المقالات

الجامعه العربيه....المنظومه الاكثر فشلاً..

1137 14:19:00 2009-04-21

الدكتور يوسف السعيدي

يمكن للجامعة العربية أن تقدم دروسا ناجحة في الفشل , هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفلح فيه , فالمؤسسة العريقة والتي تجاوز عمرها النصف قرن ما زالت المنظومة الأكثر فشلا على صعيد التجارب الوحدوية والتنظيمية في العالم , وثمة إبداع فريد تميزت به طوال أعوام عملها لا يضاهيه إبداع في خلق حالة من اليأس والإحباط وفقدان الأمل, وبالطبع فإن الجامعة ما هي إلا تجسيد حقيقي لواقع الدول الأعضاء وانعكاس لحالهم ولعلاقاتهم وخلافاتهم , المشكلة إذا في مستويين ويزيدان من تعقيد فكرة انتشال العمل العربي من أزماته الدائمة , بنية الجامعة ذاتها والوحدات التي تتشكل منها .

إن الأساس الذي بنيت عليه فكرة جامعة الدول العربية واحد من الأسباب الرئيسية في ضعفها وتهميشها , فالفكرة جاءت على أساس تماثل العرق وما يتبعه من لغة وهوية وثقافة بمفهومها الواسع , وهذه عوامل رئيسية ومحفزة في بناء دولة واحدة وليس عدة دول , وإن كانت هذه المحددات متوفرة وصالحة للتوظيف فما الحاجة لأكثر من عشرين نظاما سياسيا لإدارتها , يمكن لنظام واحد شامل وقوي وعادل أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه , ولو أخذنا بوجاهة تلك المحددات كعامل "وحدوي" فستواجهنا معضلة كبيرة تتمثل في التالي : توجد مجموعات متعددة من الدول داخل العالم العربي (المغرب العربي , دول الخليج , بلاد الشام ) وخارج العالم العربي تجمعها مشتركات عدة تزيد عن تلك التي أسست للجامعة العربية, ولم تنجح في خلق أرضية عمل مشتركة ولا حتى حدا أدنى من التنسيق – ناهيك عن الوحدة , زد على ذلك أن مجموعات أخرى في العالم لا يوجد بينها هذا المشترك استطاعت النجاح في التأسيس لمنظومات قائمة على العمل الجماعي ( أوربا , آسيا ) تعد اليوم أنموذجا يحتذى به !.

المستوى الثاني من أزمة المنظومة العربية يتجسد في ظني بالمادة التي استندت عليها كأساس للعمل المشترك , فالجامعة منذ انشاءها وهي تدور في فلك العناوين الكبرى , وهذه العناوين كانت واسعة وفضفاضة بدرجة توهم بتوحد المواقف والرؤى المنضوية تحت لواءها دون السؤال بكيف !, وبمجرد الخوض بالتفاصيل كان يتضح بشكل جلي حجم الخلافات والتباينات بين الأطراف التي توهمت أو أوهمتنا بوحدة الشعار والعنوان, الكل كان يريد تحرير فلسطين, وذلك قبل أن تحتل أصلا ويقوم الكيان الصهيوني على أرضها عبر المواقف المطالبة بعدم السماح بتوطين اليهود فيها, انظروا أين نحن الآن!, وعن أي فلسطين نتحدث, وكيف !!؟ نأتي إلى التضامن العربي والذي أطلق في الستينيات من القرن الماضي هدفا لاجتماعات الدول, هل ثمة تضامن أجمل مما نحن عليه الآن !؟, بين كل بلدين عربيين خلاف مستعر, ووصلت الأمور لغزو الدول بعضها البعض ناهيك عن التحالفات مع الأعداء على شركاء التضامن المزعوم!.

لم تنشغل الجامعة العربية أيضا كمؤسسة ولا الدول الأعضاء فيها بالتفاصيل الحقيقية التي تؤسس لعمل ومصالح مشتركة, كانت مظلة للأنظمة العربية وليس الدول أو الحكومات (ومؤكد ليس الشعوب) , تُرك كل بلد لنظامه يتوجه به كيفما شاء ولا أحد معني بما يجري فيه , للدرجة التي كان معمر القذافي وما زال مقبولا كشريك في الجامعة ولم يطرد أو يعاقب حتى الآن , والقذافي بالطبع لا يمثل وحده جنون الحاكم العربي وعدم سويته , لكنه الوحيد على الأقل الذي يعلن ذلك الجنون على الملأ !, والحال التي عليها الأنظمة وحكامها جعلتهم يختلفون على كل شيء سوى بقائهم واستمرار حكمهم, لم يطرح مشروع حقيقي يمس الإنسان وحياته , لم تستطع المنظومة بناء طريق يصل بين دولتين أو تنظيم تجارة حقيقية , حدثت أشياء هنا وهناك لم تكن بفعل هذه المؤسسة وفكرتها , وإن كانت فهي أكبر دليل على فشلها وعجزها الحقيقي .

ماذا بعد ؟ هل نظن أن أحدا منا بحاجة لإقناعه بفشل الجامعة وعجزها التام عن أداء ما هو مأمول منها ؟, بالتأكيد لا , كل منا لديه الكثير ما يعزز من هذا الرأي , لكن حان الوقت للعمل على فكرة هذه المنظومه العاجزة والتي تساهم في تكريس مزيد من العجز والتراجع , على الأقل نتبنى ذلك ولو على المستوى النظري .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-04-22
مقر الجامعة العربية في مصر , ومصر معروف شرها على الدول منذ القدم في اليمن والعراق وليبيا , ومصر دولة معروفة بالفقر وأبنائها يعملون خدم في كل بلدان العالم . فهل نرجوا خيرا ً منهم ..؟ العرب يمتازون بشراء أسلحة من أعدائهم ليحاربو بعضهم والعرب أستعملو أسم فلسطين وكأنه (دف) للتطبيل فقط , العرب يكرهون من هم أحسن منهم ويكرهون أنفسهم بسبب التعصب الجاهلي الذي ما زال يقبع في أنفسهم والعرب تخلو عن أهل البيت فما يجري لهم فمن أيديهم ,,واليوم يحاربون العراق بسبب كلمة (أشهد أن عليا ً ولي الله ) فتعسا ً لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك