رائد فؤاد العبودي
للأسف لا أتذكر جيداً من الذي قال : أحب حسين سعيد اللاعب وأكره حسين سعيد المسئول . لكن أياً كان هذا الشخص فشكراً له على هذا الكلام الرائع الذي يلـّخص بدقة علاقتنا بهذا الرجل . وفعلا ً كلنا أحببنا حسين سعيد ذلك اللاعب الفذ والعبقرية الكروية الخالدة الذي منحناه حبنا الكبير اللامتناهي منذ كان شاباً يصول على ملعب العاصمة الإيرانية متوجاً مع أصحابه بكاس آسيا للشباب . وأتذكر يوماً عندما كنت طالباً في المتوسطة أني تركت دراستي وتوجهت من مدينة الصدر إلى ملعب الشعب لا لتشجيع نادي الطلبة ولا لمؤازرته ضد الفريق الخصم بل فقط لمشاهدة حسين سعيد لا أكثر. وحينما سمعت حديث الشخص الذي كان يجلس إلى جواري مع صديقه الذي قال فيه انه تأكد أن حسين سعيد سيغيب عن المباراة نزلت من الكوستر في ساحة ال 55 ورجعت إلى البيت .
هذا جزء يسير من قصص حبنا لهذا اللاعب الكبير الذي كان الكثير منا يشفق عليه أثناء تسّيد الكسيح عدي للحركة الرياضية بالعراق , فقد كنا نتصور أن حسين سعيد كان مضطراً للتواجد في الاتحاد العراقي تحت تهديد المقبور عدي وأنه في الحقيقة كان يرفض سياسات عدي في ميدان الرياضة التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كانت سياسات إجرامية وسادية بحق الرياضة والرياضيين وهي سياسة قاده الحركة الرياضية في العراق إلى الحضيض , تماماً كسياسة والده المقبور الأكبر التي قادت العراق إلى الإنحطاط في جميع المجالات ليختمها بتحويل العراق إلى بلدٍ محتل .
كنا نتصور واهمين أن حسين سعيد الذي أحبته الجماهير العراقية كان ضحية ً من ضحايا المقبور عدي وانه كان مضطراً للبقاء تحت مظلة عدي ومسايرته والإنقياد لنزواته خوفاً على حياته مثله مثل كاظم الساهر الذي كنا نقول انه كان مهدداً بالقتل من عدي إن لم يغن في مهرجانات آل العوجه الصاخبة والمتخلفة دون أن نعلم أن كلاهما حسين سعيد وكاظم الساهر كانا يعملان مع عدي بملء إرادتهما وأنهما كانا مخيرين لا مضطرين للعمل مع هذا الوحش البشري كما صرح بذلك كاظم الساهر في مقابلته مع محطة الأم بي سي حيث قال انه لم يك مجبوراً على الغناء لصدام بل أنه كان يغني بملء إرادته ! .
سقط النظام وسقطت معه أصنامه الكبيرة والصغيرة وهذه حسنة الاحتلال الوحيدة الذي هم من جاؤوا به لبلادنا وبقي صنم حسين سعيد في مكانه متحدياً كل شي : الانتخابات الرياضية , الديمقراطية السائدة بالبلد , رغبة الجماهير الرياضية البسيطة , رفض لاعبي كرة القدم العراقيين له المحترفين منهم والمحليين , الموجودين بالساحة والمعتزلين على حد سواء ... فمالذي يريده حسين سعيد ؟ سلسلة من الهزائم الكروية المخجلة , وفضائح مالية , واعترافات لاعبين على فساد الإتحاد , ومواقف سياسية وطائفية بغيضة , وتواجد دائم في عمان (عاصمة اللجوء السياسي) لرجالات البعث الهارب , وقياده للاتحاد عبر الفاكس والهاتف , أمور اقل واحدةٍ فيها تدفع المسئول عنها للاستقالة والاعتذار حتى في اصغر بلدان العالم وأكثرها تخلفاً .. ومازال حسين سعيدا يتشبث بكرسي الحكم في رئاسة الاتحاد العراقي بيديه وأسنانه !!هل يعتقد حسين سعيد حقاً أنه الوحيد بين ملايين العراقيين الجدير بقيادة الكرة العراقية وأنه لا رجل يليق بهذا المنصب سواه ؟ أليس من المخجل حقا التشبث بالكرسي رغم الفضائح وكراهية الجمهور ؟ أليس الأولى التشبث بتاريخه الكروي الناصع وحب الوطن وتقديم مصلحته على أي مصلحة أخرى طائفية كانت أو مادية أو سياسية ؟
آخر تصريحات حسين سعيد كانت منح شارة الكابتن في بطولة القارات القادمة ( لديناصور المنتخب الوطني ) يونس محمود الذي تراجع مستواه للخلف بشكل كبير حتى وصل به الأمر أن قام ناديه القطري ( الغرافة ) بأبعاده عن مسابقات كاس الاتحاد الآسيوي رغم الأموال التي أنفقها النادي القطري علي تعاقده معه .. ألا يشبه هذا القرار الدكتاتوري المتعجرف والغير مهني لحسين سعيد قرارات المقبور صدام بتعيين العريف علي حسن المجيد وزيرا للدفاع ومنحه شارة فريق ركن ؟
ألا يعني هذا التصريح تفضيل العلاقات الشخصية وتحكيم المزاج الشخصي لرئيس الاتحاد العراقي الحالي على المصلحة الرياضية العراقية والضرب بعرض الحائط بكل المنطق الرياضي وعلوم التدريب الكروي؟ألا يعني هذا التصريح احتقار جهود الكابتن المضّحي راضي شنيشل والاستخفاف به وبكتيبته الرياضية الشابة الجميلة وتضحياتهم جميعا في لم شتات الكرة العراقية التي أنزلها حسين سعيد وكابتنه المفضل يونس محمود إلى أسفل السافلين؟
بصراحة شديدة إن تخيير حسين سعيد للعراق بأكمله بقيادته السياسية والرياضية وجمهوره الرياضي بين بقائه على كرسي الحكم في الاتحاد العراقي وبين إخضاع العراق لعقوبات الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية الدولية وفرض حضر دولي رياضي على العراق هو نسخة طبق الأصل من تخيير صدام للمجتمع الدولي بين قتل العراقيين جوعاً ومرضاً بالحصار الدولي وبين بقائه بالحكم . وأخيرا نقول لحسين سعيد إن صدام فشل في قتل العراقيين جوعاً ومرضاً وكانت النتيجة أنه هو وأتباعه من مات جوعاً وقهراً فانتصر العراق وذهب صدام ذليلا ً..ولن نحتاج إلى بوش ٍ جديد لإسقاط صنم رياضي لأننا نحن من غيّرنا والتغيير قادم شاء الاتحاد الدولي أم أبى لأن الكلمة الأخيرة للعراق شعبا وقيادة .وسنضل نحب حسين سعيد اللاعب ونتذكر تأريخ حسين سعيد المسئول.
كندا / رائد فؤاد العبودي
https://telegram.me/buratha