعتزامها واستثناء القوات الامريكية في ديالى من خطة الانسحاب مما يعني اطالة وجود هذه القوات في ديالى وتعقيد الموقف بدلا من حله .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha